الموضوع: للنقاش: نزع النقاب أمام الأجانب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم من تضطر إلى نزع النقاب بالبيت أمام غير المحارم ووضعه خارجه آخذة بالقاعدة :ما لا يدرك كله لا يترك جله؟
هل يعتبر فعلها تلاعبا بالدين؟
وما حكم من نزعت النقاب بالكلية لهذا السبب (أي خوفا من أن يكون نزعها للنقاب أمام إخوة زوجها تلاعبا بالدين) وانتقلت إلى تعرية الوجه أخذا بقول من يرى استحباب النقاب وعدم وجوبه؟
في حالة الاضطرار إلى الاختيار ما بين الحالة الأولى والحالة الثانية أيهما الأقرب إلى الصواب؟
أدلتكم يا طلبة العلم بارك الله فيكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة
بالطبع الاختيار الأول هو الأقرب للشرع قولا واحدا
سواء عند من يرى وجوب النقاب أو استحبابه
فترك الانسان للواجب بعض الوقت لا يجعله يتركه كل الوقت
قال تعالى "فاتقوا الله ما استطعتم"
وفي الحديث الصحيح "فسددوا و قاربوا"

كذلك الحال لو كان مستحبا فترك المستحب بعض الوقت لا يجب أن يؤدي لتركه دائما

وعلى الأخت بدلا من أن تفكر في دفع هذا الحرج بترك النقاب في الخارج أن تجاهد نفسها بأن ترتديه في الداخل في وجود غير المحارم ولا تتبع خطوات الشيطان إنه للإنسان عدو مبين
وفق الله الجميع للخير و الصلاح

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الستير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم من تضطر إلى نزع النقاب بالبيت أمام غير المحارم ووضعه خارجه آخذة بالقاعدة :ما لا يدرك كله لا يترك جله؟
هل يعتبر فعلها تلاعبا بالدين؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن كان فعلها هذا بلا اضطرار فنعم يعتبر من الخطأ وعدم الالتزام بالشرع على الوجه المراد ، وإن كان لاضطرار فيدخل تحت ما ذكرتِ أختنا الكريمة من قاعدة : ما لا يدرك كله لا يترك جله ، و عملا بقوله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التعابن : 16 ، وعملا بقول رسولنا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ( سددوا وقاربوا ...) (1)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الستير

وما حكم من نزعت النقاب بالكلية لهذا السبب (أي خوفا من أن يكون نزعها للنقاب أمام إخوة زوجها تلاعبا بالدين) وانتقلت إلى تعرية الوجه أخذا بقول من يرى استحباب النقاب وعدم وجوبه؟

ها هنا خطأ بيّن ألا وهو : اختيار ما يناسب الهوى أو الحال من الأقوال في المسائل الخلافية
وهذا من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس - إلا من رحم ربي - فالذي ينبغي على المسلم :
أن يبحث عن الحق والقول الراجح في المسألة بغض الطرف عن مدى مناسبة هذا القول لظروف
حياته وحاله ، ثم بعد ذلك يعتقد صواب ذلك القول المستند إلى أدلة يغلب على ظنه - إن لم يتيقن - أنها الأقوى في المسألة المرجِّحة لهذا القول عما عداه ، ثم هو يلتزمه معتقدا بقلبه أنه المطلوب شرعا ، ثم بعد ذلك ينظر هل سيُوفَّق إلى العمل بمقتضى هذا القول بالجوارح أم أن هناك أسبابا قد تُعيق هذا الالتزام الجارحي الظاهر...
هذا ما ينبغي شرعا عملا بقوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) البقرة : 208 (2)


* بينما يُخشى على من يبحث في الأقوال التي قيلت في مسألة ما عما يناسب حاله أو يوافق هواه
يُخشى على مثل هذا أن ينطبق عليه قوله تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ...) الفرقان : 43

- كان ما سبق توطئة بين يدي الإجابة عن سؤالكم المطروح والجواب أختنا الكريمة :
أنه ليس لأختنا الانتقال عن القول الموجب للنقاب إلى القول بالاستحباب بدافع أنه يلائم حالها ؛ لأن الحق واحد لا يتعدد : فإما هذا هو الحق أو ذاك ، ووجود الخلاف في مسألة ما لا ينبغي - ألبتة - أن يكون مسوغا للاختيار والترجيح بين الأقوال على أساس ما يناسب الحال .. !

