تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: العلم بطرق الصبر عن المعصية...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    111

    Lightbulb العلم بطرق الصبر عن المعصية...

    العلم بطرق الصبر عن المعصية:

    يقول ابن القيّم في كتاب "طريق الهجرتين" (ص 381) إنّ الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عدة:

    السبب الأول: علم العبد بقبح المعصية ودناءتها:

    فإذا علم العبد بقبح المعصية ودناءتها وأن الله إنما حرمها صيانة للعبد عن الدنايا والرذائل.. فيتصبر عنها.. فأول شيء يجب معرفته أن شرب السيجارة قبيح وإطلاق البصر قبيح.. وشرب الخمر قبيح.. والزنا قبيح.. الى آخره.. فعندما تعلم بقبحها تتصبر عن مواقعتها، قال تعالى:{ قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} [الأعراف: 33]. فهي فواحش قبل التحريم وبعده.. والشارع كساها بنهيه عنها قبحا الى قبحها.. فكان قبحها من ذاتها.. وازدادت قبحا عند العاقل بنهي الرب تعالى عنها.. وذمة لها.. وإخباره ببغضها وبغض فاعلها.. فيعلم ان الله ما نهى إلا عن أمر قبيح بالذات.. فيترك المعصية لقبحها ولدناءتها.. حفظا لنفسه وصيانة لها..

    السبب الثاني: الحياء من الله:

    فإن العبد متى علم بنظر الله اليه وأنه بمرأى من الله ومسمع.. فإن العبد يستحي من ر به أن يراه وهو مقيم على المعاصي.. وهذا يستلزم أن تنفتح في قلبك عين ترى بها أنك أمام قائم أمام الله { ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: 46].

    السبب الثالث: مراعاة نعمة الله:

    فإنّ مراعاة نعمة الله عليك وإحسانه إليك.. فترى أن الله يعطيك من نعمه وأنت تعصاه.. فهل هذا فعل الكرماء..؟؟

    إنّ مراعاة نعم الله عليك بأنه هو الذي خلقك ورزقك وسترك وأعطاك ومكن لك وأعانك.. ثم بعد ذلك تعصيه..؟؟ فكيف تكون..؟؟ وقد قال الله تعالى:{ إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}[الرعد:11] {ذلك بأن الله لم يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأنّ الله سميع عليم} الأنفال 53] وأعظم النعم هي نعمة الإيمان والذنوب تزيل النعم وتسلبها.

    قال بعض الصالحين: أذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل سنة.. فهنا تعلم أنك إذا لم تراع نعم الله عليك فإنه يذهب عنك الحول والقوة للقيام بالطاعة..

    وقال بعضهم: أذنبت ذنبا فحرمت فهم القرآن.

    وقال البعض: أذنبت ذنبا فمنذ أربع سنين وأنا الى الخلف.. لأنه أذنب ذنبا.. فراع نعم الله عليك واعلم أن أعظم النعم نعمة الايمان.

    قال تعالى:{ بئس الاسم الفسوق بعد الايمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].

    السبب الرابع: الخوف من الله:

    العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الاشارة فإذا لم تستح من الله.. فاخش أن يخسف بك الأرض.. أن ينتقم منك.. اخشاه أن يفضحك.. اخش عقابه.. فكفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا..

    السبب الخامس: محبة الله:

    إن الله لو أحبك لعصمك.. كما قيل: هانوا عليه فعصوه.. ولو عزوا عليه لعصمهم..

    فهل إذا أحببت أحدا تعصيه..؟؟ مستحيل.. إنما أنت تعصيه لأنه تحب المعاصي أكثر مما تحب الله.. وتراعي نظر الناس اليك ولا تراعي نظر الله.. وكفى بذلك خذلانا.. فهل تحب إنسانا ولا تحب الله..؟؟ أتحب المال أكثر مما تحب الله..؟؟

    إن محبة الله من أقوى الأسباب المعينة على الصبر عن المعاصي.. فإن المحب لمن يحب مطيع.. وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضاؤه للطاعة وترك المخالفة أقوى إن شاء الله..

    وفرق بين من يحمله على ترك المعصية الخوف من السوط ومن يترك المعاصي لأنه يحب الله.. وعقيدة أهل السنة والجماعة ـ وهي عقيدتنا ـ أن نعبد الله حبا له.. وخوفا من ناره.. ورجاء كرمه أن يرزقنا جنته..

    السبب السادس: شرف النفس وذكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها:

    النفس الشريفة لا تفعل المعاصي.. لأن هذه المعاصي تحط من قدرها وتخفض من منزلتها التي رفعها الله بها.. وتحقرها وتسوي بينها وبين السفلة والرعاع.. فانظر الى المعاصي هل يقترفها أصحاب النفوس الأبية.. النفوس الشريفة المتطلعة لمعالي الأمور.. أم أصحاب النفوس الضعيفة المتهافتة ذات الصفات الحيوانية.

    إن أصحاب النفوس الأبية يقولون:


    إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
    وتأبى الأسود ورود ماء إذا كنّ الكلاب يلغن فيه
    السبب السابع: قوة العلم بسوء عاقبة المعصية:

    قوة العلم بسوء عاقبة المعصية من سواد الوجه وظلمة القلب.. وتمزق الشمل وضعف القلب عن مقاومة عدوه. تعريه تماما من زينة التقوى بالثوب الذي جمله الله وزينه به. العصرة التي تنال القلب من المعصية.. القسوة والحيرة في أمره.. تخلي الله عن العاصي.. وتولي العدو له.. تواري العلم الذي كان حاصلا.. مرض القلب.. ذله بعد عزه..
    السبب الثامن: قصر الأمل وكثرة ذكر الموت:

    فتخشى أن يفجأك الموت وأنت على الذنب فتسوء خاتمتك وتبوء بالخذلان..


    السبب التاسع: مجانبة الفضول في الطعام والشراب والملبس والمنام والمخالطة والكلام والنظر..

    فإن قوة الداعي الى المعاصي تنشأ من هذه الفضلات.

    السبب العاشر: وهو الجامع لهذه الأسباب كلها: هو ثبات شجرة الايمان في القلب..

    فيكون صبر العبد عن المعاصي بمقدار قوة إيمانه.. فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم وإذا ضعف الايمان ضعف الصبر..

    إذا باشر الايمان قلبه بقيام الله سبحانه وتعالى عليه ورؤيته له وتحريمه لما حرمه عليه وبغضه ومقته لفاعله.. باشر الايمان قلبه بالثواب والعقاب والجنة والنار وعندها يمتنع من المعاصي والذنوب.. إذا قوي سراج الايمان في القلب أضاءت جهاته كلها به وأشرق نوره في أرجائه وسار ذلك النور الى الأعضاء وانبعث اليها فأسرعت الى الطاعات وانكفت عن المعاصي.

  2. #2

    افتراضي رد: العلم بطرق الصبر عن المعصية...

    شكرا لك هذا النقل الطيب وبارك الله فيك وجزيتِ خير الدنيا والآخرة.

    من كلا م السلف في الصبر


    1 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ).

    2 - وقال علي رضي الله عنه: ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ). ثم رفع صوته فقال: ( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) وقال أيضاً: ( والصبر مطية لا تكبو ).

    3 - وقال الحسن: ( الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ).

    4 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه ).

    5 - وقال سليمان بن القاسم رحمه الله: ( كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر ).

    6 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ).

    سائلة الله أن يوفقنا إلى كل ما يحبه ويرضاه وأن لا يحرمنا الأجر.

    .

    اللهم اغفر لأبي عبد الرحمن (محمد خالد) المعروف ب (الوراق) وأسكنه فردوسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.
    واصلح ذريتي ووفقهم لكل خير.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    644

    افتراضي رد: العلم بطرق الصبر عن المعصية...

    جزاكما الله الجنة بغير حساب..
    ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: العلم بطرق الصبر عن المعصية...

    أحسن الله إليكِ
    نسأل الله العون والسداد.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •