الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد .
بعض أئمة المساجد عندنا في مصر يقومون بصلاة ركعتين أو أربعة أو نحو ذلك عقب صلاة العشاء في عشر ذي الحجة ، وحجتهم في ذلك أن الاجتماع على قيام الليل مشروع ، وتخصيص هذه الأيام بمزيد العبادة مشروع فلا وجه لبدعية ذلك ، ولكن الذي أراه أن تخصيص العشر بالاجتماع فيه نظر ، ويخشى من بدعية ذلك ، فإن قيام رمضان الذي من قامه غفرت ذنوبه المتقدمة ، لو لم يكن جمع النبي صلى الله عليه وسلم بعض الليالي أصحابه لقيامه ، ثم جمع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الناس ، لكان قيام رمضان جماعة بدعة !
وجاء في البحر الرائق : (وَمِنْ الْمَنْدُوبَاتِ إحْيَاءُ لَيَالِي الْعَشْرِ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ وَلَيَالِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ وَذَكَرَهَا فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ مُفَصَّلَةً وَالْمُرَادُ بِإِحْيَاءِ اللَّيْلِ قِيَامُهُ وَظَاهِرُهُ الِاسْتِيعَابُ وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ غَالِبُهُ وَيُكْرَهُ الِاجْتِمَاعُ عَلَى إحْيَاءِ لَيْلَةٍ مِنْ هَذِهِ اللَّيَالِي فِي الْمَسَاجِدِ قَالَ فِي الْحَاوِي الْقُدْسِيِّ وَلَا يُصَلَّى تَطَوُّعٌ بِجَمَاعَةٍ غَيْرَ التَّرَاوِيحِ وَمَا رُوِيَ مِنْ الصَّلَوَاتِ فِي الْأَوْقَاتِ الشَّرِيفَةِ كَلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَلَيْلَتَيْ الْعِيدِ وَعَرَفَةَ وَالْجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا تُصَلَّى فُرَادَى )
فرد أحدهم وقال إن في هذا تشجيعا للكسالى وهم أغلب الناس ! فما رأي الإخوة الأفاضل ؟ هل المسألة يسوغ فيها الخلاف ؟
وجزاكم الله خيرا .