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الستير

في حالة الاضطرار إلى الاختيار ما بين الحالة الأولى والحالة الثانية أيهما الأقرب إلى الصواب؟
أدلتكم يا طلبة العلم بارك الله فيكم.

سواء اعتقدت وجوب النقاب أو استحبابه : فالتزامها به خارج البيت وإن اضطرت لوضعه في البيت أمام غير المحارم هو الأقرب من تركه بالكلية ....



** وعلى أختنا الفاضلة البدء بالسير على الطريق مع شدة الدعاء لله فهو سبحانه وتعالى القادر على تذليل كل صعب فلاحول ولا قوة إلا به سبحانه .



أحسن الله إليك أمة الستير وبارك في علمك وعملك على هذا الطرح الطيب .



----------------------------------------------------------------

(1)- لن ينجي أحدا منكم عمله . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة ، سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيء من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6463
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


( 2)- ولمزيد من البسط يراجع تفسير السعدي لتلك الآية .

هذا لا يسمى اضطرارا شرعا ، ولو أخذ الإنسان بهذا التبرير ، فسيقوده ذلك إلى إباحة الاختلاط مع هؤلاء الأجانب وربما الجلوس معهم وتبادل الحديث والنقاش بدعوى الضرورة ولا ضرورة هنا. والأسلم للمرأة ألا يراها الرجال ، ولا ترى الرجال .
والذي يقول للمرأة أن تزيل نقابها خارج البيت لكونها يراها الأقارب من غير المحارم في البيت ، فلم يشم رائحة العلم والفقه في تبليغ الدين والسنة على منهج السلف ، لأن الأولى به أن يبين لها كيف تحافظ على سترها ويدعوها إلى عدم الاختلاط وتبادل النظرات ، والله يقول : قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم ، وقال : وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن.
نسأل الله العصمة من الفتنة

بارك الله في الإخوة على ما وضحوه.
أستميحكم عذرا في الاستفسار عن التعامل مع القواعد الفقهية في مثل هاته الحالات؟
فمثلا في نفس الحالة المذكورة هناك من استند إلى قاعدة (ما لا يدرك كله لا يترك جله ) فقال بوضع النقاب عند الاضطرار أمام الأجانب وفضل ذلك على تركه نهائيا ،وهذا هو الراجح ،وهناك من استند إلى قاعدة (الواجب واجب بالجزء والكل )فارتأى أن المرأة إما أن تلبس النقاب في كل الأحوال أو أن تنزعه في كل الأحوال.
فأين الخلل في الاستناد إلى القاعدة الثانية؟
بوركتم.

القاعدة حكم أغلبي بمعنى أن لكل قاعدة استثناء غالبا ، ولا يظهر بين القاعدتين تعارض ، فالواجب واجب بالجزء والكل ، يستثنى منها حالات العجز ، فلا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة ، واتقوا الله ما استطعتم، ومن عجز عن البعض لم يسقط عنه الكل. وعلىه لا يظهر صحة القول بأن من لا ترتدي النقاب أمام أقاربها الأجانب تنزعه خارج البيت.
لكن الأولى ألا تظهر الأخت المنتقبة حتى أمام أقاربها الأجانب ، ولو كانت ترتديه على سبيل الاستحباب.
وأريد أن أنبه هنا إلى مسألة قد تغفل عنها الأخوات المنتقبات التي تنتقب وتستحضر نية الاستحباب فهي تفوت على نفسها خيرا كثيرا ، لأن العلماء اتفقوا على أن أجر الواجب أعظم من أجر المستحب .
والله أعلى وأعلم

جزاكم الله خير الجزاء أخانا الكريم ،أبنتم ووفيتم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم

