تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 34

الموضوع: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

  1. #1

    افتراضي هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟أي بمعنى آخر هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء حسي أو معنوي أو نفسي أو كان من العين أوالحسد أوالسحر أوالمس ؟ أم أننا نحمل النصوص الشرعية أكثر مما تحتمل , إذ من المعلوم أن الرقية قد ثبتت في حق اللديغ في الحديث المشهور وفي هذا دليل على نفع الرقية بإذن الله في حق الأمراض العضوية وقد ثبت كذلك أمر الرقية في حق من أصيب بعين وسحر ومس , ولكن السؤال هل الرقية الشرعية نافعة بإذن الله في حق المريض النفسي كالفصام والرهاب ونحو ذلك وهل الله عز وجل قد وعد وضمن في كتابه أن من يأخذ بالرقية أن يحقق له الشفاء كما وعد أهل الإيمان بالدخول إلى الجنة؟

  2. #2

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    إذا كانت الحبة السوداء وهي من خلق الله شفاء من كل داء
    فإن القرآن وهو كلام الله شفاء من كل داء

  3. #3

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    شكراً أخي إسلام على استنباطك الجميل.لكن للفائدة أنا أعتقد أن القرآن الكريم هو شفاء لما في الصدر من أمراض الشبهات والشهوات التي تعصف في قلب المؤمن بين حين وآخر والمعصوم من عصمه الله وهذا الاعتقاد بإجماع علماء المسلمين على حد علمي وأما كون القرآن شفاء من الأمراض العضوية فهذا قدثبتت فيه السنة أيضاً وكذلك كون القرآن شفاء من أمراض السحر والعين والمس فهذا أيضاً قد ثبتت فيه السنة كذلك .
    سؤالي هل القرآن شفاء أيضاً من الأمراض النفسية كالاكتئاب والرهاب والفصام ونحو ذلك ؟
    تنبيه مهم : بعض الإخوان حينما يقرأ قولي في بداية الموضوع_أم أننا نحمل النصوص الشرعية أكثر مما تحتمل _قد يعتقد أن هذا ينافي عظمة القرآن ونحوذلك وأقول وبالله التوفيق أن قول _أم أننا نحمل النصوص الشرعية أكثر مما تحتمل _لا ينافي عظمة النصوص الشرعية والقرآن العظيم , بل أن تحميل النصوص الشرعية أكثر مما تحتمل يكون بتحميلها معاني لم يُردها الله
    ولا رسوله فخذ على سبيل المثال حينما يقول أحد الدعاة بأن من أطاع الله فستأتيه الدنيا على ما يحب وسيأتيه من نعم الدنيا والآخرة كذا وكذا ولن يصاب بمكروه فهذا الداعية وإن كان مأجوراً على اجتهاده فقد يكون فتنة لبعض الناس فتجد بعض الناس أول مايستقيم ثم يصاب بأول امتحان من الله واختبار سينكص على عقبيه وسيظن أنه كان على باطل , لماذا؟ لأن هذا الداعية من حيث يشعر أو حيث لا يشعر كان سبباً لفتنة هذا العامي البسيط حينما أوهمه أن من يستقيم على دين الله سيكون بمنأى عن المصائب ونحو ذلك .عموماً حتى لا نخرج عن الموضوع الرئيسي أنا كان سؤالي هل الله عز وجل وعد ضمناً أو تصريحا ًمن يأخذ بالرقية الشرعية في طلب الاستشفاء من المرض النفسي بأن يشفيه؟وأقصد بالوعد أي بمعنى إذا تحققت شروطه وانتفت موانعه لا يُمكن أن يتخلف؟لأنكم تعلمون ياإخوتي أن وعود الله عزوجل في القرآن تختلف درجاتها فمنها الوعود المطلقة كوعد من يعمل صالحاً وهو مؤمن بأن يدخله الجنة ومنها وعود مقيدة بماهو صالح للعبد وهذا أيضاً من فضله كوعده بإجابة الدعاء لمن دعاه؟

  4. #4

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    أحي بارك الله فيك انصحك بقراءة مقدمة كتاب( الداء و الدواء )
    للإمام ابن قيم الجوزيه.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    95

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    1- لدي سؤال استفهام - أرجو أن لا يكون خارجا عن الموضوع - كيف نجيب من يقول : لماذا الذهاب إلى المستشفيات إذا كان القرآن شفاء لكل الأمراض العضوية ؟! فإن قيل : الذهاب إليها من باب الأخذ بالأسباب , لكن الاستشفاء بالقرآن إليس من الأخذ بالأسباب ؟!

    2- هل نقول إن الرقية الشرعية يقتصر فيها على ماورد من الأمراض فقط ؟!

    3- ما معنى ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) ؟!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    الرقية تكون بالقران الكريم والادعية النبوية الثابته في السنة الصحيحة
    والدعاء يستجاب اذا تحققت الشروط وانتفت الموانع في الغالب وكماقال الاخ الكريم
    انظر مقدمة كتاب( الداء و الدواء )لابن قيم الجوزية التي قال فيها :

    والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدفعه ، ويعالجه ، ويمنع نزوله ، ويرفعه ، أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن والله اعلم
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  7. #7

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    أشكر أخي أيوب وأبو جهاد وأبو محمد على تفاعلهم .
    وسأقوم إن شاء الله ببحث المسائل المطروحة في هذا الموضوع ثم أرفعها لكم إن شاء الله ولكن بعد فترة ليست أقل من يومين.

  8. #8

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    أخي أبو جهاد إليك جواب السؤال الثالث:

    قال الشيخ الغنيمان في شرح فتح المجيد :
    الحديث الذي ذكره حصين بن عبد الرحمن عن بريدة أنه قال: (لا رقية إلا من عين أو حمة)، فالعين المقصود بها: إصابة الإنسان الحاسد غيره بعينه وهي حق، فالعين حق كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والرقية منها نافعة، والحمة معناها: ذوات الحموم، أي: ذوات الإبر التي تضرب بإبرتها، كالعقرب ونحوها مما يحدث بسبب ذلك حمى وألم ومرض وشدة، فالرقية من هذا نافعة جداً، سواءٌ أكانت عقرباً أم حية أم غيرها، ولكن ليس كل راق تنفع رقيته؛ لأنها تتوقف على الإيمان، وعلى قوة النفس والتوكل على الله ...

    وأما قوله: (لا رقية إلا من عين أو حمة) فمعنى ذلك: أنه لا رقية شافية ومجدية ونافعة أكثر منها في العين والحمة، وإلا فالرقية تنفع من جميع الأمراض، ولكن نفعها من هذين المرضين -العين والحمة- أنفع وأكثر من غيرهما، وذلك لأن هذه الأمور غالباً تحدث بواسطة النفوس الشريرة، سواء من الإنس أم من الجن؛ لأن الجن يشتركون مع الإنس، ويشتركون مع الدواب الخبيثة كالحية والعقرب، فإذا جاء الإيمان من نفس خيرة متأثرة بآيات الله وبالطمأنينة به فإنها تكون مضادة لهذه النفوس الخبيثة، فيحصل الشفاء بإذن الله، وكل شيء بأمر الله جل وعلا، والإنسان ليس عنده شيء، والأمر كله يعود إلى الله، ولكن للتفاوت بين الناس في قوة الإيمان والثقة بالله يحصل ذلك...انتهى

    شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للغنيمان - (1 / 304)
    قال بعض الفقهاء: لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة لحديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة"(20). وعن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة"(21)؛ والنفس العين.
    وأجاب الجمهور أن تخصيص ما ذكر لا يمنع الرقية من غيره من الأمراض. فمعنى الحديث: لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والحمة، وإلا فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى بعض أصحابه من غير ما ذكر. وسياق الحديث يدل على أن المراد أن الرقية أنفع فيما ذكر. فإن سهلاً قال لما أصابته العين: أو في الرقى خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا رقية إلا من نفس أو حمة"

    وأما جواب السؤال الثاني فهو نفس الموضوع الأصلي.
    وأما جواب السؤال الأول والله أعلم أقول يجب أن نعلم أولاً أن تمام الكمال بلا خلاف على حد علمي هوالأخذ بالرقية الشرعية مع العلاج الطبيعي ولا حرج ولا تناقض بينهما ألبته وقد دل على ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم العملي والقولي فأما هديه العملي فاقرأ كيف واجه النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي توفي فيه وأما هديه القولي فيكفي ماورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.وفي هذا جمع بين العلاج الشرعي البحت وهو الرقية والعلاج الطبيعي العام والمادي.

  9. #9

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    ياإخوان قد وعدتكم في المشاركة السابعة بأنني سأبحث المسائل المطروحة في هذا الموضوع ثم أرفعها لكم إن شاء الله ولكن بعد فترة ليست أقل من يومين.والحقيقة أنني أنسحب من هذا الوعد لأنه يحتاج وقت وقد لا أستطيع توفيره.

  10. #10

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    منقول بتصرف للفائدة:
    من الأدلة على أن الرقية الشرعية شفاء من كل داء مطلقاً إلا الموت أو داء يكون الشفاء منه يخالف حكمة أرادها الله:
    1-يقول تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌلِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراءالآية 82 ) 0

    * قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والأظهر أن " من " هنالبيان الجنس فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( إغاثة اللهفان – 1 / 24 ) 0

    * قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاءالقلوب ، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها ) ( تيسير الكريم الرحمن – باختصار – 3 / 128 ) 0

    2)- وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًىوَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت – الآية 44 ) 0

    قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( ولهذا قال : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) أي : يهديهم لطريقالرشد ، والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة 0وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق ،وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب ، وتُشفي القلب ) ( تيسير الكريم الرحمن – باختصار – 4 / 403 ) 0

    قال ابن القيم – رحمه الله - : ( وقداشتملت الفاتحة على الشفاءين : شفاء القلوب ، وشفاء الأبدان 0
    أما تضمنها لشفاءالأبدان : فنذكر منه ما جاءت فيه السنة،ثم ساق - رحمه الله – حديث أبي سعيد الخدريرضي الله عنه – الى أن قال : فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءةالفاتحة عليه ، فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء 0
    هذامع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيفإذا كان المحل قابلا ) ( تهذيب مدارج السالكين – باختصار – 53 ، 55 ) 0

    وقال - رحمه الله - : ( ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيبوالدواء ، فكنت أتعالج بها ، آخذ شربة من ماء زمزم ، وأقرؤها عليها مرارا ( يعنيفاتحة الكتاب ) ، ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثيرمن الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الانتفاع ) ( الطب النبوي – ص 178 ) 0

    * قالالنووي : ( وفي هذا الحديث استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار، وإنما رقى بالمعوذاتلأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلا ، ففيها الاستعاذة من شر ماخلق ، فيدخل فيه كل شيء ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن السواحر ، ومن شرالحاسدين ، ومن شر الوسواس الخناس ، والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي –
    قال المناوي : ( قال ابن حجر : وهذا لا يدل علىالمنع من التعوذ بغير هاتين السورتين بل يدل على الأولوية سيما مع ثبوت التعوذبغيرهما ، وإنما اكتفى بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الكلم والاستعاذة من كلمكروه جملة وتفصيلا ) ( فيض القدير - 5 / 202 ) 0

    قال النسفي : ( قال ابنعباس : إذا اعتللت أو اشتكيت فعليكم بالأساس – أي فاتحة الكتاب - )

    * قال الشوكاني : ( واختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء علىقولين :-
    الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عنالأمور الدالة على الله 0
    والقول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقيوالتعوذ ونحو ذلك 0 ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين من باب عموم المجاز ، أومن باب حمل المشترك على معنييه ) ( فتح القدير – 3 / 253 ) 0

    وقال أيضاً : ( أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن وائلة بن الأسقع : أن رجلاً شكا إلى النبي صلىالله عليه وسلم وجع حلقه 0 فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليك بقراءةالقرآن والعسل فالقرآن شفاء لما في الصدور والعسل شفاء من كل داء " " قلت : ولم أقفعلى مدى صحة الحديث آنف الذكر إلا أن معناه صحيح كما يتضح من خلال نصوص الآياتالقرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك " 000 ) ( فتح القدير – 2 / 454، أنظر سنن البيهقي الكبرى – 9 / 345 ) 0

    * قال السيوطي : ( وأخرج البيهقيعن طلحة بن مصرف قال : كان يقال : أن المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة 0فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت : إني أراك اليوم صالحا0 قال : إنه قرئ عندي القرآن ) ( الدر المنثور – 3 / 553 ) 0

    * روى الخطيب أبو بكر البغدادي – رحمه اللهبإسناده قال : ( أن الرماوي الحافظ الحجة أبي بكر بن منصور كان إذا اشتكى شيئاًقال : هاتوا أصحاب الحديث ، فإذا حضروا ، قال " اقرءوا علي الحديث " قال الإمامالنووي : فهذا في الحديث فالقرآن أولى ) ( تذكرة الحافظ - 2 / 546 ، وقد ذكرهالنووي في " التبيان في آداب حملة القرآن " ) 0

    * قال الدكتور محمد محمودعبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( والإيدز ، لا يرتقي إلا أن يكون داء ضمن عامةالأمراض التي تشفيها ( فاتحة الكتاب ) بإذن الله تعالى كدواء معنوي يقرأ على المريضأو يقرأه المريض على نفسه أو يقرأ على ماء يشرب منه ويغتسل ) ( بديع القرآن -

    * قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( وقد ذهب عدد من العلماء إلى أن القرآنيتضمن شفاء الأبدان كما تضمن شفاء الروح 0 ومن هؤلاء العلماء الإمام الرازي فيالتفسير الكبير 21 / 35 والإمام أبو حيان في البحر المحيط 6 / 74 والقرطبي فيالجامع لأحكام القرآن 9 / 316 وغيرهم ، وذكروا في تأييد رأيهم بأن القرآن شفاء منالأمراض الجسمانية فلأن الترك بقراءته يدفع كثيراً من الأمراض ، ولما اعترف الجمهورمن الفلاسفة وأصحاب الطلسمات بأن لقراءة الرقي المجهولة والعزايم التي لا يفهم منهاشيء آثاراً عظيمة في تحصيل المنافع ودفع المفاسد، فلأن تكون قراءة هذا القرآنالعظيم المشتمل على ذكر جلال الله وكبريائه وتعظيم الملائكة المقربين وتحقير المردةوالشياطين سبباً لحصول النفع في الدين والدنيا كان أولى ويتأكد ما ذكرنا بالأحاديثالصحيحة ) ( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 41 ) 0

    * قالالأستاذ سعيد اللحام : ( القرآن الكريم هو هدى وشفاء للذين آمنوا ، وهو شفاء لكل ماتسببه أدواء وأوصاب العقل والنفس والصدر من أمراض ، وهو شفاء أيضاً لبعض ما قدَّرهالله على العباد من أمراض ) ( التداوي بالقرآن الكريم – ياختصار – ص 22 ، 23 ) 0

    وبالجملة فالقرآن كله خير وشفاء كما أفاد بذلك أهل العلم الأجلاء ، وهوشفاء لأمراض القلوب من حقد وحسد ونميمة ونحوه ، وكذلك شفاء لأمراض الأبدان ، والرقىوالتعاويذ من أعظم ما يزيل أثر الأمراض بشكل عام سواء العضوية أو النفسية أوالروحية من صرع وسحر وعين وحسد بعد وقوعها بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أوالسور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، كما ثبت وقعها وتأثيرها في إزالة أثرتلك الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، وكل ذلك يحتاج من المريض للإرادةوالعزيمة واليقين التام بكل آية بل بكل حرف من كتاب الله عز وجل ، وبكل ما نطق بهرسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة المأثورة 0
    عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا علىحي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا لهبكل شئ لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أنيكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا لهبكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ،ولكن استضفناكم، فلم تضيفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيعمن الغنم ، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلمفذكروا له ذلك ، فقال وما يدريك أنها رقية ؟ ) ، ثم قال قد أصبتم ، اقسموا واضربوالي معكم سهما ) ( متفق عليه ) 0

    ومن تتبع النص السابق يتبين بأن القرآنالكريم شفاء لأمراض الأبدان ، وقد يبلغ به حصول شفاء الأمراض البدنية ما لا يبلغهالدواء 0

    وفي ذلك يقول ابن القيم - رحمه الله - : ( فقد تضمن هذا الحديثحصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه 0 فأغنته عن الدواء 0 وربما بلغت منشفائه ما لم يبلغه الدواء ) ( مدارج السالكين - 1 / 67 ) 0

    قال ابن كثيررحمه الله - : ( وقد ورد أن أمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه – كان يرقى ويحصنبالفاتحة 00 وقد سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم " بالرَّاقية والشَّافية" ) ( تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة الفاتحة ) 0

    : ( لقد استوقفتني هذه القصة من وجوه عدة 000 فإن فاتحة الكتاب سورةعظيمة القدر بما حوت من تمجيد لله ودعاء ، فكان ظني أنها تنفع قارئها وحده ، أما أنتنفع المقروء له ، فذاك ما أثبتته القصة هنا ) ( الشافيات العشر – ص 27 ) 0


    عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالشفاءين العسل والقرآن ) ( أنظر كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقياتللإمام أبي عبدالله ضياء الدين المقدسي – تحقيق الشيخ أبو اسحاق الحويني الأثري ،قال – حفظه الله – في هذا الحديث : " صحيح موقوفا " ، وقد ضعفه الألباني – ضعيفالجامع 3765 ) 0

    قال ابن طولون : ( وقوله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن " وجمع في هذا القرآن بين الطب البشري والطب الإلهي، وبين الفاعل الطبيعي والفاعل الروحاني ، وبين طب الأجساد وطب الأنفس ، وبالسببالأرضي والسبب السماوي 0 وقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالشفاءين " فيه سر لطيفأي لا يكتفى بالقرآن وحده ويبطل السعي ؛ بل يعمل بما أمر ويسعى في الرزق كما قدر ،ويسأله المعونة والتوفيق ) ( المنهل الروي في الطب النبوي - بتصرف .
    عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهاوامرأة تعالجها أو ترقيها ، فقال : ( عالجيها بكتاب الله ) ( أخرجه ابن حبان فيصحيحه - برقم ( 1419 ) ، أنظر السلسلة الصحيحة 1931 ) 0

    عن جابر – رضيالله عنه – أنه دعي لامرأة بالمدينة لدغتها حية ليرقيها فأبى فأخبر بذلك رسول اللهصلى الله عليه وسلم فدعاه ، فقال عمر : إنك تزجر عن الرقى !! فقال : اقرأها علي ،فقرأها عليه 0 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، إنما هي مواثيق فارقبها ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وابن ماجة في سننه ، والسيوطي في " الكبير " ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح ابن ماجة 2833 – السلسلة الصحيحة 472 ) 0

    قال صاحب الفتح الرباني : ( وإنما قال صلى الله عليه وسلم " اقرأها علي " خشية أن يكون فيها شيء من شرك الجاهلية ، فلما لم يجد شيئا من ذلك قال :" لا بأسوأذن له بها " ) ( الفتح الرباني – 17 / 178 ) 0

    8)- عن عائشة بنت سعد أنأباها قال : ( تشكيت بمكة شكوى شديدة فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني 0 قلت : يا نبي الله إني أترك مالا وإني لم أترك إلا بنتا واحدة فأوصي بثلث مالي وأتركالثلث ؟ فقال : لا0 قلت: فأوصي بالنصف وأترك النصف ؟ قال : لا 0 قلت : فأوصي بالثلثوأترك الثلثين ؟ قال : الثلث والثلث كثير 0 ثم وضع يده على جبهته ثم مسح يده علىوجهي وبطني ثم قال : " اللهم اشف سعد وأتمم له هجرته " ) ( أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 13 ) - برقم ( 5659 ) – أنظر صحيح أبو داود 2661 ) 0


    قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميعالأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفقللاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبولتام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف تقاوم الأدواءكلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما منمرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحميةمنه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّاأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةًوَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة العنكبوت - الآية 51 ) فمن لم يشفه القرآنفلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) ( الطب النبوي - 352 ) 0

    * وقال في موضع آخر : ( وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفسوالطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحتبقربها من بارئها ، وأنسها به ، وحبها له ، وتنعمها بذكره ، وانصراف قواها كلهاإليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبرالأدوية ، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس، وأغلظهم حجابا ، وأكثفهم نفسا ، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية ) ( الطبالنبوي – ص 12 ) 0

    * وقال أيضا : ( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كرم كفضل الله علىخلقه ، الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ،الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْالْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) و " من " هنا بيان الجنس ، لا للتبعيض 0 هذا أصح القولين ) ( زاد المعاد .
    * وقال : ( واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة، ولإزالة المرض ) ( زاد المعاد - 4 / 182 ) 0

