تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حال أهل البدع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    138

    افتراضي حال أهل البدع

    حال أهل البدع:

    قد أمر الله تعالى عند التنازع في شيء من الدين؛ أصوله وفروعه بالرد إلى الله ورسوله، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، فالمؤمنون المصدقون يردون ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول؛ لما علموا في ذلك من الخير وحسن المآل، وإذا لم ترد إلى الله والرسول لم يتبين فيها الحق، وصار فيها المتنازعون على غير بينة من أمرهم، فإن رحمهم الله أقر بعضهم بعضا، وعذر بعضهم بعضا، ولم يبغ بعضهم على بعض، كما كان الصحابة في خلافة عمر وعثمان يتنازعون في بعض مسائل الاجتهاد فيقر بعضهم بعضا، ولا يعتدي بعضهم على بعض، وإن لم يرحموا وقع بينهم الاختلاف المذموم الذي يجر إلى بغى بعضهم على بعض؛ إما بالقول تكفيرا وتبديعا وتفسيقا، وإما بالفعل حبسا وضربا وقتلا، وهذه حال أهل البدع والظلم والبغي والعدوان كالخوارج وأمثالهم، وكذلك سائر أهل الأهواء فإنهم يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها كما تفعل الرافضة والمعتزلة والجهمية وغيرهم، والذين امتحنوا الناس بخلق القرآن كانوا من هؤلاء.
    فالمرء إذا خفي عليه بعض ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم إما عادل يعمل بما وصل إليه من آثار الأنبياء ولا يظلم غيره، وإما ظالم يعتدي على غيره، وهؤلاء ظالمون مع علمهم بذلك، كما قال تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}، وإلا فلو سلكوا سبيل العدل لتراحموا؛ فعذر بعضهم بعضا، وأقر بعضهم بعضا؛ كالمقلدين لأئمة الفقه الذين يعرفون من أنفسهم أنهم عاجزون عن معرفة حكم الله ورسوله في تلك المسائل، فجعلوا أئمتهم نوابا عن الرسول، وهذا وسعهم، وهذه هي قدرتهم، فالعادل منهم لا يظلم الآخر ولا يعتدي عليه بقول ولا فعل؛ مثل أن يدعي أن قول شيخه هو الصحيح بلا حجة يبديها ويذم من يخالفه مع أنه معذور.
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح في خطبة يوم الجمعة‏:‏ ‏"‏خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة‏"‏، ولم يقل‏:‏ وكل ضلالة في النار، بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد في طلبه فعجز عنه فلا يعاقب، وقد يفعل بعض ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده، وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له‏، وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة؛ إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله‏:‏‏{‏رَبَ ّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا‏}، وفي الصحيح أن الله قال‏:‏ "‏قد فعلت‏".
    ولكن قد ذم الله تعالى الجاهل الذي لا يفهم معاني النصوص والكاذب الذي يحرف الكلم عن مواضعه، وهذا حال أهل البدع؛ فإنهم أحد رجلين: إما رجل مقلد أمي لا يعرف من الكتاب إلا ما يسمعه أو ما يتلوه، ولا يعرف إلا أماني، وقد ذمه الله على ذلك، كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ}، فعن ابن عباس وقتادة في قوله: {ومنهم أميون} أي: غير عارفين بمعاني الكتاب يعلمونها حفظا وقراءة بلا فهم ولا يدرون ما فيه، وقوله: {إلا أماني} أي: تلاوة فهم لا يعلمون فقه الكتاب، إنما يقتصرون على ما يسمعونه يتلى عليهم، قاله الكسائي والزجاج، وكذلك قال ابن السائب: لا يحسنون قراءة الكتاب ولا كتابته إلا أماني؛ إلا ما يحدثهم به علماؤهم.
    وإما رجل يحرف الكلم عن مواضعه، فيتكلم برأيه في كتاب الله أو سنة رسوله، ويؤولهما بحسب هواه وما عليه طائفته، ثم يضيفه وينسبه إلى الله، ويجعله هو الدين الذي أنزله الله على نبيه، فهؤلاء يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله، ويجعلون مقالاتهم التي ابتدعوها هي مقالة الحق وما سواها فباطل، ثم يحرفون النصوص التي تعارضها، يبتغون بذلك عرض الحياة الدنيا من المال والجاه والرئاسة ونحوها، قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُون أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}، فهؤلاء إذا تعمدوا ذلك وعلموا أن الذي يفعلونه مخالف للرسول فهم من جنس اليهود، والملاحدة.
    وأما الذين قصدهم إتباع الرسول باطنا وظاهرا وغلطوا فيما كتبوه وتأولوه فهؤلاء ليسوا من جنسهم؛ لكن قد وقع بسبب غلطهم ما هو من جنس ذلك الباطل، كما قيل: إذا زل العالم زل بزلته عالم، وهذا حال المتأولين من هذه الأمة، يرجى أن يغفر لهم لحسن قصدهم، ومع ذلك يبين غلطهم في الشريعة كي لا يتبعوا فيما أخطأوا فيه، وهذا هو سبيل العدل والإنصاف الذي سار عليه سلف الأمة وأئمتها؛ والله أعلم.

  2. #2

    افتراضي

    حقيقة البدعة وأحكامها

    الشيخ الدكتور
    سعيد بن ناصر الغامدي

    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://waqfeya.com/book.php?bid=8033
    الحمد لله رب العالمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بارك الله فيك، ولمحمد بن حسين الجيزاني، كتابين في البدعة: (معيار البدعة ضوابط البدعة على طريقة القواعد الفقهية).
    وكتاب: (قواعد معرفة البدع).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •