تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: كلمات في الصبر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Lightbulb كلمات في الصبر

    كلمات في الصبر
    معنى الصبر وحقيقته:
    الصبر لغة: هو المنع والحبس وشرعًا: هو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن المعاصي مثل لطم الخدود وشق الجيوب.
    وقيل: هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.
    قال بعضهم: هو التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.
    وقال آخر: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
    وقال آخر: هو الغنى في البلوى بلا ظهر شكوى.
    وقال آخر: تجرع المرارة من غير تعبس.
    والشكوى إلى الخلق تنافي الصبر وتضاده، وقد سمع أحد الصالحين رجلا يشتكي إلى أخيه فقال له: يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.
    أما الشكوى إلى الله U فلا تنافي الصبر لقول يعقوب u: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: 83]]
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: كلمات في الصبر

    الأخبار في فضيلة الصبر كثيرة منها:
    عن أبي سعيد الخدري t قال، قال رسول الله r: «من يتصبر يصبره الله»
    (وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «من يريد الله به خيرًا يصب منه» أي يصيبه ببلاء) فلابد من الصبر فإن يعقبه الخير في الدنيا والآخرة.
    (وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت: «إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. فقالت: أصبر. فقالت: إني أتكشف فأدع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها») فيعني هذا الباب ابتلاها الله به لتصبر عليه فيكون هو باب دخول الجنة، إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ولكن تجتهد في أمور أخرى يعني لا أضمن لك، فقالت: أصبر، ولكنها تتكشف فهي لا تصبر على التكشف، لأن التكشف وإن كان في حقها ليس معصية، لأنها تكون في حالة مرفوع عنها القلم إلا أنها تكره هذه المعصية لأنها تنافي الحياء، وهي تحب أن تكون مستورة حتى في حال صرعها فلم يقول لها النبي r اصبري على ذلك وإنما دعا لها بدون تخيير، لأن هذا أمر محمود.
    وعن أبي موسى t قال: قال رسول الله r: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا»
    وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله r يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله:﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155]. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله rهاجر يعني إلى الحبشة وإلى المدينة، ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله r).
    (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «ما من مصيبة تصيب المؤمن إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها»
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: كلمات في الصبر

    ومن الآثار في فضل الصبر:
    (قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24] لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رؤوسا) جعلنهم أئمة لما صبروا فرأس الأمر الصبر واليقين.
    (وقال عمر بن عبد العزيز:ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه) واخلف لي خيرا منها فخيرا هذا نوع من الخيرية في الخلف الصبر (فكان ما عوضه خيرا مما انتزعه) .
    وعن سعيد بن جبير قال: (الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه، واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر وليس صابرا)،
    (ولما أرادوا قطع رجل عروة بن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئا كيلا تشعر بالوجع. فقال: إنما ابتلاني ليرى صبري أفأ عارض أمره).
    (وكان عمر t يقول: نعم العدلان ونعمت العلاوة للصابرين) ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾عدلان﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ علاوة
    أقسام الصبر:
    ينقسم الصبر باعتبار متعلقه إلى ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى تؤديها، وصبر عن المناعي والمخالفات حتى لا تقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية التي تخالف الهوى وتخالف النفس حتى ترتضيها ولا تتسخطها، وهذه الأنواع الثلاثة هي التي قيل فيها: «لابد للعبد من أمر يفعله، ونهى يجتنبه، وقدر يصبر عليه» فهذه عبودية واجبة على العبد في هذه الأبواب.
    وينقسم باعتبار الأحكام الخمسة :
    يعني إلى صبر واجب ومندوب يعني مستحب ومحظور ومكروه ومباح، الثلاثة.
    والصبر الواجب: (هو الصبر على المحرمات_ يعني عنها لا تقع فيها_ والصبر على أداء الواجبات، والصبر على المصائب_ يعني لا تتسخطها ولا تجزع).
    والصبر المندوب: (الصبر عن المكروهات والصبر على المستحبات، والصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله،) .
    والصبر الحرام: هو من ضرب له مثل مثلا بالإضراب عن الطعام حتى يموت أو واحد مضطر لأكل الميتة فلا يأكل حتى يموت فهذا يهلك نفسه، فالذي يهلك نفسه ويصبر حتى يهلك نفسه هذا يحرم عليه، لأن الله تبارك وتعالى قال ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29]. ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
    وكذلك الصبر على شرب المخدرات والصبر حتى يتعلم السجائر والصبر حتى يتعلم أي شيء من الأمور التي هي حرام ويصبر حتى يتعلمها ففيه ناس تصبر حتى تتعلم الأمور الحرام فهذا صبر حرام.
    الصبر على المكروه :يعني يظل على مكروه يصبر عليه فيفعله، .
    الصبر علي المباح: هو الصبر عن كل مستوى الطرفين يعني تركه أو فعله يعني ليس هناك حرج في الترك أو الفعل.

    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: كلمات في الصبر

    وبيان أن الإنسان لا يستغني عن الصبر في حال من الأحوال:
    (العبد بين أمر يجب عليه امتثاله، ونهي يجب عليه اجتنابه، وقدر يجري عليه اتفاقا، والصبر لازم إلى الممات، وكل ما يلقي العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين: إما أمر يوافق هواه ومراده، أو أمر يخالف هواه ومراده، وهو يحتاج إلى الصبر في الأمرين.
    فأما ما يوافق هواه ومراده فأنه مثل الصحة والسلامة والجاه والمال وكذا يحتاج فيه إلى الصبر من وجوه:
    أحدها:أن يؤدي حق الله فيه، وأن لا يسرف فيه، لأن الإسراف ترك الصبر على الاعتدال ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾ [الأعراف: 31].
    الثاني:ولا ينهمك في هذه المباحات ويبالغ في استقصائها أي لا يسرف فيها فإنها تنقلب إلى أضدادها ومن يؤدي حق الله فيها، لأن هذا يحتاج إلى صبر.
    الثالث:وأن يصبر عن صرفها في الحرام، يبقى عنده مال ويستطيع أن يفعل ويشتري ويقوم بكذا وكذا يقدر عليه من أمور الحرام وهو لا يفعل كأن يشتري شيئا حرام أو يستعين بالمال على شيء حرام يحتاج الصبر عن ترك الحرام مع القدرة، يحتاج الأمر إلى صبر.
    الرابع: أن لا يركن إليها ولا يغتر بها، ولا تحمله علي البطر والأشر والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: كلمات في الصبر

    قال بعض السلف: ( البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر ولا يصبر على العافية إلا الصديقون. ولذلك حذر الله تعالى عباده من فتنة المال والأزواج والأولاد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التغابن: 14].
    (وما أكثر ما فات العبد من الكمال والفلاح بسبب زوجته وولده.
    وأما النوع الثاني: المخالف للهوى فلا يخلو إما أن يرتبط باختيار العبد كالطاعات والمعاصي أو لا يرتبط باختياره كالمصائب أو يرتبط أوله باختياره ولكن لا اختيار له في إزالته بعد الدخول فيه فهناك
    يقول: يكون أوله باختياره ولكن لا اختيار له في إزالته بعد الدخول فيه، فهذه ثلاثة أقسام.
    القسم الأول:
    (ما يرتبط باختيار العبد وهو جميع أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية،) ما يؤمر به شرعا فمن شاء فليفعل ومن شاء فليترك وهو محاسب، (فأما الطاعة فالعبد يحتاج إلى صبر عليها لأن النفس تنفر بطبعها عن كثير من العبودية)
    ثلاثة أقسام
    )
    (ما يرتبط باختيار العبد وهو جميع أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية،) ما يؤمر به شرعا فمن شاء فليفعل ومن شاء فليترك وهو محاسب، (فأما الطاعة فالعبد يحتاج إلى صبر عليها لأن النفس تنفر بطبعها عن كثير من العبودية)
    أما في الصلاة فلما في طبعها من الكسل وإيثار الراحة لاسيما إذا اتفق مع ذلك قسوة القلب.وفي الزكاة النفس في طبعها الشح وهكذا يعني، الصيام في طبعها الشهوة وتريد الأكل.