  11. #11

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    تَأَمَّلْ أَيُّهَا المُوَفَّقُ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلاَ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ :
    (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى )
    (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ )
    ثُمَّ تَدَبَّرْ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَلاَ :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ )
    ثُمَّ انْظُرْ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَ عَلاَ :( وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) فَسَتُدْرِكُ ـ أَيُّهَا المُوَفَّقُ ـ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ وَ لاَ تَعَسُّفٍ مَا أَدْرَكهُ سَلَفُ الأُمَّةِ وَ فَهِمُوهُ عَنْ رَبِّهِم وعَقَلوهُ .
    فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَريُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قوله( وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) إِذَا سمَعهُ المؤمِنُ انتَفعَ بهِ وحَفظَهُ ووَعَاهُ( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ ) بِه( إِلا خَسَارًا) أنَّه لاَ يَنتفعُ بهِ ولاَ يحْفظُه ولا يَعِيْه، وَإنَّ اللهَ جعَلَ هَذا القرآنَ شِفاءً ورَحمةً للمؤْمنينَ.
    وَ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : ( فِي الْقُرْآنِ شِفَاءَانِ: الْقُرْآنُ وَالْعَسَلُ، فَالْقُرْآنُ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَالْعَسَلُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ )
    وَ الصَّحِيحُ أَنَّ (مِنْ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ .. ) هِيَ البَيَانِيَّةُ وَ لَيْسَتِ الجِنْسِيَّةُ ،فَكُلُّ آيِي القُرِآنِ الأصْلُ فِيهَا أَنَّهَا شِفَاءٌ مِنَ الجَهَالاَتِ وَ الضَّلاَلاَتِ وَ الأَهْواءِ وَ ذَمِيمِ الأَخْلاَقِ وَ المُعْتَقَدَاتِ ، وَ لَيْسَ ذَلِكَ يَقْتَضِي إِنْكَارَ الإِسْتِشْفَاءِ بِبَعْضِ آيِهِ مِنْ بَعْضِ العِلَلِ و الأَدْواءِ كَمَا ثَبَتَ فِي فَاتِحَةِ الكتَابِ وَ المُعَوِّذَتَيْ نِ .وَ الرُّقْيَةُ بِجَمِيعِ القُرْآنِ أَمْرٌ مُحْدَثٌ ،دَخِيلٌ عَلى هَذَا الدِّينِ ،وَ لوِ ابتَغَى القَائِلُونَ بِهِ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ عَلَى أَنْ يأْتُوا بدَلِيلٍ عَلَيهِ مَا وَجَدوهُ .

  12. #12

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    أشكرك أخي أبو العلياء على إضافتك ولكن قولك
    وَ الصَّحِيحُ أَنَّ (مِنْ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ .. ) هِيَ البَيَانِيَّةُ وَ لَيْسَتِ الجِنْسِيَّةُ ،فَكُلُّ آيِي القُرِآنِ الأصْلُ فِيهَا أَنَّهَا شِفَاءٌ مِنَ الجَهَالاَتِ وَ الضَّلاَلاَتِ وَ الأَهْواءِ وَ ذَمِيمِ الأَخْلاَقِ وَ المُعْتَقَدَاتِ ، وَ لَيْسَ ذَلِكَ يَقْتَضِي إِنْكَارَ الإِسْتِشْفَاءِ بِبَعْضِ آيِهِ مِنْ بَعْضِ العِلَلِ و الأَدْواءِ كَمَا ثَبَتَ فِي فَاتِحَةِ الكتَابِ وَ المُعَوِّذَتَيْ نِ .وَ الرُّقْيَةُ بِجَمِيعِ القُرْآنِ أَمْرٌ مُحْدَثٌ ،دَخِيلٌ عَلى هَذَا الدِّينِ ،وَ لوِ ابتَغَى القَائِلُونَ بِهِ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ عَلَى أَنْ يأْتُوا بدَلِيلٍ عَلَيهِ مَا وَجَدوهُ .
    قال ابن القيم ( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كرم كفضل الله علىخلقه ، الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ،الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْالْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الإسراء – الآية 82 ) و " من " هنا بيان الجنس ، لا للتبعيض 0 هذا أصح القولين ) ( زاد المعاد .
    فلندع للخلاف موضعاً ونحن بين الأجر والأجران.

  13. #13

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز عبدالرحمن مشاهدة المشاركة
    أشكرك أخي أبو العلياء على إضافتك ولكن قولك
    " من " هنا بيان الجنس ، لا للتبعيض 0 هذا أصح القولين ) ( زاد المعاد .
    فلندع للخلاف موضعاً ونحن بين الأجر والأجران( والاجرين).
    يَا عَبْدَ العَزِيزِ . قَولِي
    وَ الصَّحِيحُ أَنَّ (مِنْ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ .. ) هِيَ البَيَانِيَّةُ
    لاَ يَتَعَارضُ مَعَ مَا نَقَلْتَه عَنِ ابنِ القَيِّمِ ، فَالأَمْرُ دَائِرٌ بَيْنَ الصَّحِيحٍ وَ الأَصَحِّ .

