بسم ا لله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن يعلى بن أمية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ ستير فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَى بِشَيْءٍ) وصححه الألباني رحمه الله في الإرواء, وضعفه بعض أهل العلم- انظر الرابط التالي-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3560
وقال ابن رجب في شرحه للبخاري: "وقد قيل إن في إسناده انقطاعا, ووصله بعض الثقات, وأنكر وصله أحمد وأبو زرعة"
وقد بنى بعض أهل العلم على هذا الحديث ثبوت اسم الله الستير ضمن أسمائه تعالى الحسنى, وجعله بعضهم متمما للتسعة والتسعين اسما التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (إن لله تسعة وتسعين اسما, من أحصاها دخل الجنة) وهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر, ومزيد تأمل.
أما عن ضبط اسمه تعالى الستير فقد اختلف فيه بين:
السِّتِّير على وزن السكين (بكسر فشد فسكون)
السَتِير على وزن كريم (بفتح بفكسر فسكون)
- فممن ضبطه كسكين: المناوي في فيض القدير, قال: "بالكسر والتشديد أي تارك لحب القبائح ساتر للعيوب والفضائح فعيل بمعنى فاعل"
وتابعه صاحب عون المعبود: " بالكسر والتشديد تارك لحب القبائح ساتر للعيوب والفضائح, قاله المناوي"
ثم قال: "وفي النهاية: ستير فعيل بمعنى فاعل أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون. انتهى. وفي النيل: ستير بسين مهملة مفتوحة وتاء مثناة من فوق مكسورة وياء تحتية ساكنة ثم راء مهملة انتهى"
والضبط الأخير للشوكاني في آخر باب الطهارة عند شرحه للحديث, وهو ضبط صريح على وزن كريم, وكذا ظاهر كلام ابن الأثير لأن الأصل في فعيل بمعنى فاعل التي تكون مخففة لا المشددة, ولو كان غير ذلك لنبه عليه.
وكذا ضبطها السيوطي في حاشيته على سنن النسائي, قال: ستير بوزن رحيم. ثم نقل كلام ابن الأثير السابق
وكذا ضبطت الكلمة في لسان العرب, وقال الزبيدي في تاج العروس: الستير كأمير.
ومن النقول المهمة أيضا ما قاله ابن قتيبة في مشكل الحديث وبيانه: "فأما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله حي ستير) فقد فسرنا معنى الحياء, ومعنى ستير أي ساتر يستر على عباده كثيرا من عيوبهم ولا يظهرها عليهم, وستير بمعنى ساتر كما جاء قدير بمعنى قادر وعليم بمعنى عالم" انتهى وواضح من الأمثلة التي ذكرها أنه لا يقصد إلا اللفظة المخففة مثل قدير وعليم.
وبناء على ماتقدم فالراجح عندي أن اللفظة الصحيحة هي: الستير كرحيم وقدير وعليم, واللفظة الأخرى لا أقول خطأ ولكن يحتمل أن تكون غير مروية, والأمر على كل حال يعود للرواية, والذين يقولون بأنها مخففة أحفظ وأضبط, والله تعالى أعلم
وبعد
فإن سبب كلامي السابق هو اشتهار بعض الأناشيد التي ينشدها بعضهم بتشديد الكلمة, ومنهم القارئ مشاري راشد,
<font size="5">
وآخر يسمى أحمد منصور على ماسمعتهما, لذا لزم التنبيه, والله الموفق لكل خير, وهو المستعان, وعليه الثقة والتكلان