الفن هو الإحساس بالكلمة، وحسن تذوقها، ومعرفة دواعياستعمالها وأسباب إجادة هذا الاستعمال، ومعرفة أسباب الإعراض عن البديل التعبيريالمتروك.
كيف يُكتسب ذلك؟
إنه يُكتسب ويصير مَلَكَة بطول زمن الممارسة، وكثرةتذوق تجارب الأدباء في مختلف أساليبهم، في ظل إرشاد وتوجيه وإجابة على الأسئلة التيتعن لهم.
كيف يتم ذلك؟
بتحليل ما يدرس في المدارس سواء كانت نصوصا أو دروسقراءة أو قصة مقررة أو آيات قرآنية أو أحاديث؛ فمعلم اللغة العربية يدرس التربيةالإسلامية مع تدريسه اللغة العربية.
وكيف يتم ذلك؟
بانتهاج المنهجالملائم.
ما هو؟
إن المنهج المتبع هو أن يقسم المعلم السبورة قسمين أو ثلاثةويكتب الفِكَر وبعض الأسئلة، ويتناول الدرس من خلال قراءة غير مكتملة، والتنبيه علىبعض معاني المفردات المشار إليها في الكتاب، وحل الأسئلة التي تكون تعليمية، وغيرذلك مما يدور في الفلك ذاته.
وهذا المنهج لا يُنتج ما نرمي إليه أبدا، إنماالمطلوب منهج آخر تكون هذه مواده وبنوده:
1-
منهج يجعل الطلبة يقرؤون الدرس أوالنص أو الآية أو الحديث قراءة صحيحة بالمحافظة على مخارج الأصوات وصفاتها.
2-
الوقوف عند معظم الكلمات إعرابا، والحرص على وضع صيغة طولى تحليلية له.
3-
التنبيه إلى أن معرفة هذا الإعراب يفيد في معرفة المعنى، وأن معرفة المعنى يفيد فيتذوقها، وتذوقها يُنتج حسن استعمالها في إنشائهم.
4-
الوقوف عند معظم التعبيراتلتذوق جمالها، وأسرار جودتها التي تجعلها ملائمة للتعبير الفني.
5-
عدم الاقتصاربمواطن الجمال على النصوص.
لماذا؟
لأن الأساليب لها جماليلائمها.
كيف؟
الأسلوب العلمي له جمال يتمثل في خصائصه التي تكون وضوحا وقوةوتدليلا و... إلخ، والأسلوب الأدبي له جمال يتمثل في خصائصه التي تكون مجازا وخيالاو... إلخ، والأسلوب الذي يجمع بينهما له جمال يمتزج فيه من خصائصهما معا.
اتباعهذا المنهج، وتأكيده، والاستمرار عليه- يغرس في نفوس الطلبة من دون شعور أن الكلمةلا تأتي اعتباطا بل يلزمها فكر ولو كان من خبرة غير مباشرة، وأن كل كلمة يمكن أنتحلل، وأن لكل تعبير بدائل، و...إلخ.
إذا استقر في ذلك في نفوس الطلاب فالملكةالأدبية تكون بدأت في التكون!