الغاية

تُرانا نكتفي بالشّعر وُدّا ؟!
تُرى الشاعر يرى الأبيات وِرْدا ؟!
تُراه البيت يلقانا وضدّا ؟!
تُراه الشطر يكفي ؟!
تُراه البيت يشفي ؟!
تُراها القافيهْ تبغي رضانا ؟!
تُراه الوزن يعطينا حنانا ؟!
تُراه الحرف واحهْ ؟!
تُراه الصدق راحهْ ؟!
وماذا تبتغي منا الشطورُ ؟!
وماذا ترتجي منا العطورُ ؟!
وماذا نرتجي من أغنياتٍ
حكتْ شوقاً
روتْ حقاً
نَفَتْ رقّاً
سوى الصدق الذي نبغيه راحهْ
سوى الشوق الذي نهواه ساحهْ
لروحٍ جاوبتْ نبضَ السؤالِ :
" وهلْ نلقى أحبّانا ؟ "
نعمْ نلقى أحبّانا
بأحداقٍ من الشعرِ
بأطواقٍ من التبرِ
بإشراقٍ من الزهرِ
لذا نكتبْ مشاعرَنا
لذا نروي خواطرَنا
بأبياتٍ من الشِّعرِ
بأضواءٍ من البدرِ
بأنوارٍ من السِّحْرِ
* * * *
يروحُ اليومُ والأبياتُ مشرقةٌ
على السّطرِ
يجئُ العامُ والأشطارُ محدِقةٌ
وطيبُ القَطْرِ يغشاها
وفيضُ العطرِ
يسقيها
ويرويها
ويهواها
لذا نكتبْ مشاعِرَنا
لذا نُحْيِي نواظِرَنا
بأبياتٍ من الشعرِ
بأشطارٍ من التبرِ
بأورادٍ من السّحرِ
* * * *
هنا سكنى أحبّانا
هنا مأوى أخلاّنا
هنا عهدٌ لنا يبقى
هنا وُدٌّ لنا يشقى
وتحضنه قوافينا
وتحميه أغانينا
تداويه أمانينا
تراوده معانينا
تناجيهِ
ترافقهُ
تصاحبهُ
وتؤويهِ إلى الأهلِ
إلى الدّارِ
إلى الجارِ
إلى خلٍّ يوافقه
لذا نكتبْ مشاعِرَنا
لذا نُرْضي بصائِرَنا
بأبياتٍ من الشِّعْرِ
بحبّاتٍ من الدّرّ
وأطواقٍ من العطرِ
وأضواءٍ على السّطرِ
* * * *
وإنْ لم نكتفِ بالشِّعرِ رَدَّا !

د/ هيا محمد الدرهم