بارك الله فيكم أخي الحبيب الأثري ، ونفع بكم .
لا يرتاب أحد أن هؤلاء أئمة فحول ، الواحد منهم فِطَحْل ( غزير العلم ، وولدت في الجمع : فطاحل ) ، لكن الأئمة أنفسهم ـ ومنهم من ذكرت ـ أحيانا يحكمون على الحديث بالنكارة ، مع أن الراوي صدوق أو يقرب من هذا ، فكل حديث له حكمه مع القرائن ، والنظر في كلام أهل الشأن من كبار الحفاظ ، ومنهم أحمد رحمه الله ، وقد حكم عليه بالنكارة ، وهو أمر معتبر لا يمكن إهماله ، وغاية من حسنه من العلماء هو الاعتماد على أنه صدوق ، بل هو مقبول عند ابن حجر ، ومع القول بأنه صدوق ، فقد يأتي الصدوق بالنكارة في الحديث ، ويروي ما لا يرويه الحفاظ ، وهذا مما يستنكر عليه ، لأنه من سوء حفظه أوغلطه ، وقد ذكر الذهبي في الموقظة معنى هذا فقال في تعريف المنكر :
المنكَر :وهو ما انفرد الراوي الضعيفُ به . وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً .
ثم لاحظ أخي الأثري ـ نفع الله بكم ـ أن هذا الحديث من روايته عن عقبة ، وقد نص الأئمة على أنه يروي عنه المناكير ، ولا يتابع عليه ، وهذا في صميم موضوعنا ، وبالله التوفيق .