الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فضل عظيم عظيم للمحافظ على صلاة الجماعة في المسجد،
ما أعظمه من فضل! ، وما أعظمها من كرامة! ، وليست إلا للمحافظ على صلاة الجماعة في المسجد الملازم للمساجد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
(إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُ مْ،وَإِنْ مُرِضُوا عَادُوهُمْ،وَإِ نْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ.
وَقَالَ:
جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: أَخٍ مُسْتَفَادٍ، أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ، أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ ).
والحديث حسنه الألباني –رحمه الله تعالى- في "السلسلة الصحيحة برقم(3401)".
قوله: "إن للمساجد أوتاداً":
قال العلامة أحمد البنا الشهير بالساعاتي في شرح المسند المسمى (بلوغ الأماني):
(جمع وتد بكسر التاء على اللغة الفصحى،ويجوز فتحها ؛ أي: أناسا يحبون المساجد يكثرون الجلوس فيها للعبادة ثابتين على ذلك ، كثبوت الوتد في الأرض ؛ هؤلاء تجالسهم الملائكة ، فإن غابوا بحثوا عنهم ، إن مُرضوا عادوهم .... الحديثَ)اهـ.
وقال العلامة السندي:
(أي: رجالا يلازمونها لزوم الأوتاد لمحالها)اهـ.
وقوله: "ثلاث خصال" :
قال العلامة السندي-رحمه الله تعالى- :
( أي: لا يخلو عن ثلاثة أمور مطلوبة للإنسان..
"أخ مستفاد" بالجر، بدل من ثلاث خصال بمعنى ثلاثة أمور. والمراد: أنه لا يخلو من أن يستفيد أخا، أو يسمع كلاماً نافعا، أو ينتظر رحمة، وذلك لأن المسجد محل لمرور الإخوان في الله، وذكر العلوم، ونزول الرحمة، والله تعالى أعلم)اهـ.
وقال الساعاتي:
(أي: لا يعدم صحبة أخ صالح في الله يستفيد منه نصيحة أو مساعدة أو نحو ذلك ، والأخوة في الله لها فضل عظيم، وثواب جسيم ...).
"كلمة محكمة" :
قال الساعاتي:
(أي: مما يتيسر الحصول عليه في المسجد أكثر من غيره كسماع تلاوة القرآن أو حضور مجالس العلم ، أو رأي رجل عاقل صالح).
"رحمة منتظرة" :
قال الساعاتي:
(أي: لِما ثبت أن الجالس في المسجد تدعو له الملائكة بالمغفرة والرحمة)اهـ.
فهنيئا بهذا الفضل العظيم لمن كان مواظبا على الجماعة ملازما للمساجد.
والله الموفق.
منقول