يقول محمد إقبال في كتابه:(تجديد التفكير الديني): تسوق الفلسفة المدرسية أدلة ثلاثة على وجود الله , تعرف بالدليل الكوني , ودليل العلة الغائية , والدليل الوجودي , وهذه الأدلة تنطوي على حركة حقيقة للفكر في بحثه وراء المطلق, ولكننا نخشى إذا نظرنا إليها بوصفها أدلة منطقية أن نجدها قابلة للنقد الجدي.
وينقد محمد إقبال الأدلة الثلاثة بقوله:
- أن الدليل الكوني ينطوي على إهدار معنى العلية نفسها,وذلك أنني عندما أعلل كل موجود بموجود سابق عنه يستمر التسلسل إلى مالا نهاية له في سلم الموجودات , ولا مبرر للوقوف عند علة قصوى لا عند علة لها, ولا معنى لإضفاء صفة واجب الوجود على تلك العلة النهائية المفترضة تحكماً.
- والدليل الغائي يقوم على فرضية تماثل خلق العالم وصناعة الصانع,فكون العالم قائماً على النظام يدل على وجود منظم,ولكن شتان مابين صنعة صانع ووجود العالم, لأن العالم تطور واستمرار تلقائي , يتوقف كل جزء منه على جزء آخر في نظام الكون, وكما أن الصانع محدود بصناعته فكذلك يوقعنا هذا الدليل في نفس الوضع بالنسبة لخالق العالم , فيصير متناهيا, ويبقى مع ذلك السؤال الوارد لماذا خلق هذا الخالق متاعب لنفسه بخلق مادة معاندة يظل يواجه تصنيعها وهو في غنى عنها؟
- وينقل محمد إقبال قول كانط في نقد الدليل الوجودي أن المعنى الموجود في عقلي عن مائة دولار مثلا, لا يمكن أن يدل على أنها موجودة في جيبي وكل ما يدل عليه هذا الدليل هو أن فكر الكائن الكامل تتضمن فكرة وجوده , وبين فكرة كائن الكامل الموجودة في عقلي , والوجود المتحقق في الخارج لهذا الكائن , هاوية لا يمكن عبورها بمجرد تفكير نظري بعيد عن الوجود الواقعي والدليل كذلك مصادرة على المطلوب , لأنه يسلم بالمطلوب نفسه وذلك بالانتقال من الوجود المنطقي إلى الموجود الخارجي.
كلام إقبال السابق يتكلم فيه عن إثبات وجود الله- سبحانه وتعالى- على طريق الفلاسفة فهل منكم يا مشايخ من يشرح لي الآنف الذكر لأن فيه غموض؟