بسم الله لا زلنا نعيش مع سورة الرعد : كنا قد وقفنا عند قول الله جل وعلى: {والذي انزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لايومنون} الذي اسم موصول راجع إلى هذا الكتاب الذي لايوجد مثله ولن يوجد مثله ابدا عند الآخرين مهما حاولوا أن يأتوا بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا ,انزله الله على محمد ليخاطبهم به ويبلغه لهم كما هو لانقصان فيه ولا زيادة بعد أن يخاطب به نفسه أولا فالرسول صلى الله عليه وسلم غير مستثنى من هذه المعادلة الخطابية يجب أن نبتعد عن مثل هذه التصورات الخطيرة , نحن والبشرية كلها وهو صلى الله عليه وسلم في خندق واحد ليس هناك تمفصلات واستقلالات في هذا الجانب , وصف الله هذا الكتاب بأنه حق وفعلا هذا الكتاب لايرقى إليه باطل في أي ناحية من نواحيه المختلفة بل هو الحقيقة الثابتة التي لايمكن أن تنكر فمن سولت له نفسه أن ينكر ولو حرفا وحدا منه فقد أنكر القران بشكل كامل ويجر على نفسه الويلات والهلاك إذا بقى على هذه الحالة بل عليه أن يتراجع فورا ولا يتوانى وخصوصا إن كان مسلما يومن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيئين ويومن بالقدر خيره وشره, أما إذا كان من فصيلة أخرى فلا كلام لنا معه لان هذا هو ديدنه وشأنه وشغله الشاغل الذي يمسي عليه ويصبح فلا عجب في الأمر إذن , فأحقية القران لاتنحصر في جانب معين وإنما سارية في كل عروقه وروحه فمثلا القران الكريم جاءت فيه منظومات واليات من الأوامر التي تضع ثقلا التزاميا تكليفيا على عاتق البشرية كلها أينما وجدت عبر وجه البسيطة مهما اختلفت تلاوينهم وطبائعهم وثقافاتهم وأفكارهم وفلسفاتهم الحياتية فإنهم معنيون بمقتضيات هذه المنظومات الالتزامية تشريعا وعقديا وتعاملاتيا وغيرها من القضايا التعبدية التي تا تي تحت هذه المقتضيات القرآنية الحقيقية التي لايطوف بها شك من فريب او بعيد وقل مثل هذا في المنظومة المصطلح عليها بسم النواهي الشرعية التي توجه التحذير للبشرية من أن تتجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة من قبل الله سبحانه وتعالى لأجل مصلحتهم فلأوامر والنواهي التي لاتساهل فيها بتاتا سواء كانت هذه الأوامر للوجوب اوغيرها كما هو واضح عند علماء الأصول الذين يهتمون بالقواعد اللغوية التي يؤسسون على ضوء مفاهيم حمولات هذه القواعد أحكاما تشريعية وبتعاون مع القطب الثاني ألا وهم والفقهاء الذين يأخذون حوصلة هذه القواعد أيضا ويطبقونها بشكل جزيء جزئي على النصوص التشريعية فهذه المؤسسات من الأحكام التشريعية لم توضع إلا لمصلحة العباد عند من يعللون الأحكام بمصالح العباد في الدنيا والمعاد فربنا الكريم الرحيم بعباده لا يريد لنا الاالخير ولا يريد لنا الشر بل العباد هم الذين جلبوا الشر على أنفسهم لما ردوا على الله بضاعته الثمينة التي غفل عنها الكثير الكثير من الناس إما تكبرا اوتغافلا أو معاندة أو كرها بضم الكاف أو أو أو لان سلطة الهوى قد غشيتهم وأطبقت عليهم من كل جانب وتكيفت وتجاوبت نفسهم معها حتى استحال أن تجد انفصالا كيف ما كان نوعه صغر أو كبر بينهم وقوة هذه السلطة الهوائية الضاربة أطنابها في أنفسهم التي لا تجد اللذة إلا تحت جريان مياه هذه الأودية المتعفنة النجسة فالمعاصي تساوي النجاسة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى بخلاف الطاعة فهي طهارة بكل معانيها وأبعادها المختلفة, فيجب أن نعرف أن الشريعة كلها جاءت لحفظ مصالح العبا د ودرء المفاسد عن ساحاتهم وفضاء اتهم في هذه الحياة ولهذا يجب أن نبحث عن هذه الشريعة وندرسها دراسة متقنة حتى نصل إلى فهما وفقهها فقها صحيحا سليما وقويا ليس هذا فقط بل مع الالتزام ولاعتزاز الشديدين بكل ماجاء فيها لأنها مظنة النجاح الأبدي السرمدي بل حقيقة النجاح الشمولي الكلي فعلى المسلم أن يفتخر ويفرح فرحا يزن البحر في اتساعه وحمولات مياهه وما يوجد داخل بطنه وفي خضمه أن اختاره الله تعالى ووشحه بهذه الشريعة السمحة التي لا يعرف اويعرف أن غيره لم يكن محضوضا بقدر ما هو محضوض من قبل الله سبحانه وتعالى إياك أخي المومن أن تهمل شريعتك وان تضيع أمانة أشفقت الجبال والسموات ولأرض أن يحملنها فقبلت أنت بحملها بسبب توفرك على الأهلية لذالك مع ظلمك وجهلك فستخسر خسرانا مبينا وستصلى نارا حامية التي وقودها الناس والحجارة كما قال الله تعالى في اية اخرى { وقودها الناس والحجارة عليها ملايكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون } إلى فرصة أخرى بحول الله.