    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: كلمات في الصبر

    ويحتاج العبد هنا إلى الصبر في ثلاثة أحوال:
    أحدها:قبل الشروع في العمل بتصحيح النية والإخلاص وتجنب الرياء ودواعي الرياء،
    الثانية: والصبر في حال العمل بأن يلزم العبد الصبر عن دواعي التقصير ويظل في ذكر الله تبارك وتعالى يلازم ذكر الله في العمل لا يغفل عن ذكر الله ولا ينساه حتى يستمر عمله صحيحا.
    الحالة الثالثة: الصبر بعد الفراغ من العمل،.
    القسم الثاني: ما لا يدخل تحت الاختيار وليس للعبد حيلة في دفعه كالمصائب التي لا صنع للعبد فيها كالموت موت من يعز عليه أو سرقة المال أو المرض أو كذا، فما لا صنع للعبد الآدمي فيه، والثاني ما أصابه من جهة آدمي يعني ما لا يدخل تحت)
    الاختيار ينقسم قسمين:
    أحدها: مالا صنع للعبد فيه كالمرض أو أحد له يموت وممكن الثاني: تكون بسبب الناس واحد يعتدي عليه يسبه أو يشتمه.
    فالنوع الأول الذي هو ما لا صنع للعبد الآدمي فيه له أربع مقامات:
    أحدها:مقام العجز: وهو مقام الجزع والشكوى والسخط وهذا ما يفعله إلا أقل الناس عقلا ودينا.
    المقام الثاني: الصبر يعني لا يجزع ولا يشتكي ولا يتجاوز حد الله.
    المقام الثالث: الرضا: وهو أعلى من مقام الصبر في وجوبه نزاع، والصبر متفق على وجوبه.
    والمقام الرابع: الشكر يعني لما تصيبه مصيبة لا صنع للعبد فيها أي مصيبة قدرية فيشكر الله، لأنه يشهد النعمة في الأجر، يشهد البلية نعمة فيشكر المبتلى عليها.
    النوع الثاني:(أما ما أصابه من جهة آدمي يعني من قبل الناس فله فيه هذه المقامات ويضاف إليها أربعة أخر: .
    الأول: مقام العفو والصفح والإحسان، ممكن يعفو ويصفح وممكن يحسن.
    الثاني: مقام سلامة القلب أن الإنسان يغل على من أساء إليه يغل عليه قلبه يغل حتى لو كان أخ متدين أساء إليك احتقرك ظلمك تجد في قلبك غل، فهذا مقام سلامة القلب من إرادة التشفي والانتقام، لأن هذا يحمل على الغيبة والنميمة ويحمل على أشياء كثيرة جدا من السيئات فيبقى مقام العفو والصفح والإحسان وسلامة القلب من إرادة التشفي والانتقام.
    الثالث: مقام شهود القدر وانه كان ظالما، بإيصال هذا الأذى إليك فالذي قدره عليك وأجراه علي يد هذا الظالم ليس بظالم ،فأنت تشهد أن هذا قدر الله فتعتبر، يعني تشاهد العبرة فيما يحدث لك تراجع نفسك.
    والمقام الرابع: مقام الإحسان إلى من أساء إليك.

    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: كلمات في الصبر

    القسم الثالث: (ما يكون وروده باختياره فإذا تمكن منه لم يكن له اختيار ولا حيلة في دفعه،) يعني واحد باختياره يغض بصره فلم يغض بصره يبقى هذا وقع باختياره في إطلاق البصر أحب المرأة، يبقى هذا الحب جاء له رغما عنه، لأنه لا يملك قلبه، يبقى أصاب بداء العشق داء الحب هذا، ماذا يصنع؟ وليس قادر على دفعه،فهذا لابد أن يدخل المستشفى التربوية إذا كان في مكان فيه المرأة يفارقه ويستعين بالله ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، ويستخدم الطاعات وأدوية القلب وكذا وكذا.
    فهو يقول: (كالعشق أوله اختيار وآخره اضطرار، أو التعرض لأسباب المرض) إنسان يسرف في الطعام باختياره فيتعرض للضغط والسكر وكذا وكذا باختياره فيبقى ما تعرض له من المرض لا يستطيع دفعه، ولا حيلة له في دفعه أي أما بسهولة أو لا حيلة له في دفعه مطلقا، فهذا يصبر على ما أصابه من العاقبة حتى يكشف الله ضره ويستعين بالله ولا ييأس من روحه.
    أرجو ان تكونوا استفدتم هذه المقتطفات بينما أعمل الدرس أنقل لكم الخلاصة خالية من أي حواشي نفعني الله وإياكم فلاتنسوني من دعوة بظهر الغيب انتظروني في مادة اخري
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •