دعوة للانتماء إلى لغة القرآن الكريم
نعيش الآن فى زمن محاولة البعض الانسلاخ من أعظم وارقى لغة على وجه الأرض وهى اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة الضاد فى الوقت الذى نحن فيه بحاجة الى تدعيم اللغة وتقويتها .
واللغة العربية هى عنوان حضارتنا العربية والاسلامية ، ونشعر بالأسي والحزن عندما نجد الكثير من الناس من اجل ان يشعروا من امامهم برفعة مستواهم يغلبون لغات اخرى على السنتهم فى احاديثهم ، ويعتبرون ان التكلم والتحدث بلغة اجنبية يجعل الشخص "كلاس " بلغتهم مخالفين بذالك واقعهم العربي ومفاهيم الثقافة والللغة العربية .
والحفاظ على كيان اللغة العربية يعتبر امتدادا للحفاظ على هوية الامة وكرامتها وشخصيتها الفريدة ، فكل دول العالم تعتز بلغتها وقوميتها ونحن فى بلداننا العربية نتشدق بالفاظ من نوعية " ميرسي " بدلا من شكرا و " أي ام فاين " بدلا من انا بخير ، والكثير والكثير .
لقد حمل العرب الإسلام إلى العالم، وحملوا معه لغة القرآن العربية واستعربت شعوب غرب آسيا وشمال إفريقية بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغة القرآن، أي أن حبهم للإسلام هو الذي عربهم، فهجروا ديناً إلى دين، وتركوا لغة إلى أخرى .
وشارك الأعاجم الذين دخلوا الإسلام في عبء شرح قواعد العربية وآدابها للآخرين فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونها الثلاثة : المعاني ، والبيان ، والبديع .
واللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال، مع الاستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة.
ومن ابرز الأقوال للعلماء الأجانب في أهمية اللغة العربية
يقول الفرنسي إرنست رينان : (( اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة .))
ويقول الألماني فريتاج : (( اللغة العربية أغنى لغات العالم )) .
ويقول وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر. ))
ومن ابرز اقوال علماء العرب
يقول الدكتور عبد الوهاب عزام : (( العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة . ))
ويقول مصطفى صادق الرافعي : (( إنما القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به، متميزين بهذه الجنسية حقيقةً أو حكماً .))
ويقول الدكتور طه حسين : (( إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً.))
ومن الخطورة أن يستخدم المثقفين تلك الالفاظ الدخيلة على اللغة العربية من خلال إقحام بعض المصطلحات الأجنبية في أحاديثهم وكتاباتهم، حيث يلوكونها في أشداقهم متباهين بالانتماء لثقافاتها، بل يعتبرها البعض منهم من أشكال الاستعلاء على الناس وإظهار أنهم يتمتعون بثقافات حُرم منها غيرهم، ناسين أو متناسين لغتهم الأم التي تمثِّل هويتهم وانتمائهم ناهيك عمن يؤمن بأن اللغة العربية هي السبب الرئيسي في تأخر الأمة العربية وعدم مجاراتها الأمم الأخرى المتقدمة.
لغتي يا لغة القران
لغتي وحدتي الاقواما ... واتخذوا القران اماما
ان من يراجع الوثائق التي بدأت بها عملية الاحتلال البريطاني لمصر يكتشف أن أول أعمال الاحتلال هو وضع الخطة لحطم اللغة، يبدو ذلك واضحاً في تقرير لورد دوفرين عام 1882 حين قال : إن أمل التقدم ضعيف ( في مصر) ما دامت العامة تتعلم اللغة العربية الفصيحة .
ونجد انه من المؤلم ايضا انتشار ما يسمى بثقافة " الفرانكو اراب " وهى كتابة اللغة العربية ولكن بحروف انجليزية وخاصة على مواقل التواص الاجتماعى ، وعندما تسأل احدهم لماذا تكتب بالانجليزية فيكون الرد انا لا اعرف الا الانجليزية ! ، وما هذا الا تباهى وتفاخر ممجوج بالانتماء للثقافة الغربية .
ويجب علينا ان ندعم لغتنا وثقافتنا وهويتنا العربية لانها اصلنا ومرجعيتنا ونكف عن استخدام الالفاظ والحروف الاجنبية فى احاديثنا ، فلغة القرآن اشرف واعظم لغة على وجه الارض .

@منقول@