بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وبعد:
فقد صدر -بفضل الله تعالى- كتاب (مقارنة المرويات) لفضيلة شيخنا د. إبراهيم بن عبدالله اللاحم -حفظه الله ورعاه-، الأستاذ المشارك في قسم السنة وعلومها، بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، في جامعة القصيم.
وهو الكتاب الثالث ضمن سلسلة (نقد المرويات)، حيث سبق أن صدر له عن مكتبة الرشد كتابا: (الجرح والتعديل)، و(الاتصال والانقطاع).
وجاء كتاب (مقارنة المرويات) في مجلدين، يربو عدد صفحاتهما على 1100 صفحة، وهما مع ذلك لم يأتيا على جميع مسائل مقارنة المرويات التي أراد الشيخ -رعاه الله- طرحها، بل بقي منها بقية، مثل: مسائل الاعتضاد والشدّ بالطرق، ومسائل صياغة تخريج الحديث وعرضه، وعسى الله أن ييسر لشيخنا تمام ذلك وكماله بعونه وتوفيقه.
وسار الشيخ في كتابه على منهجه الذي سار عليه في الكتابين السابقين، وأوضح ذلك في مقدمته ببيان النقاط الرئيسة التالية:
* التعرض لأكبر قدر ممكن من قضايا النقد.
* الإكثار من ضرب الأمثلة في القضية المعينة.
* ذكر ما يقع من مخالفات للمنهج الصحيح في النقد في مناسبات ذلك.
* الحرص على ربط مسائل هذا العلم بعضها ببعض.
وقد أودع الشيخ في هذا الكتاب نفائس تحريراته وتنبيهاته، وقرَّر فيه منهج أئمة النقد أوضح تقرير، ونبَّه إلى مسائل كثيرة يغفل عنها كثيرٌ من طلبة علم الحديث، حتى روَّاد الانتصار لمنهج أئمة النقد، والسير على نهجهم، وبيَّن مخالفة الفقهاء والمتأخرين لمناهج الأئمة في التفرد والعلل نظرًا وتطبيقًا.
وأبدع الشيخ في تقسيم الكتاب، وفي توزيع قرائن الترجيح والتعليل -في فصولها الخاصة بها-، وجاء بقرائن لا أحسب أحدًا ذكرها في قرائن الترجيح قبله.
كما أكثر جدًّا من الأمثلة والنماذج، وأتى بها مبتكرةً جديدة (لا معادةً مكرورةً في كلِّ طرحٍ لقضايا مقارنة المرويات!)، وشحن حواشي الكتاب -إلى جانب ذلك- بالعزو إلى مواضع مسائل النقد في كتب السنة وعلومها، الأمر الذي ينم عن اطلاعٍ وتتبُّعٍ واسعَين.
ولا غنى عن الكتاب -فيما أحسب- لكل حديثيٍّ مدقق.
هذا، ونشرت الكتاب مؤسسة الريان ببيروت، وسيكون في المكتبات قريبًا -بإذن الله-.
والله الموفق والمعين.