قد بينتم كيف يتعامل المرء [نفسَه]مع المسائل الخلافية، لكن حين الدعوة والتبليغ كيف يفعل؟
على سبيل المثال: من رأت منتقبة لا تلبس في يديها القفازات، وأرادت أن تبين لها هل تقول: [كمال السنة]
أم [عليكِ وواجب]؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمة الفقيرة إلى الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم

قد بينتم كيف يتعامل المرء [نفسَه]مع المسائل الخلافية، لكن حين الدعوة والتبليغ كيف يفعل؟
على سبيل المثال: من رأت منتقبة لا تلبس في يديها القفازات، وأرادت أن تبين لها هل تقول: [كمال السنة]
أم [عليكِ وواجب]؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ذلك يتطلب سؤال تلك الأخت :

* لم ترتدي هي النقاب ؟

- فإن أجابتْ لأنه فرض ، كان النصح بوجوب ستر اليدين أيضا .

- وإن هي أجابت بأنه مستحب ، نُصحت بإتمام كمال الاستحباب .

- وربما فاجأتك بقولها : إنها ترتديه مكرهة من قِبل أب أو أخ أو زوج ، وبأنها لا تعتقد استحبابه فضلا عن وجوبه ،...


وأقص عليك موقفا حدث معي : كنت يوما في مركبة نقل جماعي، وكانت تجلس بجواري
- قدرا - أخت منتقبة متجللة بالسواد ولكنها بادية اليدين ، فظللت أفكر ما ينبغي علي فعله ؟!
حيث إني كرهت أن يسمع حوارنا - إن نحن تحاورنا - الرجال والنساء من الراكبين معنا
وكان- بقدر الله - معي قفازان زائدان في حقيبتي ، فأخرجتهما ومددت لها يدي بهما ، والعجيب
أنها أخذتهما بصمت مطبق ولبستهما كأنني أعطيتها قفازيها !!! فلا شكر ولا اعتراض ولا شيء !!
ولم نتبادل حرفا واحدا ثم وصلت إلى حيث ينبغي لي النزول فنزلت متعجبة .....!!

القصد : إن لكل مقام مقال ، والأمر فيه تفصيل

بوركت على شديد حرصك أختنا الكريمة ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هانئ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ذلك يتطلب سؤال تلك الأخت :

* لم ترتدي هي النقاب ؟

- فإن أجابتْ لأنه فرض ، كان النصح بوجوب ستر اليدين أيضا .

- وإن هي أجابت بأنه مستحب ، نُصحت بإتمام كمال الاستحباب .

- وربما فاجأتك بقولها : إنها ترتديه مكرهة من قِبل أب أو أخ أو زوج ، وبأنها لا تعتقد استحبابه فضلا عن وجوبه ،...


وأقص عليك موقفا حدث معي : كنت يوما في مركبة نقل جماعي، وكانت تجلس بجواري
- قدرا - أخت منتقبة متجللة بالسواد ولكنها بادية اليدين ، فظللت أفكر ما ينبغي علي فعله ؟!
حيث إني كرهت أن يسمع حوارنا - إن نحن تحاورنا - الرجال والنساء من الراكبين معنا
وكان- بقدر الله - معي قفازان زائدان في حقيبتي ، فأخرجتهما ومددت لها يدي بهما ، والعجيب
أنها أخذتهما بصمت مطبق ولبستهما كأنني أعطيتها قفازيها !!! فلا شكر ولا اعتراض ولا شيء !!
ولم نتبادل حرفا واحدا ثم وصلت إلى حيث ينبغي لي النزول فنزلت متعجبة .....!!

القصد : إن لكل مقام مقال ، والأمر فيه تفصيل

بوركت على شديد حرصك أختنا الكريمة ..

صدقًا جزاكِ اللهُ خيرًا؛ فقد كانَ أمرًا مُحيّرًا لنا، لا ندرِي كيفَ العملُ؟
بإذنِ اللهِ يتمُّ التّبليغُ ونسألُ اللهَ عونَه والصّدقَ.