كلام جميل وفقه دقيق ,زادك الله علما ورزقنا وإياك الإخلاص سرا وعلنا .
كلام جميل وفقه دقيق ,زادك الله علما ورزقنا وإياك الإخلاص سرا وعلنا .
بارك الله فيك
* بارك الله فيكما.
* وأخرج عبدالرزاق (9565) وغيره، من طريق بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة قال:
جاء رجلٌ إلى أبي موسى الأشعري وحذيفة عنده فقال: أرأيتَ رجلًا أخذ سيفه، فقاتل به حتى قُتِل، أَلَهُ الجنة؟
قال الأشعريُّ: نعم.
قال: فقال حذيفة: استفهم الرجل وأفهمه!
قال: كيف قلت.
فأعاد عليه مثل قوله الأول، فقال له أبو موسى مثل قوله الأول.
قال: فقال حذيفة أيضًا: استفهم الرجل وأفهمه!
قال: كيف قلت؟
فأعاد عليه مثل قوله. فقال: ما عندي إلَّا هذا.
فقال حذيفة: ليدخلنَّ النَّار من يفعل هذا كذا وكذا، ولكن من ضرب بسيفه في سبيل الله، يصيب الحق فلَهُ الجنة.
فقال أبوموسى: صدق.
* وفي رواية: جاء رجل إلى حذيفة بن اليمان ، وأبو موسى الأشعري قاعد، فقال: أرأيت رجلًا ضرب بسيفه غضبًا لله حتى قُتِل، أفي الجنة أم في النار؟
فقال أبوموسى: في الجنة.
قال حذيفة: استفهم الرجل وأفهمه ما تقول!
قال أبوموسى: سبحان الله! كيف قلتَ؟
قال: قلتُ: رجلًا ضرب بسيفه غضبًا لله حتى قتل، أفي الجنة أم في النَّار؟
فقال أبوموسى: في الجنَّة.
قال حذيفة: استفهم الرجل وأفهمه ما تقول!
حتى فعل ذلك ثلاث مرات. فلما كان في الثالثة قال: والله لا تستفهمه.
فدعا به حذيفة فقال: رويدك، إنَّ صاحبك لو ضربَ بسيفه حتى ينقطع فأصاب الحق حتى يقتل عليه فهو في الجنة، وإن لم يصب الحق ولم يوفِّقه الله للحق فهو في النار.
ثم قال: والذي نفسي بيده ليدخلنَّ النَّار في مثل الذي سألت عنه أكثر من كذا وكذا.
للنفع
جزاك الله خيرا أبا عاصم
وإياكم يا شيخ أشرف..
ومعذرة عن تأخر الرد فلم أنتبه للمشاركة إلا الآن.
* قال الإمام ابن القيم رحمه الله في آداب المفتي: "يحرم عليه إذا جاءته مسالة فيها تحيُّلٌ على إسقاط واجب، أو تحليل محرم، أو مكر أوخداع = أن يعين المستفتى فيها ويرشده إلى مطلوبه أو يفتيه بالظاهر الذي يتوصّل به إلى مقصوده، بل ينبغي له أن يكون بصيرًا بمكر الناس وخداعهم وأحوالهم.
ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم، بل يكون حذِرًا فطِنًا فقيهًا بأحوال الناس وأمورهم، يوازره فقهٌ في الشرع. وإن لم يكن كذلك زاغ وأزاغ.
وكم من مسألةٍ ظاهرها ظاهر جميل، وباطنها مكر وخداع وظلم، فالغِرُّ ينظر إلى ظاهرها ويقضى بجوازه، وذو البصيرة ينقد مقصدها وباطنها.
فالأول يروج عليه زغل المسائل، كما يروج على الجاهل بالنقد زغل الدارهم.
والثاني يُخرِج زيفها كما يُخرِج الناقد زيف النقود.
وكم من باطلٍ يخرجه الرجل بحسن لفظه وتنميقه وإبرازه في صورة حق! وكم من حقٍّ يخرجه بتهجينه وسوء تعبيره في صورة باطل.
ومن له أدنى فطنة وخبرة لا يخفى عليه ذلك، بل هذا أغلب أحوال الناس، ولكثرته وشهرته يستغنى عن الأمثلة.
بل من تأمّل المقالات الباطلة والبدع كلها وجدها قد أخرجها أصحابها في قوالب مستحسنة...
والمقصود أنه لا يحل له أن يفتي بالحيل المحرّمة، ولا يعين عليها، ولا يدلُّ عليها.."..
أهلا بشيخنا الفاضل عدنان ... كم اشتاق المجلس لفوائدكم