يرى المعتزلة أن أخص أوصاف الإله هو القــدم ! ويرى الأشاعرة أن أخص أوصافه القدرة على الخلق والاختراع ؛ فليس ذلك لغيره أصلا . ويرى السلف أن القدرةعلى الخلق من أخص أوصافه ، وأخص أوصافه لا تنحصر في صفة واحدة ؛ فعلمه بكل شيء؛ وقدرته على كل شيء ، ونحو ذلك كل ذلك من أخص أوصافه . وقد ترتب على هذا الخلاف مخالفة السلف في كثير من أبواب الاعتقاد ، ومن ذلك :-
1- في باب الصفات ؛ فأنكر المعتزلة صفات الله تعالى بناء على هذا الأصل ؛ فمن أثبت لله تعالى صفة قديمة فقد جعل لله شريكا في أخص أوصافه ؛ وهو القدم ! ولهذا يعتبرون إثبات الصفات شركا وتمثيلا ؛ لامتناع المشاركة له في أخص أوصافه !
2- في باب القدر وتأثير الأسباب ؛ فلما رأى الأ شاعرة أن أخص أوصاف الإله القدرة على الخلق والاختراع بنوا على ذلك إنكار فاعلية غيره حقيقة ؛ فأنكروا تأثير الأسباب ، وزعموا أن الله يفعل عندها لا بها ! وأنكروا فاعلية العبد ؛ وزعموا أنه يفعل مجازا لا حقيقة ؛ وإنما هو كاسب لافاعل ، وفسروا الكسب بوقوع المقدور بين قادرين ! وهو كلام غير معقول ، أو مجرد ستار للقول بالجبر الذي أقر الرازي بالقول به في المطالب العالية ، وكذلك الجرجاني إلا أنه اعتبر الأشاعرة من الجبرية المتوسطة لا الخالصة ! أما ابن رشد فقد جعل الكسب والجبر بمعنى !
3- في الألوهية ؛ فقد فسر الأشاعرة الإله بأخص أوصافه عندهم ؛ وهو الخلق ؛ ولهذا اعتبروا الألوهية بمعنى الربوبية تماما ؛ وفسروا الشهادة بمعنى ( لاخالق إلا الله ) ، وأنكروا أن يكون صرف شيء من العبادات لغير الله شركا إلا إذا تضمن الشرك في الربوبية !! فمن تقرب إلى غيرالله فإنه لا يكون مشركا حتى يعتقد أن له تأثير في جلب المنافع ودفع المضار ؛ لأنه لم يفرد الرب بأخص أوصافه ؛ وهو الخلق والتأثير !