    وَ القَولُ بِأَنَّ (من) هِي هُنَا للتَّبعِيضِ قَولٌ لاَ يَتَوافَقُ مَعَ آيِ التَّنْزيلِ ولاَ صَحِيحِ التَّأْويلِ ، وَ ذَلكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلاَ قَالَ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) فَالقُرْآنُ كُلُّهُ شِفَاءٌ وَ لَيْسَ بَعْضُهُ فَقَطْ ،وَ إنَّمَا حَمَلَهم علَى هَذا القَوْلِ قَصْرُهم الشِّفَاءَ عَلى الشِّفَاءِ مِن أَدْواءِ البدنِ ،و الأَمْرُ لَيْسَ كَذلكَ . قالَ ابنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ : [قَولُه:(وشفاءٌ لما في الصُّدورِ)، يَقولُ: ودَواءٌ لما في الصُّدور من الجَهلِ، يشْفي بهِ اللهُ جَهلَ الجُهالِ، فيُبرئُ به داءَهم ، ويَهدي به مِنْ خَلقِه مَن أَرادَ هِدايتَه بهِ ...]

  14. #14

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    شكراً أخي أبو العلياء فمنكم نستفيد وأشكرك على التصحيح في النحو وما ذكرته فيه فائدة طيبة نفع الله بكم الإسلام وأهله.

  15. #15

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    شَكَرَ اللَّهُ لكَ حُسْنَ أَدَبِكَ

  16. #16

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    لدي سؤال استفهام - أرجو أن لا يكون خارجا عن الموضوع - كيف نجيب من يقول : لماذا الذهاب إلى المستشفيات إذا كان القرآن شفاء لكل الأمراض العضوية ؟! فإن قيل : الذهاب إليها من باب الأخذ بالأسباب , لكن الاستشفاء بالقرآن إليس من الأخذ بالأسباب ؟!
    هذا جواب لسؤال تقريباً مماثل نقلته بتصرف واختصار مني وهو بحث بعنوان
    شبهات الملحدين و المستشرقين على الإسلام و الرد عليها وهي على هذا الرابط
    http://www.albshara.com/showthread.php?t=39667&page=6
    السؤال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((فى الحبَّة السوداء شفاء من كل داء إلا السّام)) [متفق عليه] إذن نغلق المستشفيات والصيدليات, ونجعلها مراكز لبيع الحبة السوداء.

