قال ابن هشام في (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) في: حرف الراء - (رب):
وليس معناها التقليل دائما؛ خلافا للأكثرين، ولا التكثير دائما؛ خلافا لابن درستويه وجماعة، بل ترد للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا.
فمن الأول
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
وفي الحديث: «يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة.»
وسمع أعرابي يقول بعد انقضاء رمضان: يا رب صائمه لن يصومه، ويا رب قائمه لن يقومه.
وهو مما تمسك به الكسائي على إعمال اسم الفاعل المجرد بمعنى الماضي.
وقال الشاعر:
فيا رب يوم قد لهوت وليلة ... بآنسة كأنها خط تمثال
وقال آخر:
ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات
ووجه الدليل أن الآية والحديث والمثال مسوقة للتخويف، والبيتين مسوقان للافتخار، ولا يناسب واحدا منهما التقليل.