أم لا بد من دراسة شرح المفصل لابن يعيش؟
أم لا بد من دراسة شرح المفصل لابن يعيش؟
هل من مجيب؟
لا يلزمك أن تنهي شروح الألفية حتى تدخل إلى كتاب سيبويه
فكتاب سيبويه فيه مواضع كثيرة سهلة وواضحة، ولا يلزمك أن تفهم كل شيء منه؛ فإن فيه مواضع ما زالت حتى الآن محل نقاش بين دارسي الكتاب، والعلماء يختلفون فيها اختلافا كبيرا، كمثل قول سيبويه إن (كم) معناها معنى (رب)
فبعض العلماء فهم من هذا أن (رب) للتكثير مثل (كم) وبعضهم فهم أن (كم) للتقليل مثل (رب)
وكلا الفهمين خطأ؛ والصواب أن (كم) للتكثير و(رب) للتقليل، ولكن سيبويه قصد الحمل على النظير والتشابه في الإعراب
وانظر هنا للفائدة:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=21111
فالمقصود أنه يمكنك أن تستفيد من المواضع الواضحة في كلام سيبويه، لا سيما في الأمثلة والشواهد والتعليلات التي يكررها في عدة مواضع
يا شيخ أبو مالك خليك معايا شويةأنا أريد علم السلف رضى الله عنهم ولكن لابد من مدخل لكل العلوم من كتب المتأخرينفهل يكفى مثلا أن أصل إلى مرحلة منهاج الطالبين للنووىوكفى ثم أدخل إلى الأم مباشرةوكذلك نكت ابن حجر والعراقى على ابن الصلاح وكفى ثم الدخول إلى كتب المتقدمينوجمع الجوامع وكفى ثم الدخول إلى كتب السلف؟
يا شيخنا الفاضل
لا يلزم أن تكون كتب المتأخرين وسيلة للدخول في كتب المتقدمين، بل أحيانا تكون كتب المتقدمين أسهل في الفهم من كتب المتأخرين.
ولا يحتاج المرء لكي يقرأ أي كتاب في أي فن أكثر من معرفة أصول ومبادئ هذا الفن مع الذكاء الفطري وجودة الذهن، ولا يلزم بعد هذا أن يفهم كل شيء؛ والقارئ الذكي ينبغي أن يستفيد من كل ما يعينه على فهم الكلام، إما بالنظر إلى الشروح إن كان للكلام شرح، وإما بالنظر إلى المطولات، وإما بالنظر إلى الكتب التي صنفها أقران صاحب الكتاب وشيوخه وتلاميذه؛ فمثلا إذا أشكل عليك شيء في كتاب سبيويه فيمكنك أن ترجع إلى كلام المبرد في المقتضب؛ فهو كثيرا ما يتعقب سيبويه أو يوضح كلامه، وترجع كذلك إلى رد ابن ولاد على المبرد في الانتصار، وكذلك يمكنك أن ترجع إلى شرح السيرافي، أو تعليقة الفارسي، أو النكت للشنتمري، وهكذا.
ترجع في مواضع الإشكال فقط، وتترك لنفسك حق الفهم في المواضع الأخرى، حتى لا يتشتت الذهن بالأقوال والاختلافات.
وكلام سيبويه كما ذكرتُ لك في أغلبه واضح مليء بالشرح والتفصيل والأمثلة والشواهد، فإذا استطاع القارئ أن يحصل هذه المواضع فلا يضره بعد ذلك أن يخفى عليه الغامض المشكل من كلامه.
والله أعلم.
ممكن تستفيض شوية فى باقى العلوم؟
يعني مثلا:
في التفسير .. إن أردت أن تقرأ (تفسير الطبري) فلن تجد صعوبة في فهم الكلام في الغالب، وأنا أزعم أن فهم كلام الطبري في تفسيره أسهل من فهم كلام الآلوسي في تفسيره، ومثله في ذلك أصحاب الحواشي كحواشي البيضاوي والجلالين
وحتى إن فرض وجود بعض الصعوبة في الكلام، فلا يلزم القارئَ أن يفهم كل كبيرة وصغيرة، ويمكنه أن يسأل غيره فيما أشكل عليه، فإن هذا هو سبيل طلب العلم، أن يطلب الإنسان بنفسه ويسأل في المشكل، ولا يكاد يوجد من يطلب العلم كله من جهة الشيوخ.
في أصول الفقه: لا تكاد تجد صعوبة في فهم كلام الشافعي في الرسالة، ولا في فهم كلام الجصاص في الفصول، وقد ذكرت الجصاص مع أنه حنفي لأن كتابه من أقدم كتب الأصول التي وصلت إلينا.
في البلاغة: لن يصعب عليك فهم الكثير من كلام الجرجاني في أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز، ولا سيما وهو يعيد ويزيد في بعض الأحيان لترسيخ الفكرة التي يريد توصيلها إلى القارئ، وهذه طريقة كثير من المتقدمين كما لا يخفى.
في الفقه: ما الصعوبة التي يجدها الطالب في قراءة الأم للشافعي؟ لا توجد صعوبة، وإنما الذي قد يُخشى عليه فقط أن يأخذ بمرجوح من القول بدلا من الراجح، أو يقدم غير المقدم، أما أن يفهم الكلام خطأ فهذا نادر.
وهكذا في جميع العلوم، لا توجد صعوبة في فهم كلام المتقدمين، إلا في المواضع المشكلة التي يختلف فيها العصر ويتعلق الأمر بقرائن الحال، وحتى في هذه المواضع، يستطيع الذكي الفطن أن يجد بين الأسطر ما يرشده إلى فهم المعنى الصحيح، لا سيما إن تمسك بالصبر واجتهد في البحث.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا