بسم الله الرحمن الرحيم
من هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ؟؟؟
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : مسألة : قال بعض السلف : إن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث فما مدى صحة هذا القول ؟
الجواب: هذا ليس بصحيح على إطلاقه ، بل لا بد من التفصيل ، فإن أريد بذلك أهل الحديث المصطلح عليه ، الذين يأخذون الحديث رواية ودراية وأُخرج منهم الفقهاء وعلماء التفسير وما أشبه ذلك ، فهذا ليس بصحيح ، لأن علماء التفسير والفقهاء الذين يتحرون البناء على الدليل هم في الحقيقة من أهل الحديث ، ولا يختص بأهل الحديث صناعةً ، لأن العلوم الشرعية : تفسير وحديث وفقه ...... الخ .
فالمقصود : إن كل من تحاكم إلى الكتاب والسنة ، فهو من أهل الحديث بالمعنى العام ، وأهل الحديث هم : كل من يتحرى العمل بسنة رسول الله r ، وإن لم يكونوا من أهل الحديث اصطلاحا .
فشيخ الإسلام ابن تيمية ـ مثلاً ـ لا يعتبر اصطلاحاً من المحدثين ، ومع ذلك فهو رافع لراية الحديث [1]
والإمام أحمد رحمه الله تنازعه طائفتان : أهل الفقه قالوا : إنه فقيه ، وأهل الحديث قالوا : إنه محدث .
وهو إمام في الفقه والحديث والتفسير ، ولا شك أن أقرب الناس تمسكاً بالحديث هم الذين يعتنون به .
ويخشى من التعبير بأن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث أن يظن أنهم أهل الحديث الذين يعتنون به اصطلاحا ، فيخرج غيرهم .
فإذا قيل : أهل الحديث بالمعنى الأعم الذين يأخذون بالحديث سواء انتسبوا إليه اصطلاحاً واعتنوا به أم لم يعتنوا ، لكنهم أخذوا به فحينئذ يكون صحيحاً . اهـ [2]
عرفت يا أخي من هم أهل الحديث ؟ كل من عمل بحديث رسول الله e فهو من أهل الحديث ، سواءٌ كان محدثاً أو فقيهاً أو أصولياً أو لُغوياً أو عامياً ، ولا تظنن أن أهل الحديث هو من كان مدرسا لمادة المصطلح فقط ، لا هذا غير صحيح .
ثم إن هذه الجماعة التي ورد فيها الحديث بأنها الطائفة المنصورة ، وصفها الرسول e بصفةٍ ينبغي أن نلاحظها ، ألا وهي القتال في سبيل الله ، واستمع إلى هذه الرواية ، لأن الروايات يفسر بعضُها بعضا ، قال الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله في كتاب تيسير العزيز الحميد : وأصله في مسلم عن عبدالرحمن بن شماسة أن عبدالله بن عمرو قال : لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ، هم شرٌ من أهل الجاهلية ، فقال عقبة بن عامر لـ عبدالله : اعلم ْ ما تقول ، وأما أنا فسمعت النبي e يقول : (لاتزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة على ذلك) ، فقال عبدالله : ويبعث الله ريحاً ريحها المسك ومسها الحرير ، فلا تترك أحدا في قلبه مثقال حبةٍ من إيمان إلا قبضته ، ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة .
فلو أردنا أن نحمل هذا الحديث على جماعة معينة لكان حمله على الجماعة التي لها عناية بالقتال في سبيل الله [3] أولى من الجماعة التي لها عناية بتدريس مادة المصطلح .
اللهم اجعلنا من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
[1] قلت : وكذلك شيخ الإسلام المجاهد المجدد محمد بن عبدالوهاب ، رحمه الله تعالي .
[2] كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد ج1 ، ص619 – 620 .
[3] أي القتال الشرعي تحت راية ولي الأمر ، وغيره من الشروط للقتال في سبيل الله .