وفقك الله
الأصل في جمع التكسير السماع، فينبغي الرجوع إلى كتب اللغة في معرفة جموع الكلمات المختلفة.
ولكن النحاة رحمهم الله وضعوا بعض القواعد التي تساعد في معرفة الجموع، ولكن هذه القواعد للتيسير والتقريب على المتعلم ولا تغني عن السماع؛ لأنهم كثيرا ما ينصون أن العرب استغنت بجمع كذا عن كذا.
فأنت تستصحب القاعدة في رأسك لكي تتذكر الجموع وتضبطها، وليس لتعارض بها السماع، فإذا تعارض السماع مع القاعدة القياسية قدم السماع، وإذا لم يكن هناك سماع عن العرب أعملنا القاعدة القياسية.
وفي باب جمع التكسير من الألفية وغيرها من كتب النحو تجد تفصيلا لهذه القواعد.
وهذا الباب هو أكبر باب في الألفية!
أما جمع (فعيل) الذي حصل لك فيه الإشكال، فهو حقا مشكل؛ لأن اعتماده في الأغلب على السماع، قال ابن مالك:
في اسم مذكر رباعي بمد ............ ثالث افعلة عنهم اطرد
وقال أيضا:
وفُعُل لاسم رباعي بمد ........... قد زيد قبل لام اعلالا فقد
فإذا نظرنا إلى هذين البيتين وجدنا أن كليهما ينطبق على (طريق) وينطبق على (شريط)، وبناء على هذا الكلام فينبغي أن يكون صحيحا أن يقال (طُرُق) و(أطرقة) و(شُرُط) و(أشرطة).
فأما الطريق فهو يجمع على طرق وعلى أطرقة أيضا، وإن كان المشهور الأول.
وأما الشريط فهو كلمة مستحدثة، فلا مانع من جمعها على أشرطة أو شرط، وإن كان الاستعمال بين الناس على الأول.
وكثير من الكلمات العربية تجمع على فُعُل وأفعلة، مثل (حُمُر وأحمرة) (بُعُر وأبعرة) (رُغُف وأرغفة) ... إلخ.
ولكن ينبغي أن نلاحظ أن (أفعلة) جمع قلة و(فعل) جمع كثرة.