وهكذا كلما كان الإنسان غنياً عن الناس بكافة صور الاستغناء,كلما حاز الحرية في أبهج صُورِها, وبقدرِ حاجته للنّاس تتقيّد حُريته,
من أجل ذلك جاءت الأدلة الشرعية متواترةً في الدعوة إلى ألاّ يسأل الإنسان إلاّالله تعالى,
ويبتعد عن صور الطلب من المخلوق,
ولقد فَهِم أولئك النفر الذين دعاهم رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى هذا الخُلق الكريم, ففهموا هذا المقصود حتى أن أحدهم ليسقط سوطه من فوق راحلته وأخيه بجانبه فينزل من فوق الراحلة ليتناول السوط بنفسه،،
وما هذه الدعوه الى الاستغناءإلاّ صورة مُشرقه ودعوةً صريحةً إلى البحث عن (العمل الحُر) الذي لا يدَ لأحدٍ على العبد فيه إلا فضل الله ومنتهِ،
فقل لي بربِّك ماالذى زاد عطاء بن أبي رباح ذلك العبد النوبي على الخلق في موسم الحج الأعظم
حينما نادى المُنادي في الحج بأمر الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ألا يفتي للناس غير عطاء
والله لئن كان عطاء عالما" وفقيها" إلا أن الرتبة المُنيفة التي حازها مع علمه هي كونه استغنى عنهم، فلم يكن لهم ذليلا" في يوم من الأيام ولم يقف رحمه الله إلا بعتبة الله طالبا" أو سائلا"
بقلم:أحمد المغيري