منتقاة من مذكرات حمد الجاسر رحمه الله الموسومة بـ "من سوانح الذكريات":
1-ص ص46 -48:وللطبقة المتوسطة الحال والغنية طعام يدعى الحنيني يصنع من خبز البر يلبك... بعد تقطيعه قطعا صغارا بالسمن النقي وبالتمر المنزوع النوى...
ومن أطعمة الفلاحين طعام يصنع غالبا يوم الجمعة في أوقات الخصب، فتجمع ربة البيت زبد ما لديها من منائح ( جمع منيحة وهي البقرة أو الغنم التي تحلب) ثم تضعه في قدر وتذيبه على النار وتضع عليه قليلا من الدقيق لترسيب ما في الزبد من شوائب اللبن ثم تصفي السمن وتضع فوق ما رسب ...ويسمى خلاصة وقشدة...
أما الرز فلم ينتشر استعماله عند فلاحي نجد إلا بعد منتصف القرن الماضي مع أنه كان يزرع الأحساء. وأول ما عرف منه نوع كان يأتي من العراق يسمى الهبيش ذو قشرة خشنة ويدعى التمن أيضا...
والبر بمختلف أنواعه مأكول الطبقة العليا من الفلاحين أما المتوسطة فمن الذرة أو الدخن أو الشعير المخلوط بيسير من القمح.وتتخذ من الذرة أقراص تعمل على المقرصة تسمى مصابيب لأن عجينها لا يتماسك فهو يصب فوق المقرصة حتى ينضج...
ويعمل من النوعين [الذرة والدخن] طعام هو الغالب يدعى العصيد يطبخ الدقيق من أحدهما بقدر من الماء كما يطبخ الأرز ويصلح طعام الذرة والدخن المطبوخ بإضافة قطعة من الشحم المحفوظ تسمى حزرة ومحزرة تصنع غالبا من الأضاحي حيث يجمع الشحم المختلط بأجزاء من اللحم أو الأمعاء ويخلط بما رق من اللحم ثم يوضع داخل الكرش ويترك في الشمس برهة ثم يعلق ويبقى زمنا حتى يذبل بعد أن تتغير رائحته، وفي الاستعنال يضاف إلى الطبيخ... قطعة صغيرة منه تضيف إليه دسما وتجعله متماسكا عند الأكل...
والتمر لدى الفلاحين غذاء رئيس ولكنه لا يتوفر لكل أحد في كل وقت، ويؤكل في وجبة الصباح مع اللبن فكوك الريق، وقد يكتفى به هجورا وهو ما يؤكل ظهرا بين وجبتي الغداء والعشاء لأنه يؤكل في الهاجرة وهي منتصف النهار، وكثيرا ما يقدم لدى ذوي اليسار مع القهوة ويسمى قدوعا، ولعله سمي بهذا لأنه يقدع الجوع أي يكسر حدته...
والدعاع وهو حبيبات سود صغيرة ينبت عشبها في الرمل غالبا شبيه بما يسمى في شمال الجزيرة السمح....
أما الهبيد، وهو حب الحنظل، فيحتاج إليه في أوقات الجدب والفقر. يوضع ذلك الحب في حفر ويجرى فوقه الماء حتى تزول مرارته ثم يجرش ويعجن بالماء داخل خرقة صفيقة ويعصر حتى يخرج جميع ما في داخل الحب ولا يبقى سوى القشر وتكون العصلرة كاللبن ثم توضع على النار فتصير لذيذة الطعم...