كل ما يتعلق بـ كتاب (الجامع لعلوم الإمام أحمد) طبعة دار الفلاح
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله
وجدت كثير من الأخوة في هذا المجلس المبارك وخارجه يتسألون عن كتاب (الجامع لعلوم الإمام أحمد) ويسعدني أن أجعل هذه الصفحة لاستقبال أي أسئلة عن الكتاب لأرد عليها
وهذه بعض نماذج الأسئلة مع الرد عليها من روبرتاج مع أحد المشاركين في هذه الموسوعة القيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أهمية (الجامع لعلوم الإمام أحمد)؟
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على البشير النذير الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه
أما بعد،
لا يخفى على كل ذي علم أهمية جمع ما قيل عن عالم من العلماء الربانين، فكيف بالإمام أحمد رضي الله عنه، و هو كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "أحمدُ إِمَامٌ في ثمانِ خِصَّال: إِمَامٌ فِي الحدِيث، إِمَامٌ في الفقهِ، إِمَامٌ فِي اللغهِ، إِمَامٌ فِي القرآنِ، إِمَامٌ فِي الفقرِ، إِمامٌ فِي الزهدِ، إِمَامٌ فِي الورعِ، إِمَام في السنةِ". كان الإمام أحمد رحمه الله عالمًا ربانيًا علم فعمل وعلَّم تلاميذه العلم والعمل وكان لهم في ذلك إمامًا، وحياته خير شاهد على ذلك، ونقل لنا أصحابه كل ذلك في مروياتهم عن الإمام، ولذلك تعددت فنون الرواية عن الإمام رحمه الله، ومُسنده ليسَ لَهُ نَظير، ولا يخفى ما لاقى في دِفَاعه عن عقيدة أهلِ السُّنة ومسألة خلق القرآن.
وكما الحال في مذاهب الأئمة فقد جاء من أتباع مذهب الإمام أحمد من يعتني بجمع مسائل وأقوال الإمام، وأبرز هؤلاء أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الشهير بالخلال (234-311)؛ الذي رحل إلى فارس والشام والجزيرة يطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، ولم يقتصر على الرواة الكبار للمسائل، بل تتبع الرواة على اختلافهم في الكثرة والقلة، والمباشرين له والذين رووا عنه بواسطة، فنال من ذلك قدرًا عظيمًا لم يسبقه إليه سابق، ولم يلحقه بعده لا حِق، وأطلق على هذا الديوان ((الجامع لعلوم أحمد)) تارة، و((جامع الرواية عن أحمد)) تارة، وقد رتبه على الكتب والأبواب والمسائل بأسلوب فذ دقيق كما يتضح لنا من الموجود منه، ولم يظهر من هذا الجامع إلا أجزاء وهي: الوقوف، والترجل، وكتاب أحكام أهل الملل، وأحكام النساء، وبعض الأبواب الصغيرة كـ ((الحث على التجارة)) و((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)). إضافة إلى ما في كتاب ((السنة)) له، أما الباقي فهو في عداد المفقود.
وقد تناقل كثير من علماء المذهب إما من طريق الخلال وإما من طريق أصحاب الإمام أحمد، غير أن الكثير منهم لم يدقق في ذكر راوي المسألة، أو في التقيد باللفظ الوارد عن الإمام، بل يذكر المسألة حسب السياق الذي يتكلم فيه، والطريقة التي يصنف بها.
والباحثون في هذا العصر بحاجة للرجوع للمصدر الأصلي لأقوال الإمام أحمد بطريقة سهلة ميسورة موثقة؛ ولهذه الأسباب فإن الحاجة كانت ماسة لإعادة بناء جامع الخلال: ولا ندعي أننا قد حققنا الغاية كاملة لأن هناك الكثير مما لم نقف عليه برواية صريحة، لكننا نستطيع القول أننا أعدنا بناء قدرًا كبيرًا من كتاب الخلال ولكن بالطبع بطريقة مختلفة.
من في نظركم سيمكنه الاستفادة من هذا ((الجامع))؟
((الجامع لعلوم الإمام أحمد رضي الله عنه)) ليس موجه للعامي- أقصد من ليس له دراية بالفقه ومذاهبه- ولكنه موجه للمتخصص في المذهب والمتخصص في الفقه المقارن، للآتي:
- هذا الجامع الهدف منه جمع الروايات المنقولة عن الإمام أحمد وتقسيمها وترتيبها ، أما ترجيح الروايات في المسألة الواحدة فليس في ضمن خطة العمل- وكم كنت أتمنى أن تكون هناك دراسة، وخاصة في قسم الفقه، ولو في الهامش للمسائل والروايات وترجيحها وبيان ما هو عليه المذهب، و لكن هذا ((الجامع)) قد استغرق في جمعه وترتيبه ما يقارب السبع سنوات وشارك في ذلك ما يقارب من ثلاثين باحث، ولو تطرقنا للترجيح والدراسة لطال الأمر كثيرًا، فآثرنا الاكتفاء بالجمع والترتيب، لنضعه بين يدي من ينتفع به إن شاء الله، ونأمل أن يكون هذا ((الجامع)) محل الدراسة من المتخصصين أو تتولاه مؤسسة كبيرة يمكن أن توفر النفقة لمن يقوم من المتخصصين بالدراسة والترجيح، أو يكون محل رسائل الماجستير والدكتوراه في المؤسسات الجامعية.
هل هناك أعمال شبيهه بعملكم أم أنكم أول من قمتم بذلك؟
هناك من قام بأعمال جزئية صغيرة منه مثل جمع الروايات التي رواها أحد تلاميذ الإمام أحمد رضي الله، كمن قام بجمع روايات الميموني ومهنَّا بن يحيى وغيرهم، وهناك من قام بجمع أقوال الإمام أحمد في العقيدة، وأقوال الإمام في الجرح والتعديل، ولا أعلم لأحد جهود أخرى غير ذلك.
ما أهم الصعوبات التي واجهتكم أثناء العمل؟
أولًا: عمل مثل هذا يحتاج إلى صبر وتأني، وسمة عصرنا يصعب معها ذلك، أما الصعوبات أثناء العمل، فهي كثيرة، منها:
- الأخطاء في المصادر التي استقرأناها لاستخراج روايات الإمام أحمد، وخاصة كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد، وكتاب الروايتين والوجهين، وعدم توفر مخطوطاتها كاملة بالنسبة لنا.
- صعوبة توجيه وتصنيف كثير من الروايات المروية عن الإمام إما لعدم وضوحها أو اشتراكها في أكثر من باب.
- كثير من الروايات يكون الرواي فيها غير واضح بالنسبة لنا، فيكون مذكور مثلًا بالنسبة لأبيه أو جده، ويشترك معه في هذه النسبة الكثير من الرواة عن الإمام، فصعب علينا تحديده.
هل خرج العمل كما كنتم تأملون؟
ما من عمل بشري إلا ويعتريه النقص، وسبحانه عز وجل له الكمال وحده.
قد وقع أخطاء في بعض أسماء الرواه عن الإمام أحمد وفي تصنيف بعض المسائل، وأيضًا هناك أخطاء ناتجة عن عمليات الصف والطباعة وقد أشرنا إلى بعضها في الاستدراكات الملحقة مع الفهارس؛ ونأمل من القراء الكرام أن يرسلوا إلينا بما يقع لهم من أخطاء، وأهم ملاحظاتهم على البريد الإلكتروني:
kh_rabt@yahoo.com / kh_rabt@hotmail.com / abokarim7@gmail.com
أو العنوان التالي: 13 ش أحمس. حي الجامعة. الفيوم. ج. م. ع. يرسل إلى/ خالد الرباط.
نشكر فضيلتكم وكل من شارك في العمل على ما بذلتم فيه من مجهود ابتغاء الأجر من الله وحده ونيل رضاه ومثوبته.
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري
