[إضافات قيمة للشيخ محمد خلف سلامة]
36- كتاب (ألوية النصر في خصيصى بالقصر)، للسيوطي.
مطبوع ضمن كتابه (الحاوي للفتاوى).
[قلت:
كتب هذه الرسالة العلامة جلال الدين السيوطي بسبب واقعة طريفة حصلت له، تخص جملة وردت في آخر كتاب الشفا للقاضي عياض، وهي ( ويخصنا بخصيصى زمرة نبينا ).
ومن المعلوم أنه كانت بينه وبين الحافظ السخاوي صولات وجولات، وهذه الرسالة من بينها، وهي صغيرة جدا، أنقلها هنا:
ألوية النصر في خصيصى بالقصر
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة - قرأ قارئ عليّ في ختم كتاب الشفا بالخانقاه الشيخونية قوله ويخصنا بخصيصى زمرة نبينا وجماعته فقرأها بخصيصي بالياء الساكنة آخرها على أن الكلمة مثناة مضافة لما بعدها فرددت عليه وقلت عليه وقلت له بخصيصى أعني بألف القصر، وذلك بحضرة شيخنا الإمام العلامة محي الدين الكافيجي فقال الشيخ نعم بخصيصى يعني بالألف فقال القارئ المذكور فيها الوجهان فقلت ليس فيها إلا وجه واحد فذهب فكتب صورة سؤال وأخذ عليه خطوط جماعة بتصويب ما قاله وهم الشيخ أمين الدين الأقصرائي والشيخ زين الدين قاسم الحنفي والشيخ سراج الدين العبادي والحافظ فخر الدين الديمي والمحدث المؤرخ شمس الدين السخاوي فجمعت نقول أئمة العربية واللغة وأرسلتها إلى الجماعة المذكورين ما عدا السخاوي فعرفوا الصواب في ذلك ورجعوا عما كتبوه أولا وكتبوا ثانيا بتصويب ما قلته أنها بالألف المقصورة فذهب القارئ إلى السخاوي يستنجد به فكتب له على سؤال آخر كتابة طويلة عريضة مضمونها أنه لا يرجع كما رجع هؤلاء وأن مستنده في ذلك أن عنده نسخة من الشفا صحيحة قرأت على شيوخ عدة وفيها صورة السكون مرقومة بالقلم على الياء فقلت كفى بهذا الكلام جهلا ومن هذا مبلغ علمه فهو غني عن الرد عليه، أطبقت أئمة اللغة والعربية على أن خصيصى بألف القصر وقد تمد شذوذا فيقال خصيصاء مصدر بمعنى الخصوصية ويقال خصه بالشيء خصوصا وخصوصية وخصيصى وخصيصاء في لغة وخاصة نص على ذلك سيبويه في كتابه والسيرافي في شرحه، والقالي في كتابه المقصور والممدود، والفارابي في ديوان الأدب وابن فارس في المجمل، ونشوان الحميري في شمس العلوم، وابن دريد في الجمهرة والجوهري في الصحاح، وابن سيده في المحكم، والخفاف في شرح الجمل، وأبو البقاء العكبري في اللباب، والزمشخري في كتاب المصادر، والعبسي في الخلاصة، والصغاني في العباب، وابن عصفور في الممتع، والأزدي في الدرر، وابن مالك في منظومته وشرحها، وابنه في شرح الألفية وفي شرح لامية الأفعال، وأبو حيان في شرح التسهيل، وابن هشام في التوضيح، وابن جابر في منظومته، والفيروزباذي في القاموس والخلائق، ومن نظائرها الحثيثى والخطيبى والدليلى والزليلى والمكيثى في ألفاظ عدة ولم يرد خصيص البتة حتى يقال في تثنيته خصيصان. وقد عقد ابن دريد في الجمهرة باباَ لفعيل وفعيلى فذكر ما جاء منهما ثم قال بعد ذلك ليس لمولد أن يبنى فعيلا إلا ما بنت العرب وتكلمت به ولو أجيز ذلك لقلب أكثر الكلام فلا تلتفت إلى ما جاء على فعيل مما لا تسمعه إلا أن يجئ به شعر فصيح.
تمت.]