مسجدُنا الذي نصلي فيه كثيرًا ما يواكب الأحداث ويتأثَّر بها، خصوصًا وفيه مِمَّن يُلْقون كلماتٍ ومواعظَ كوكبةٌ من أهل الخير، من كلّ الطوائف.
حين تُقام مباريات الكرة وقت صلاتَي المغرب والعشاء، يتأثَّر عدد الحاضرين للصلاة كثيرًا، ويتأخَّرون أيضًا.
شيخنا الذي يُلقي على المصلين الموعظة لا يؤخر البلاغ عن وقت الحاجة، فكثيرًا ما يختار أوقات المباريات وقلَّة عدد المصلين، ليعاتب ويؤنِّب مَن يُفضِّلون مشاهدة المباريات على المسارعة إلى صلاة الجماعة.
وشيخُنا أيضًا يحب التفسير أو التعليق على ما يقرؤه الإمام في الصلاة.
وقد قرأ الإمام بالأمس في صلاة العشاء من سورة فاطر، وكان مما قرأ ((إن الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور)).
وعلَّق الإمام بالأمس على هذه الآية وعاتب الذين لم يستجيبوا للنداء في صلاة العشاء، وعدَّهم من أهل القبور.
كان ذلك قبل أن تتفاقم الأمور، وتقع الكارثة!!!
= = =
ما أكثر ما كان مسجدنا يتأثر بمباريات الكرة، ويقلُّ عدد المصلين، وربما يُعجِّلون بالإقامة أو يشترطون على الإمام أن لا يُطيل!
= = =
في أحد لقاءات منتخب مصر ومنتخب الجزائر، تأخرتُ لحظاتٍ بعد أذان المغرب، ولم أُمهَل ...
وجدتُهم أقاموا الصلاة، وقدَّموا أحدهم ليصلي بسورتين من القصار، فقرأ من شدة العجلة:
((( والعصر * وليال عشر )))
وكاد بعض الناس يضحك مما أدى إليه الاستعجال.
إنا لله وإنا إليه راجعون.