ضرورة المصطلح وأهميته

إن لكل علم من العلوم مصطلحاته الخاصة به التي تعارف عليها المتخصصون فيه، والشروع في أي فن من الفنون يتوقف على تحديد مصطلحاته تحديدا دقيقا؛ حتى يمكن تمييز مسائله من غيره من العلوم، ولهذا اهتم العلماء قديما بالكشف عن اصطلاحات العلوم والفنون، فعمد علماء كل فن إلى إبراز مصطلحاتهم وضبطها وتحديد مدلولاتها وشرحها للدارسين والباحثين، ليكون شروعهم في البحث على بصيرة وهدى، وقد أُلفت المعاجم والكشافات خدمة لعملية المصطلح.
وعن اهمية المصطلح يقول التهانوي في "كشاف اصطلاحات الفنون" :
(إن أكثر ما يحتاج به في تحصيل العلوم المدونة والفنون المروجة إلى الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإن لكل علم اصطلاحا خاصا به إذا لم يعلم بذلك لا يتيسر للشارع فيه الاهتداء إليه سبيلا، وإلى انفهامه دليلا.
فطريق علمه إما الرجوع إليهم أو إلى الكتب التي جمع فيها اللغات المصطلحة)
ويقول الدكتور حسن الشافعي في مقدمة تحقيق المبين للآمدي :
(إن المصطلح الفني أداة أساسية من أدوات البحث العلمي، وقد يعد لهذا جزءا من المنهج الذي تكتمل به شخصية كل علم من العلوم، ولا يسع الدارس المبتدئ أن يمضي في دراسة أي علم أو أن يفهم كتابا واحدا فيه على نحو دقيق دون الإلمام بمصطلحاته الأساسية)
ويقول الدكتور محمد كامل حسن في مجلة مجمع اللغة العربية عدد "11" صـ37:
(إن طبيعة المصطلحات تجعلها صورة حية لتطور العلوم، وهي تدل على ما في تاريخ العلم من صواب أو خطأ، وهي جزء لا يتجزء من أساليب التفكير العلمية)
ويقول الدكتور عبد الله الشاذلي في "التصوف الإسلامي في ميزان الكتاب والسنة":
(الاصطلاح ضروري للعلم كالموضوع سواء بسواء، فلا يمكن الخوض في أي علم من العلوم ما لم تحدد مسائله ومنهجه ومصطلحاته وغايته، وإنما كان المصطلح ضروري لوجود معان ذات سعة لو وضعت بحالها لاتصف العلم بالإطناب المخل وخرج عن معحد الإيجاز المطلوب، وأيضا: فإن المصطلحات لازمة لفهم المعنى ودرك المبنى، ونفي الغلط، وهداية المتبصر، وإعانة المتذكر، وإقامة الحجة، وتوضيح المحجة، وبيان الحق لأهله والباطل في محله، ولبذل الفهم للطالبين)

نقلا عن كتاب "القاموس المبين في اصطلاحات الأصوليين"
تأليف الدكتور محمود حامد عثمان
أستاذ أصول الفقه المساعد في جامعة الأزهر وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ويمكن تحميله من هنا :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=6567

لا تنسونا من الدعاء