حرب من الكلمات وفي الحرب خدعة يخدع الكاتب فيها قلمه ونفسه يسفك دم على أوراقه ويهتك أعراض ويستبيح محارم يحرق ويدمر يسلط السيف على الرقاب لكنه سيف من خشب أرق صاحبه الحبر على أوراق بيضاء كي تسود من تلك الحروف والكلمات وتسود معها صحائف الأعمال يدفعه دافع الكبر والفخر والخيلاء فهو على هذه الأوراق القائد والجيش والكلمات يرى نفسه أخا الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا هو قس ابن ساعدة زمانه ومتنبي عصره ولا يدري هذا المسكين أن كلمة قد يشقى صاحبها أو يسعد في جنة أو نار فهل كانت دفاع عن فضيلة أو رفع لظلم أو مطالبة لحق وما من كاتب إلا سيبلى و يبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه