8804 - كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة
( حم ك ) عن عائشة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4675 في صحيح الجامع
8804 - كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة
( حم ك ) عن عائشة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4675 في صحيح الجامع
2052 - " ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، و ما اطلع منه
على شيء عند أحد من أصحابه ، فيبخل له من نفسه حتى يعلم أن ( قد ) أحدث توبة !
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 80 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " قال : أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن
أيوب عن إبراهيم بن ميسرة قال : قالت عائشة رضي الله عنها : فذكره .
و تابعه روح بن القاسم عن إبراهيم بن ميسرة به . أخرجه ابن أبي الدنيا في
" مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) . و قال أحمد ( 6 / 152 ) : حدثنا عبد الرزاق
أنبأنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة قالت : فذكره بنحوه .
قلت : و الإسناد الأول رجاله ثقات على ضعف خالد بن خداش لكنه قد توبع كما رأيت
لكنه منقطع ، فإن إبراهيم بن ميسرة لم يذكروا له رؤية عن غير أنس من الصحابة ،
و قال البخاري : " مرسل " ، كما يأتي . و قد وصله نصر بن طريف الباهلي ، عن
إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن عائشة . أخرجه ابن أبي الدنيا ( ص 32 ) لكن
ابن طريف متهم . و الإسناد الثاني صحيح لولا تردد معمر أو غيره بين ابن أبي
مليكة و غيره ، فإن كان عن ابن أبي مليكة - و اسمه عبد الله بن عبيد الله - فهو
صحيح ، و إن كان عن غيره ، فهو مجهول . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع "
للبيهقي في " شعب الإيمان " عن عائشة مرفوعا مختصرا بلفظ : " كان أبغض الخلق
إليه الكذب " . فتعقبه المناوي بقوله : " رمز المصنف لحسنه ، قضية صنيع المصنف
أن البيهقي خرجه و سكت عليه ، و هو باطل ، فإنه خرجه من حديث إسحاق بن إبراهيم
الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة و عن محمد بن
أبي بكر عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة . ثم عقبه بما نصه : قال البخاري
: هو مرسل يعني بين إبراهيم بن ميسرة و عائشة ، و لا يصح حديث ابن أبي مليكة .
قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري ، فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث
صحيح . اهـ . فأفاد بذلك أن فيه ضعفا أو انقطاعا ، فاقتطاع المصنف لذلك من
كلامه و حذفه من سوء التصرف ، و إسحاق الدبري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار
إليه ابن عدي ، و أورده الذهبي في ( الضعفاء ) " . انتهى كلام المناوي .
قلت : لكن قد تابعه أحمد كما سبق ، و تابعه أيضا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق
به مثل رواية الدبري عن ابن أبي مليكة عنها ، دون التردد . أخرجه الترمذي ( 1 /
357 ) و قال : " حديث حسن " . كذا قال ! و يحيى بن موسى - و هو البلخي - ثقة من
شيوخ البخاري ، و من فوقه ثقات من رجال الشيخين ، فحقه أن يصححه ، و لعله لم
يفعل لما سبق من إعلال البخاري إياه ، و لا يظهر لي أنه إعلال قوي ، و الله
أعلم . و كأنه لذلك قال ابن القيم في " إعلام الموقعين " : " حديث حسن " .
و لبعضه طريق أخرى عن عائشة بلفظ : " كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب
كذبة ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث لله التوبة " . رواه العقيلي في مقدمة كتابه
" الضعفاء " ( ص 2 ) ، و عنه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 69 ) : حدثنا
أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا يحيى بن قعنب قال : حدثنا حماد بن
زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . ثم رواه ( ص 467 ) : حدثنا
الحسن بن { حبيب } حدثنا أحمد بن عبد المؤمن به . أورده في ترجمة يحيى بن مسلمة
بن قعنب ، و قال : " لا يتابع على حديثه ، و قد حدث بمناكير " . و عزاه في
" الجامع " لأحمد و الحاكم عن عائشة و لم أره عندهما الآن ، و ذكر المناوي أنه
عند الحاكم من طريق ابن قعنب هذا .
25183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ غَيْرِهِ: أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ " كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَذِبَةَ، فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ (1) قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً " (2)
__________
(1) في (م) و (ق) و (ظ2) : أن، والمثبت من (ظ7) و (ظ8) .
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، فقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، واختلف عليه فيه:
فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- والدَّبَري -كما في "مصنف" عبد الرزاق (20195) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4817) ، وإسحاق بنُ راهويه، كما في "مسنده" (1245) ، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، به.
ورواه ابن زنجويه فيما أخرجه ابنُ حبان (5736) ، وأحمد بن منصور الرمادي فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 10/196، وفي "الشعب" (4816) ، والبغوي في "شرح السنة" (3576) كلاهما عن عبد الرزاق، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة. دون شك، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
تنبيه: جاء الحديث في المطبوع من سنن الترمذي (1973) من طريق يحيى بن موسى عن عبد الرزاق، وهو خطأ، فقد رجعنا إلى الأصول الخطية من السنن، وهي نسخ متقنة، فلم نجده فيها، ومما يؤكد أنه ليس عند الترمذي أن الحافظ المزي لم يذكره في "تحفة الأشراف"، ولم يستدركه عليه الحافظان العراقي وابن حجر، وهو مذكور في "مجمع الزوائد" 1/142، وفىِ زوائد مسند البزار على الكتب، الستة (1931) .
وتابع عبدَ الرزاق خلفُ بنُ أيوب فيما أخرجه البيهقي في "الشعب" (4815) .
وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/49 عن معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة.
وقد تابع معمراً محمد بن مسلم الطائفي، وهو صدوق حسن الحديث.
فرواه مروان بن محمد الطاطري، فيما أخرجه البيهفي في "السنن"
10/196 عنه، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة.
ورواه ابن وَهْب -فيما أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/278، والحاكم 4/98 عنه -فقال: عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عائشة. وابنُ سيرين لم يسمع من عائشة.
وكذلك تابع معمراً حمادُ بن زيد، فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2292، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (821) عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة، لكن هذه المتابعة لا يفرح بها، لأن في سندها محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو متهمٌ بالوضع.
ورواه محمد بن أبي بكيرة، فيما أورده البخاري في "تاريخه الكبير" 1/49، وحماد بن زيد، وحاتم بن وردان، ووُهيب، فيما ذكر الدارقطني فىِ "العلل" 5/الورقة 87، أربعتهم عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة الطائفي، عن عائشة، وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني، وابن أبي حاتم في "العلل " 2/278 إلا أنه مرسل. إبراهيم بن ميسرة لم يسمع من عائشة.
وقد تابع أيوبَ رَوْحُ بنُ القاسم، فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (139) .
ورواه نصر بن طريف الباهلي، فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (145) ، وفي "الصمت" (476) عن إبراهيم بن ميسرة، فقال: عن عبيد الله بن سعد، عن عائشة. ونصرُ بنُ طريف ضعيف.
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي
الكذِبُ مِن الأخلاقِ المذمومَةِ، وهو مِن صِفاتِ المنافقين؛ ولذلك حذَّر منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم تحذيرًا شديدًا وكان يُبغِضُه بغضًا شديدًا أيضًا، كما تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها في هذا الحديثِ: "ما كان خُلُقٌ أبغَضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: لا يُوجَدُ خلُقٌ ذَميمٌ كان يكرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يكونَ في الإنسانِ ويتخلَّقَ به أكْثرَ "مِن الكَذِبِ"، أي: كان الكذِبُ مِن أكثَرِ ما يَكرَهُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الإنسانِ، والكذِبُ هو قَلبُ الحَقائقِ والإخبارُ عنها بخِلافِ الواقِعِ.
قالتْ رضِيَ اللهُ عنها: "ولقد كان الرَّجلُ يُحدِّثُ"، أي: يتَكلَّمُ، "عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالكَذْبَةِ"، أي: بكلامٍ فيه كذِبٌ، "فما يَزالُ في نَفسِه"، أي: يكونُ في قلبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ونفسِه مِن هذا الرَّجلِ شيءٌ، "حتَّى يعلَمَ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "أنَّه"، أي: الرَّجلَ، "قد أحدَث منها تَوبَةً"، أي: تاب مِن كذِبِه هذا، ولن يعودَ إليه مرَّةً أخرى، وفي الصَّحيحينِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه جعَل الكذِبَ مِن صِفاتِ المنافِقين فقال: "آيةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخلفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ"؛ فيَنبغي أنْ يبتعِدَ عنه المسلِمُ الحقُّ.
وفي الحديثِ: بيانُ قُبحِ الكذِبِ.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/123194