حتى تكون قراءتنا مثمرة
أحمد بن عبد الله القاضي


تعتبر القراءة من أهم المهارات المكتسبة في عصرنا والتي تحقق النجاح والمتعة معاً لكل فرد خلال حياته؛ وذلك انطلاقاً من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية والعملية، فهي مفتاح أبواب العلوم والمعارف المتنوعة، ونحن أمة "اقرأ" حيث أول ما نزل على هذه الأمة على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1].
فكم يقضي أحدنا وقتا أمام القنوات الفضائية وأمام الفيس بوك بل في الحوار والكلام غير المفيد؟! وكم يقضي من الأوقات في قراءة القرآن والكتب النافعة؟! إن كثيراً منا يقضي يومياً قدراً كبيراً من الوقت في قراءة الصحف والقصص وما إليها، بالإضافة إلى أن التعلم يقوم أساساً على استخدام القراءة، وكلما اتجهت للقراءة بصورة أفضل ازدادت فرص نجاحك في الدراسة أو العمل هذا فضلاً عن استمتاعك بالوقت الذي تقضيه في قراءة الكتب, فالقراءة عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه وتتطلب هذه الرموز فهم المعاني، كما تتطلب الربط بين الخبرة الشخصية وهذه المعاني, والكتاب المفيد نعم الجليس والعدة.. ونعم الأنيس في ساعة الوحدة.. فهو وعاء مليء علماً, وظرف حُشي ظرفاً.. فالكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والحبيب الذي لا يؤذيك, لذا ينبغي اختيار الكتاب المناسب المفيد حسب التخصص والميول, وحتى تكون قراءتنا مفيدة وبنّاءة ومثمرة أثناء القراءة يجب مراعاة الآتي: توفير المناخ المناسب للقراءة واستخدام العينين بفعالية، والاستمرار في تنمية الثروة اللغوية، وتكييف السرعة في القراءة لفهم المادة وممارسة القراءة بانتظام، وعلينا قراءة النص باستعمال طريقة الالتقاط. وطريقة الالتقاط: هي قراءة النص مع التركيز على إنجاز هذه الخطوات: - التعرف على مضمون النص. - التعرف على الفكرة الرئيسية للنص. - استكشاف مدى أهمية النص. - استكشاف مدى حاجتك إلى معلومات النص لتوسيع مداركك وهذا بطبيعة الحال يكون عن طريق التركيز على كل من: -عنوان النص. -عناوين الفصول. - الملخصات التي كتبها الكاتب، إنْ وجدت الفقرة الأولى والأخيرة من النص العبارة الأولى والأخيرة من كل فقرة والقراءة فن، ومن أعظم ما يعين عليها تحديد الهدف، وما أضيع زمن قارئ لا يحدد هدفه؛ فالقراءة لا توزن بكثرتها، ولا بطول وقتها، وإنما توزن بدقتها وقيمتها؛ وكلما زادت قيمة الهدف زادت إثارته لصاحبه, وعلى القارئ معرفة كيفية البدء, وهذه المسألة من أشق المسائل؛ فكم من الزمن يذهب سدى في التفكير في ذلك فإذا بدأ فإنه قد قطع شوطاً بعيداً للنجاح؛ لأن البدء سيحيي روحه ويبعث همته، ويقوده إلى المزيد من الجد، وعلى القارئ تقييد الفوائد وفهرستها فيضعها في دفترٍ خاص، ثم يرتبها ويصنفها حسب فنون العلم؛ ويسير بالتدرج في القراءة بحيث يقرأ الأيسر فالأيسر مما يلائم حاله ويقوم باستعمال طريقة الامتحان من أجل استعادة ما قرأه ليثبت المعلومات في ذهنه أو يقوم بإلقاء ما قرأه على طلابه أو زملائه أو من يحب, ومن خلال التجربة في القراءة أنصح القراء بما يلي: 1- لابد أولاً من الدقة في اختيار الكتب لتتحقق الفائدة بالفعل. 2- على القارئ التعرف على أسماء المؤلفين ذوي الأمانة والثقة. 3- ومن الأفضل أن تكون الكتب محققة تحقيقا علمياً فهي أكثر فائدة. 4- على القارئ أن ينوع قراءاته في مختلف فروع العلم والمعرفة ليلم بأساسيات كل علم والأمور الهامة فيه. 5- عليه أن يركز على تخصص معين يميل إليه أكثر ليتزود منه بعلم أكبر، لتكون ثقافته أوسع بالاطلاع على مختلف العلوم. 6- وعلى القارئ ألا يترك أمهات الكتب من الكتب التراثية القديمة ذات الفائدة العظمى، ولا يصغي لادعاءات المغرضين في صعوبة الأسلوب أو عدم التشويق، ولا لدعوات التجديد لتلك الكتب وصياغتها بأسلوب جديد مختصر ومشوق كما يقولون، والهدف من هذه الدعوات إبعادنا عن ديننا ولغتنا ببعدنا عن أمهات الكتب العظيمة التي تحوي الفوائد الجليلة في كل العلوم، ومن يقرأ فيها يجد العلم مع الأسلوب المنوع والمشوق لا سيما لطلاب العلم ممن قطعوا فيه شوطاً. http://olamaa-yemen.net/main/article...ticle_no=13075