تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: دور دولة المرابطين السنيين في نشر السنة والعلم في ديار المغرب وإفريقيا والأندلس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    147

    افتراضي دور دولة المرابطين السنيين في نشر السنة والعلم في ديار المغرب وإفريقيا والأندلس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    دور دولة المرابطين السنيين في نشر السنة والعلم

    في ديار المغرب وإفريقيا والأندلس




    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين الذي لا نبي بعده، ثم أما بعد : لقد وقع تحول كبير في تغيير مسار الحروب الصليبية التي كانت تشن على المـغرب وأهله، من خـلال القرنين الخـامس والسـادس الهجريين، بسبب قيام دولة سنية مرابطة على ثغور ديار الإسلام، فنشأت هذه الأمة الصالحة على أسس صحيحة متينة، فتقوى المسلمون بتلك الديار وقويت شوكتهم، وازدهرت بلادهم، وعُدَّت تلك العقود من أخصب فترات حيـاة المغاربة، وقام على أرضهم أكـبر كيان يدعو إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى، فعـرفـت تلك المـناطـق فــي ذلك الوقـت تقدما كبيرا أولا بسبب العقيدة الصحيحة، ثانيا بوحدة القبائل البربرية حول قيادتهم، وعلى وجه الخصوص قبيلة "صنهاجة" التي تضم سبعين قبيلة كبيرة من قبائل البربر، وقد شارك المرابطون في تطوير أهل المغرب علميا، وسياسيا، واقتصاديا، وعسكريا، واجتماعيا،فبسطو ا نفوذهـم عـلى منـاطق شـاسعة، حتى وصلوا إلى السودان، وأمنوا السواحل من غزو الكفار الأشرار، وحموا ثغور بلاد الإسلام من التوسع النصراني، وشاركوا إخوانهم من أهل الأندلس في جهادهم ضد عباد الصليب المحاربين، فأرسوا بفضل الله وتوفيقه قواعد الأمن والآمان، فكان ذلك عاملا أساسيا في قيام الحضارة الإسلامية في ديار المغاربة ولله الحمد، ولقد قـامت « دولة المرابطين السنية» عـلى أساس دعوة دينية سليمة تدعو إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنمت شوكتهم، وقويت جماعتهم في نصر الحق، والدفاع عنه بقوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فازدهرت دعوتهم في جنـوب "المـغرب الأقـصـى »، وفي بعض جزر الرباط بالسنغال"، ولقد كانت أمة المرابطين حقا صفحات مشرقة في تاريخ الإسلام السني في المغرب العربي، وفي دول الجنوب بفضـل أهل الله تعالى، ثم بجهود الفقيه المــالكـي "عبد الله ابن يـاسين"، الذي كان يتمتع إلى جـانب عـلمه وفقهه، ببعد النظر في الأحوال السياسية، وقوة البصيرة في تسيير الرعية، فتوجه رحمه الله تعالى إلى قبيـلة "جدالة البربرية" بصحبة زعيمها وقائدها « يـحيــى بـن إبـراهـيم»، ففرحت بمقدمه الجموع الكثيرة، ولقد توغل عبد الله بن ياسين في قبائل الصحراء البربرية لدعوة قبائل "صنهاجة" إلى تصحيح المعتقد، والعمل بأحكام الصحيح، وكون رجالا صالحين من أمثال " الأمير يحيى بن إبراهيم"، "وأبو بكر بن عمر"، "ويوسف بن تاشفين"، ونجح شيوخ المرابطين إلى إدخال الإسلام في كثير من المحافظات الإفريقية المعزولة، ونشر تعاليمه في غانا، والسنغال، وقبائل المالي، والنيجر، والسودان ، ففي البداية لم يستطيع شيوخ المالكية السيطرة على الوضع الكامل لمعارضة أهل الترف لما جاء به المرابطون من الدعوة إلى العدل، والعمل للآخرة، فظهرت منهم جفوة غليظة، وإعراض عن الدعوة حين بدأ «عبد الله بن يـاسين» فـي تغيير ما ألفـوه مـن عــادات الترف، ومــلذات التنعم، فـخــالفت دعوتهم عادات أهل الأمر لما جاءوا به من تجديد في الحياة، والعمل بأحـكـام الدين، وإزالة المنكرات والفواحش، فظن الزعمـاء والحكام أنهم ينتقصون حقوقهم، وقالوا أن الشيخ عبد الله ياسين : " يزدري بنا، ويُسوِّى بينا وبين موالينا، ويبخس حقنا، ويحرمنا من حقنا"، فسـاءت العـلاقـة بينهم وبين «الشيخ الفقيه العالم"، فنهبوا داره، وهدموها، وأعلنوا له العداوة ولأتباعه، فاضطر رحمه الله إلى الرحيل بمن معه من أهل الصلاح والخير إلى جزيرة منعزلة بالسنغال، وبدأ «الفقيه المجاهد بن يـاسين» فـي هذه الجزيرة إعداد تـلاميذه علميا ودعويا، ونشر الدعوة فقهيا، فـذاع صـيتـه، وكـثر عدد أتبـاعه، فـأطـلق عـليهم لقب : « المرابطين»، ومضوا رضي الله عنهم في تنفيذ ما هموا به من إصلاح الناس، وقد بدأ المرابطون في نشر دعوتهم بين قبيـلة « جدالة» التي تمردت على « ابن يـاسين» من قبـل، فقصدوا قبيلتى « لمتونة»، و« سوقة»، ونجحوا فـي نشر دعوتهم بينهما، فكان ذلك مدعاة لانضواء بقية القبائل تحت لوائهم، وتُوفِّى الأمير «يحيـى بن إبراهيم الجدالي فـي سنة (447ه= 1055م) ، فـاختـار« الفقيه عبد الله بن يـاسين» الزعيم " يحيى بن محلا كاكين اللمتوني البربري» قائدًا لجند المرابطين الأبرار، فانتقـلت بذلك السـلطـة العسكريـة من «قبيلة جدالة»، إلى «قبيلة لمتونة» التي كـانت تتمتع بمكـانـة رفيعة مرموقة بين بقية «قبائل الملثمين»، ولقد كانت هذه القبيلة تسـيطـر عـلى طرق التجـارة، وهكذا ظهرت قبيـلة « لمتونـة البربرية» عـلى مسرح الأحداث، وتتـابع أبنـاؤهـا فـي السـلطة حتى نهاية حكم دولة المرابطين السنية، و فـى سنـة "447ه = 1055م" استغـاث فقهـاء كثير من القبائل البربرية من « درعـة»، و« سجـلماسة» بالشيخ الفقيه "عبد الله بن يـاسين" بعد الله تعالى لإنقـاذ بـلادهم من الفسـاد والظلم، فاستجاب المرابطون لهذه الدعوة، فتوجهوا إلى « درعـة» و«سجـلمـاسـة»، وتمكنوا من إخضاعها إلى الطاعة والصلاح، فقضـوا على مظاهر الفساد والظلم بتلك الديار، وكذلك قبيلة "مغرادة البربرية"، و ولى المرابطون عمالا تابعين لهم على هذه البلاد، فوقعت اضطرابات في مدينـة «سجـلمـاسـة"، ولكن المرابطين تمكنوا من إحكام السيطرة عليها، فقتل زعيمهم وقائدهم « يحيى اللمتونى»، في تلك المعارك، فاختيـارالشيخ الفقيه "عبد الله بن يـاسين" القائد الزعيم « أبى بكر بن عمر» لصلاحه وتقواه، وكان من أهل الزهد والعبادة، ففـي سنـة (448ه= 1056م) لقيـادة الجيوش المرابطة، فـانتقل « أبو بكربن عمر» بـالدعوة من مرحلة مساعدة "سجلماسة" و"درعة" إلى مرحلة تطهير الفساد العقائدي الشركي السائد بين جهال الناس، فدخـل المرابطون مع قبـائـل "برغواطـة" التي ادعت النبوة وغيرت الملة، واعتنقت المجوسية:" ففي إحدى المعارك، أصيب الداعية العالم الشيخ الفقيه«عبد الله بن ياسين» في إحداها بإصابات قاتلة فمات رحمه الله تعالى في سنة(451ه= 1059م)، وواصــل «أبـو بـكر بن عمر» جهـاده، غفرَّق جموع « برغواطـة المشركة الكافرة»، واستـأصـل شـأفتهم وأزال دينهم الباطل، وعبادتهم الكافرة، وادعاءهم النبوة، ثم رجع إلى مدينـة « أغمـات البربرية» التي اتخذها عاصمة له، وقد شـاركه فـي كل تلك الإصلاحات الربانية ابن عمه « يوسف بن تاشفين الصنهاجى اللمتونـي البربري»، الذي أثبت الكفـاءة العـاليـة، والمقدرة الفـائقة، وحقق نجاحًا بـارزًا، غير أن أحداثًا، واضطرابات وقعت بـالصحراء، جعـلت «الشيخ أبـا بكربن عمر » يتوجه إلى الجنوب تاركًا قيادة بقية المرابطين لابن عمه "يوسف بن تاشفين" ، ويـعد «ابـن تــاشـفيـن» من الزعماء الكبار المــؤسـسين للمرابطين بـالمغرب، وقد اجتمعت فيه صفات عظيمة من زعامة، وشجاعة، وقيادة حازمة، فالتفت حوله المـرابـطون، وشرعوا في بناء دولتهم القويمة بمدينـة« مراكش» التي تعتبر العــاصـمة الجديدة للمرابطين، وكان ذلك سنـة (454ه = 1062م)، ولقد نجح "الشيخ يوسف بن تاشفين" فـي بسط نفوذه المرابطين على « المغرب الأقصى إلى مورتنيا» في سنة (467ه= 1074م)، و قـد نـجح " يوسف بن تـاشفين » في توحيد المسلمين، وجمع شتاتهم، فاستطاع بفضل الله تعالى وقف الزحف النصراني على بلاد الأندلس والمغرب العربي، فضمَّ الأندلس إلى « دولة المرابطين» خشية الفتن، والعودة إلى نزاع ملوك الطوائف، وتوفي يوسف رحمه الله تعالى " سنة خمسمائة هجرية 1106م "، بعد مريض ألزمه الفراس لمدة سنة، ودفن بمدينة « مراكش»، فنسأل الله تعالى أن يرحمه وسائر إخوانه العلماء والصالحين والمرابطين آمين، قال الله تعالى : {لله الأمر من قبل و من بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر..}.

    و كتبه
    عبد الفتاح حمداش زراوي
    المشرف العام لموقع ميراث السنة
    http://merathdz.com/play-1040.html

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    184

    افتراضي رد: دور دولة المرابطين السنيين في نشر السنة والعلم في ديار المغرب وإفريقيا والأندلس

    بارك الله فيكم
    وإلى الدولة المرابطية يرجع الفضل في نشر المذهب المالكي في بلاد المغرب العربي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    4

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •