تابع: ويسألونك عن الروح... قراءة جديدة
****************رابعاً- أقوال المفسرين في (الروح) المسؤول عنه في سورة الإسراء
{وَيَسْأَلُونَك عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] اختلف الناس في (الروح) المسؤول عنه في هذه الآية وما سبق من حديثِ سبب النزول.
أ- فقال جمهور من المفسرين: هو الروح التي تكون بها الحياة، وهذا هو المشتهر على ألسنة الخاصة والعامة، وإليه ذهب النووي في [شرحه على مسلم 17/138]، ثم قال: «قال بعضهم: لا يعلم الروح إلا الله تعالى؛ لقوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}، وقال الجمهور: هي معلومة، واختلفوا فيها على أقوال... (قال): وليس في الآية دليل على أنها لا تُعلَم، ولا أن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن يعلمها، وإنما أجاب بما في الآية الكريمة». وهذا القول مردود لسببين:
- انشغال الأذهان بالنص الجزئي، دون النظر إلى السياق، والإطار العام، والقرائن.
- لا خلاف بين المسلمين أن الأرواحَ كلَّها مخلوقةٌ لله، سواء التي في آدم وبنيه، أم التي في عيسى – عليهما السلام - فالروح من عالم الخلق، لا من عالم الأمر والعلم، قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62] فالله وحده الخالق، وكل ما سواه مخلوق له.
قال ابن قتيبة في كتابه [الاختلاف في اللفظ، ص 49]: «وقد بلغني أن قوماً يذهبون أن روح الإنسان غير مخلوقة، وأنهم يستدلون على ذلك بقول الله في آدم: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}، وهذا هو النصرانية، والقولُ باللاهوت والناسوت، قال النابغة الجعدي (صحابي، توفي نحو 50هـ):من نطفةٍ قدَّرها مقدِّرُها *** يخلُقُ منها الإنسانَ والنَّسَمَا
(والنسَمُ): الأرواحُ. وأجمع الناسُ على أنَّ اللهَ فالقُ الحبة، وبارئُ النَّسَمة، أي: خالق الأرواح».
وقال ابن حجر في [فتح الباري 8/404]: «نقل ابن منده في كتاب (الروح) له، عن محمد بن نصر المروزي، الإمامِ المطلعِ على اختلاف الأحكام، من عهد الصحابة إلى عهد فقهاء الأمصار، أنه نقل الإجماع على أن الروح مخلوقة، وإنما ينقَل القولُ بقِدَمها عن بعض غلاة الرافضة والمتصوفة».
وقال ابن تيمية في [مجموع الفتاوى 4/216]: «روحُ الآدمي مخلوقةٌ مبدَعةٌ باتفاقِ سلفِ الأمة وأئمتِها وسائرِ أهلِ السنة، وقد حكى إجماعَ العلماء على أنها مخلوقة غيرُ واحد من أئمة المسلمين، مثل: محمد بن نصر المروزي، الإمام المشهور الذي هو أعلم أهل زمانه بالإجماع والاختلاف أو من أعلمهم».
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره [البحر المحيط، الإسراء: 85]: «وأجمع علماء الإسلام على أن الروح مخلوقة، وذهب كفرةُ الفلاسفة وكثيرٌ ممن ينتمي إلى الإسلام إلى أنها قديمة».
ب- وقال بعضهم: هو جبريل – عليه السلام – والسؤال عن كيفية نزوله، وإلقائه الوحي إليه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا القول مردود أيضاً؛ لأن جبريل – عليه السلام – خلق من مخلوقات الله تعالى، وليس أمراً من أوامره.
ج- وذهب ابن القيم إلى أنه ملَكٌ عظيم، وهو المذكور في قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَة ُ صَفًّا} [النبأ: 38]. فقال في كتاب [الروح، ص 273]: «وأكثر السلف، بل كلهم، على أن الروح المسئول عنها في الآية ليست أرواح بنى آدم، بل هو الروح الذي أخبر الله عنه في كتابه، أنه يقوم يوم القيامة مع الملائكة، وهو ملك عظيم... (ثم قال): ومعلوم أنهم إنما سألوه عن أمرٍ، لا يعرف إلا بالوحي، وذلك هو الروح الذي عند الله، لا يعلمها الناس، وأما أرواح بنى آدم فليست من الغيب».
وما قال به ابن القيم، هو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس، وقد تضاربت الأقوال عنه. (ذكر تلك الأقوال ابن كثير في تفسيره). وقوله مردود أيضاً، سواء أقلنا أن الروح روح الإنسان، أم جبريل، أم ملك عظيم، فكلها من عالم الخلق.
