تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

    نص غير واحد من أهل العلم..ولاسيما شيخ الإسلام وتلميذه الإمام..
    أن حجب الله للكافرين عن نفسه المقدسة أعظم نكالا ووبالا على هؤلاء من عذاب النار نفسه
    والأمر لأول وهلة..بل حتى بعد التأمل ..لا يخلو من غرابة

    لأنك إذا قايستها بالنظر العقلي المجرد لم تتوصل إلى شيء
    فتخيل سيدا وعبدا-ولله المثل الأعلى-وهذا العبد أبق من سيده..
    فقرر سيده أن يعاقبه بأن يحرمه لقاءه..وقارن ذلك فيما لو قرر سيده أن يجلده ألاف الجلدات
    أيكون مجرد عدم اللقي أسوأ من هذا العذاب الأليم؟

    وقد توصّلت بعد هداية الله وعونه إلى ما قد يفسر هذا الأمر المقطوع به..
    وبيانه كما يأتي:-

    -لمّا كان أعظم نعيم الجنة للمؤمنين هو النظر إلى الرب الجليل كما في قوله"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة"
    كان أشد عذاب حجب الكافرين عنه سبحانه
    فإن قيل:لا يلزم هذا من هذا..
    لأن عذاب النار..ألم جسدي ظاهر لا يحتمله أحد..مع ما نعلمه من كون النار الآخرة فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها-أجارنا الله وإياكم-
    بخلاف نعيم الجنة الذي هو تفكهٌ بالنعم..على اختلافها..فيتصور عقلا أن يكون النظر إلى وجه الكريم الخالق لهذه النعم أعظم نعيما..
    أقول..جوابا على هذا
    إن العذاب النفسي كثيرا ما يكون أشد وقعا من العذاب الجسدي
    حتى في الدنيا..
    فالحرة العفيفة قد ترى أن قتلها أو قل تعذيبها..ولو بالحرق..أشد إيلاما ..من أن تقع في الزنى أو تقذف به..
    فهذا متصور حتى في الدنيا إذن..فكيف يكون الحال مع الحالة المذكورة؟

    ثانيا-أن الله تعالى يخلق الخلق يومئذ على هيئة مختلفة..كما ورد في الصحيح أن أطوالهم ستون ذراعا..كأبيهم آدم..عليه السلام..فهذا وجه آخر يتصور معه بيان أن المشاعر نفسها..والأحاسيس ..تكون مغايرة..ولاتقاس على الدنيا

    ثالثا-أن الله تعالى وهو الخالق لهؤلاء حين يحجبهم عن نفسه الجليلة..
    يقطع طمعهم في النجاة من النار وهذا وحده أعظم عذاب للنار..فإنهم قالوا في الدنيا"لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"..وإن كانت وردت في اليهود ..لكن غير اليهود يقولها بلسان الحال

    رابعا-أن الكافر الذي كان يكذب بالله ويجحد أو يعاند أو يكفر حتى مع استبانة الحق له..
    يهينه الله تعالى بأن يحرمه من رؤيته إياه..فهذا من جنس العذاب المهين..
    ولم يرد في القرآن قط..كما يقول شيخ الإسلام أن الله هدد مسلما بالعذاب المهين..
    فالإهانة لا تكون إلا لكافر..

    خامسا-أن الله تعالى ذو الصفات العلية والأسماء الحسنى..تقدس وجل وعز..
    ليس كمثله شيء وهو السميع البصير..
    فحجب نفسه عنهم..يقتضي حجب صفات الرحمة عنهم من جهة
    كما أنه حجب للمخلوق الفقير المتصف بكل نقص..عن الخالق الجليل العظيم المتصف بكل كمال
    وهذا وحده..لا تدرك العقول كنهه..وأثره..وهول ه..فليس مما يُتطلب له تصور إذ هو من جنس تصور عظمة النعيم الحاصل برؤية الرب سبحانه وتعالى..

    رزقنا الله وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم

    والله تعالى أحكم وأعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

    للفائدة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    160

    افتراضي رد: السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

    فوائد قيمة جزاك الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

    الأخ الفاضل نضال..رفعك الموضوع خلق رفيع يخفي وراءه تواضعا فشكر الله لك..
    أخي العرب جزاك الله خيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

    قطوف رائعة حبيبي أبا القاسم
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: السر في كون احتجاب الله عن الكفار أشد من تحريقهم بالنار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل نضال..رفعك الموضوع خلق رفيع يخفي وراءه تواضعا فشكر الله لك..
    أخي العرب جزاك الله خيرا
    بارك الله فيكم أخي الحبيب .

    اللهم كفّر عنا سيئاتنا ولا تحرمنا من لذة النظر إلى وجهك الكريم ، يا ذا الجلال والإكرام !

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •