قال ابن الجزري :
-محمد بن أبي بكر بن علي شمس الدين الشطي الصالحي مقرئ متصدر فاضل، قرأ القراآت على الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الرقي وبعضها على ابن بضحان، وتصدر بسفح قاسيون قرأ عليه ولده شمس الدين محمد وأبو بدران محمد المرداوي والعماد أبو بكر بن إبراهيم بن أبي عباس والصلاح أبو بكر بن الأعزازي ومحمد بن أحمد بن المهندس وجماعة منهم ابن الحوزي، توفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالقاهرة من الطاعون الكبير.
غاية النهاية في طبقات القراء 1-324
- الخضر بن أبي بكر بن أحمد القاضي كمال الدين الكردي قاضي المقس. قال قطب الدين: كان محترماً عند المعزِّ، فعلق به حب الرياسة، فصنع خاتماً وجعل تحت فصّه وريقةً فيها أسماء جماعة عندهم فيما زعم ودائع للفائزي. وادَّعى أن الخاتم للفائزي، وأظهر بذلك التقرُّب إلى السلطان. ودخل في أذيّة النّاس، وجرت خطوب. ثم وضح أمره فحبس وصفع فقال فيه بعض شعراء عصره وقد صفع: من الرجز
ما وفِّق الكمال في أفعاله ... كلا ولا سدِّد في أقواله
يقول من أبصره يصكُّ تأ ... ديباً على ما كان من محاله
قد كان مكتوباً على جبينه ... فقلت: لا بل كان في قذاله
وكان في الحبس شخص يدّعي أنه من أولاد الخلفاء، مات وله ولد في الحبس، فلما خرج الكرديّ، شرع في السّعي لولده. وتحدّث مع جماعة من الأعيان، وكتب مناشير وتواقيع بأمور واّتخذ بنوداً. فبلغ الخبر السلطان، فشنق وعلِّقت البنود والتواقيع في حلقه وذلك سنة ستين وست مائة.
الوافي بالوفيات 4-368 و ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام 11-349
الخضر بن أبي بكر بن أمد أبو العباس كمال الدين الكردي قاضي المقس كان الملك المعز عز الدين أيبك التركماني رحمه الله قد قربه وأدناه في زمن سلطنته فعلق به حب الرياسة والتقدم عند الملوك وكان عنده أقدام وهوج وقلة فكر في العواقب فصنع خاتماً وجعل تحت فصه ورقة لطيفة فيها أسماء جماعة ممن قصد أذاهم وإن عندهم ودائع لشرف الدين الفائزي وأظهر أن ذلك الخاتم كان لشرف الدين المذكور وأنه جعل تلك الورقة فيه تذكرة بما له من الودائع ورام بذلك التقرب إلى السلطان وضرر أولئك القوم لإحن قديمة بينه وبينهم وأظهر ذلك الخاتم وجرى في أمره خطوباً آخرها أنه اتضح أمره فأهين الكمال وصفع فقال فيه بعض الأدباء:
ما وفق الكمال في أفعاله ...الأبيات
ثم حبس وكان في الحبس شخص يدعى أنه ولد الأمير الغريب وكان ورد إلى إربل في أيام الإمام الناصر شخص يسمى الأمير الغريب ويزعم أنه ولد الإمام الناصر ثم توفي في سنة أربع عشرة وستمائة فادعى هذا الشخص أنه ولده وكانت الشهرزورية أرادت مبايعته بغزة فلما تبدد شملهم للأسباب التي تقدم شرحها من استيلاء التتر على الشام وغير ذلك أمسك هذا الشخص العباسي واعتقل فلما اعتقل الكمال معه وجمعهما الحبس تحدث الكمال معه على أن يسعى له في إتمام ذلك الأمر الذي كان الشهرزورية راموا فعله ويكون الكمال وزيره فاتفق موت العباسي، فلما خرج الكمال سعى في إتمام الأمر لابنه وتحدث في ذلك مع جماعة من الأعيان وغيرهم وكتب مناشير وتواقيع واتخذ بنود أشعار الدولة فنمى الخبر إلى الملك الظاهر وكان وزيره الصاحب بهاء الدين وقاضي قضاة الديار المصرية تاج الدين عبد الوهاب وله المكانة العلية والوجاهة العظيمة والكلمة المسموعة وكلاهما من أشد الناس عداوة وبغضاً للكمال لذاته وتوثبه ولكونه من أصحاب القاضي بدر الدين السنجاري والمعروفين به فحصل التحريض عليه فشنق بالديار المصرية والتواقيع والبنود معلقة في عنقه، وذلك في ثامن عشر جمادى الآخرة من هذه السنة رحمه الله.
ذيل مرآة الزمان اليونيني 1-224