ج- وقال آخرون: أنه القرآن الكريم،{(وَيَسْأَلُونَك َ عَنِ الرُّوحِ} أي: المشركون، قالوا: يا محمّد، من أتاك بهذا القرآن؟ (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)، أي: القرآن من وحي ربي وكلامه، أنزله كما شاء، على من يشاء، من النظم المعجز، والتأليف المعجب؛ لذلك قال: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.
وهذا هو القول المختار، وقد سبق أن ذكرنا قول الربيع بن أنس: «كل كلِمٍ تكلم به ربنا فهو روح منه». وقول ابن زيد: «هذا القرآن هو الروح، أوحاه الله إلى جبريل، وجبريل روح نزل به على النبي، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه هي الروح».
وسمي القرآن روحاً؛ لأن فيه حياةً من موتِ الجهل والكفر في الدنيا، ولأن به حياةَ القلوب وحياةَ النفوس فيما تَصِير إليه من الخير عند اللَّه عزَّ وجلَّ، ولأنه معجز ببيانه، لا يشبه شيئاً من كلام الناس المخلوقين، {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الحاقة: 41- 43].*** *** ***
خامساً- الأدلة على أن المراد بالروح في آية الإسراء هو القرآن
القرآن كلام، ولكنه كلامُ الله، وهو روحٌ من أمره، وصفه الله تعالى بالروح كما وصفه بأنه نور، وضياء، وهدى، ورحمة، وشفاء، وغير ذلك. وإليك الأدلة على أن المراد بالروح القرآن:
1- السياق، فقد سبقها {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }، ثم جاء بعدها: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}، فلما كان قبل هذه الآية في وصف القرآن وما بعدها كذلك وجب أيضاً أن يكون المرادُ من هذا الروحِ القرآنَ، حتى تكون آيات القرآن كلها متناسبة متناسقة.
2- التحدي، تلا تلك الآيات آيةُ التحدي: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ...} وموقف التحدي يناسبه التعبير عن القرآن بالروح. فإذا كان الناس عاجزين عن نفخ الروح في تمثال نحتوه بأيدهم فهم كذلك عاجزون في كلامهم وبيانهم عن الإتيان بمثل هذا القرآن؛ فهو أيضاً روح من أمر الله.
3- رد المتشابه إلى المحكم، فقد تظاهرت آيات كثيرة على هذا المعنى، أي: أن الروح هو الوحي، ومنه القرآن، وقد مرت طائفة كريمة منها، ويحسن أن نذكرها هنا أيضاً:
- {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [النحل: 2].
- { يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [غافر: 15].
- { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52].
- {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ} [الطلاق: 5].
4- علاقة التناسب بين أول الآية وفاصلتها؛ فقد مهد أول الآية المعنى ومكَّنه، {وَيَسْأَلُونَك عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي...} ثم جاءت الفاصلة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} مناسبة لصدر الآية، ومؤكدة للمعنى، فالروح هو القرآن، وهو بعض علمه، وهو الذي يعجز الإنس والجن عن الإتيان بمثله. إن علاقةَ التمكين والتوكيد علاقة جاريةٌ في آيات الذكر الحكيم، ففي الإطار نفسه قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]، ألا ترى أنه قابل بين الخلق والأمر من طرف، ثم رد الخلق إلى القدرة، والأمر إلى العلم من طرف آخر، تمهيداً وتوكيداً.
5- الإطار والمحور العام، إن المحور الرئيس في سورة الإسراء هو الحديث عن القرآن، والانتصار له، فقد ذكر لفظ (القرآن) في هذه السورة ما لم يذكر في أي سورة أخرى، فقد ذكر فيها (10) عشر مرات، وضمن هذا المحور هو شخص النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والدفاع عنه، وإبراز تعنت المشركين معه، ومطالبتهم إياه بمعجزة غير القرآن الكريم، يتجلى هذا وذاك في الآيات التالية:
اقرأ بعد ذكر إفساد بني إسرائيل مباشرة:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ... (9)}
واقرأ في أواسط السورة: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًاوَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَإِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)}.
واقرأ الآيات من (73- 94): {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّون َكَ مِنَ الْأَرْضِلِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُلِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) وَقُلْ رَبِّأَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَة ِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
واقرأ قبيل آخر السورة: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا(106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)}
فالروح في آية الإسراء هو الوحي الإلهي، وهو القرآن الكريم المعجز ببيانه، والذي من تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، وكان من أهل الحياة الكريمة والسعيدة في الدارين، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 122]
هذا ما تم اختياره وترجيحه من الأقوال، ومع هذا يبقى الباب مفتوحاً لمن عنده المزيد.*** *** ***
الجمعة 24/صفر/1433هـ = 20/1/2012م