السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله الذي امتن علينا وجعلنا مسلمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم...
وبعد....
قال الله تبارك وتعالى( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن )..
قال المفسرون : أعرض عن أذاهم ولا تقصّر في تبليغ الرسالة والدعاء إلى الحق....
ذكره الثعلبي في الكشف والبيان...
وقال الدمشقي في اللباب في علوم الكتاب...
وأمّا جمهور المتكلِّمين فقالوا : الجدَالُ في الدين طاعةٌ عظيمةٌ ؛ لقوله تعالى : ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( [ النحل : 125 ] ، وحكى قول الكفَّار لنوح عليه السلام ) قَالُواْ يانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا ( [ هود : 32 ] ، ومعلومٌ أَنَّ ذلك الجِدال ، إنما كان لتقريرِ أُصُولِ الدين ، فيُحملُ الجدالُ المذمومُ على الجدل في تقرير الباطل ، وطلب المالِ ، والجَاهِ ، والجدالُ الممدوحُ على الجَدَلِ في تقرير الحقِّ ، ودعوةِ الخَلْقِ إلى سبيل اللِّهِ ، والذَّبِّ عن دين الله .
وقال النسفي في مدارك التنزيل..
ادع إلى سبيل ربك إلى الاسلام بالحكمة بالمقالة الصحيحة المحكمة وهو الدليل الموضح للحق المزيل للشبهة والموعظة الحسنة وهي التي لا يخفى عليهم إنك تناصحهم بها وتقصد ما ينفعهم فيها أو بالقرآن أي ادعهم بالكتاب الذي هو حكمة وموعظة حسنة والحكمة المعرفة بمراتب الافعال والموعظة الحسنة أن يخلط الرغبة بالرهبة والانذار بالبشارة وجادلهم بالتي هي أحسن بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة أو بما يوقظ القلوب ويعظ النفوس ويجلو العقول وهو رد على من يأبى المناظرة في الدين ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين اي هو أعلم بهم فمن كان فيه خير كفاه الوعظ القليل ومن لا خير فيه عجزت عنه الحيل...
إن الدعوة الى الله طريق قد هجره للاسف كثير من طلبة العلم وفرطوا فيه
وهذا لا شك انه خلل يجب ان يتدارك و خطاء يجب ان يصحح وإلا ما الفائدة من الاشتغال بالعلم...
إن الدعوة الى الله ثمرة العلم....
قال تعالى( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} التوبة:122
قال ابو العباس الفاسي في البحر المديد.....
، أي : وليجعلوا غاية سعيهم ومُعظم غرضهم من التفقه إرشاد القوم وإنذارهم. وتخصيصه بالذكر ؛ لأنه أهم ، وفيه دليل على أن التفقه والتذكير من فروض الكفاية ، وأنه ينبغي أن يكون غرض المتعلم فيه أن يستقيم ويقيم ، لا الترفع على الناس والتبسط في البلاد. ...
إن وصيتي لك يا طالب العلم ان تجد وتجتهد في سبيل الدعوة وان تسارع في انقاذ الغرقى لعل ربك ان يبعثك مقاما محمودا.....