السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :أنا أنظر إلى النساء في الصور والمجلات وغيرها فماكفارة ذلك؟
الجواب:
النظر إلى النساء و إلى الصور المستحسنة من أعظم أسباب قسوة القلب،وعدم حصول حلاوة الإيمان ولا لذة الطاعة،بل هو وسيلة وخطوة من خطوات الشيطان ليضل المسلم حتى يقع في الفاحشة، وهذا مشاهد ومن وقع في بعض الفواحش ممن ينتسب إلى الخير ،يعني وقع وزلت به القدم ثم تاب واستغفر وسيلتها التساهل ،التساهل في رؤيتها في المجلات أو في الأجهزة،والواجب على العبد أن يمتثل قول الله جل وعلا:(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بمايصنعون)-النور-30-فالعبد إذا لم يغض بصره فإنه يسلب حلاوة الإيمان.
إذا وقع في النظرة الأولى ،النظرة الأولى ليس فيها شيء.
أما إذا تعدد تكرار النظر وتعمد العورات ،وتعمد التلذذ بالنظر ،هذا إذا أصابه في قلبه زيغ أو أصابه في قلبه قسوة فهو الحسيب على نفسه،لهذا الواجب على كل مؤمن أن يحذر من هذا البلاء وهو تكرار النظر والاسترسال مع ما في المجلات أو مع ما في التلفزيون أو ما في الأجهزة والفضائيات والفيديوإلخ.
ومن أحسن الكلام الذي يحضرني في هذا الباب ما ذكره ابن القيم في سر قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف لماكسفت الشمس فإنه عليه الصلاة والسلام قال:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته،فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا"،ثم قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله يغارأن يزني عبده أو أن يزني أمته"،إلى أخر خطبته عليه الصلاة والسلام.
قال ابن القيم : ذكر موقع الزنا في خطبة كسوف الشمس لعظم المشابهة بينهما،فكما أن إنكساف الشمس سببه ذهاب الضياء فإن انكساف القلب وذهاب الضياء والنور فيه سببه الزنا.
وهذه مناسبة صحيحة وعظيمة ،فإن وقوع هذه الفواحش كما أنه يؤثر على الفرد بانكساف قلبه والنور الذي فيه، فإنه أيضا يؤثر على المحتمع بالذنوب والمعاصي التي يكون معها البلاء من الله جل وعلا.
لهذا الواجب على كل واحد أن يترك النظر طلبا لمرضاة الله جل وعلا،النظر المحرم،ومن ترك النظر وجد في قلبه الحلاوة،حلاوة الإيمان،وخاصة أهل العلم وطلبة العلم فإن أعظم ما يؤثر على فهم الكتاب والسنة وفقه الكتاب والسنة هو أن ينشغل القلب بالصور على أنواعها، وعشق الصور والتطلع إلى الصور والتساهل في ذلك هذا مرتع وخيم، وقد يكون خطوة من خطوات الشيطان ليوقع العبد في الفاحشة فالواجب على من وقع في ذلك التوبة إلى الله جل وعلا وأن لا يسترسل مع نفسه فس هواها ، وأن يعلم أن حلاوة الإيمان أعظم من لذة سريعة تذهب ، والإيمان إذا ذهبت حلاوته فكيف يبنيها؟ لا الصلاة تكون خاشغة ولا القلب يكون متلذذا بذكر الله جل وعلا فيعيش بجسده لا بقلبه وبروحه،وكثرة الإستغفار والتوبة والعزم على عدم العود،هذا من الأسباب التي يطهر الله جل وعلا بها القلب مماعلق به،والله المستعان .
معالي الوزير العلامة صالح آل الشيخ شرح العقيدة الطحاوية