    الجواب:
    لقد أثبت العلم أن للحَبَّة السوداء (حَبَّة البركة) فوائد جَمَّة, وأعظمها تقوية جهاز المناعة, الذى يساعد فى مقاومة جميع الأمراض. وما خطورة مرض الإيدز إلا أنه يصيب ذلك الجهاز المناعى, فيصبح الإنسان عُرْضة للإصابة بأضعف الميكروبات, ولا يستجيب لأقوى المضادات.
    وقد جاء فى كتاب (دفع الشُّبَه عن السنة والرسول) لفضيلة الأستاذ الدكتور (عبد المهدى عبد القادر) أن البحوث العلمية أثبتت أن الحبة السوداء بها من العناصر ما يلى:
    الفوسفات والحديد والفوسفور, والكربوهيدرات, والزيوت الطيّارة. كما أنها تحتوى على مضادات حيوية, تقضى على الميكروبات والفيروسات والجراثيم. وبها الكاروتين, وهو مادة مضادة لمسببات السرطان. وبها هرمونات تقوى التناسل فى الرجال والنساء. وبها عناصر تفتح السدد, فتدر البول والحيض, وتدر لبن الأم والصفراء. وبها إنزيمات هضمية, ومضادة للحموضة. وبها مواد منبِّهة ومهدِّئة فى الوقت نفسه. وقد أثبتت البحوث أنها تحتوى على مادة (النيجيللون) وأمكن فصلها, واستُخدِمَت كعلاج سريع للربو الشُّعَبى, ونزلات البرد المزمنة, وعلاج السُّعال الديكى عند الصغار خاصة, والكبار عامة. كما أنها تحتوى على مادة (الثيموهيدروكني ن) وأمكن فصلها, واستعمالها ضد بكتيريا التعفن المعوى.
    وقد تداوت الأمة بهذا الدواء المبارك مئات السنين, قبل اكتشاف هذه العناصر المهمة فيها, واستخلاص الأدوية الفعّالة منها. والحبة السوداء ليس لها أضرار جانبية كبقية الأدوية, التى لا يكاد دواء يخلو منها, كما أن الجسم حين يأخذ كفايته منها, يُخرِج الزيادة, بغير أدنى ضرر عليه, بعكس الأدوية المصنَّعة من مواد كيماوية مركبة, والتى لا يستطيع الجسم أن يتخلص مما زاد على كفايته منها, بل وربما أضرَّته أكثر مما نفعته.
    وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن ((فى الحبة السوداء شفاء من كل داء)) لا ينافى الاستعانة ببعض الأدوية معها, فلم يَقُل - صلى الله عليه وسلم - إن فيها (الشفاء) ولكنه قال: (( شفاء )) أى أن بها نوعاً من الشفاء, وليس كل الشفاء, وهذا النوع من الشفاء يتمثل فى كونها تقوى جهاز المناعة كما أسلفنا. ولو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقصد أن بها تمام الشفاء لجميع الأمراض, لَمَا وصف أى دواء غيرها, وهذا ما لم يحدث, ولم يدَّعيه أحد, فقد كان الناس يأتونه ويشتكون إليه من أمراض عديدة, فيصف لهم أدوية كثيرة غير الحبة السوداء, ولكن الحديث عنها خرج مَخْرَج الغالب, أى أنها شفاء لمعظم الداء. وأحياناً تُسْتَعْمَل كلمة (كُلّ) ويراد بها (معظم) كما تقول - مثلاً - عن الذى يدير أعمالك أو مصنعك: فلان هو الكل فى الكل, أو تقول: إنه عليه العِبْء كله, فى حين أنه لا يمكن أن يقوم بجميع الأعمال وحده. أو من يقول عن نفسه بعدما أكَلَ: (لقد أكلتُ الطعام كله) فهل يقصد أنه أكل كل كسرة خبز, وكل حبة أرز... إلخ, أم أنه يقصد معظم الطعام؟ أو كما نقول عمَّن انتقل من مسكنه لمسكن آخر: (لقد رحل وأخذ كل ما فى شقته) ومن البديهى أنه لم يأخذ غير متاعه, فلم يأخذ - مثلاً - الشبابيك والأبواب, وصنابير المياه والأحواض, ومفاتيح الكهرباء والأسلاك... إلخ. وفى القرآن الكريم شاهد على ذلك, فى قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف:25] ومعلوم أن الريح التى أرسلت على عاد لم تدمر كل ما فى السموات والأرض, ولكنها دمرت كل شىء خاص بِعاد والله أعلم.

  17. #17

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أود منكم جوابا صريحا و مختصرا : لو أنّ أحدكم لا قدر الله لدغته عقربا هل يقرأ عليها الفاتحة أم يذهب إلى المستشفى ؟

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    555

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله-بن-فرحات مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم و رحمة الله و بركاتهأود منكم جوابا صريحا و مختصرا : لو أنّ أحدكم لا قدر الله لدغته عقربا هل يقرأ عليها الفاتحة أم يذهب إلى المستشفى ؟
    لو اختار الرقية فسيموت قبل إتمامها..يا رجل إلى المستشفى بلا خلاف..

  19. #19

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله-بن-فرحات مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أود منكم جوابا صريحا و مختصرا : لو أنّ أحدكم لا قدر الله لدغته عقربا هل يقرأ عليها الفاتحة أم يذهب إلى المستشفى ؟
    عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ،ولكن استضفناكم، فلم تضيفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك ، فقال وما يدريك أنها رقية ؟ ) ، ثم قال قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما ) ( متفق عليه ) .
    أخي عبدالله قد تقدم أن العلاج الأمثل هو الجمع بين الرقية والعلاج المادي الطبيعي وهذا عند الاستطاعة ولكن لو قُدر عدم القدرة على الذهاب إلى المشفى فنقول له ارق نفسك .
    ويدلك على ما قررناه قوله في الحديث السالف
    وسعينا له
    بكل شيء لا ينفعه فهم هنا سعوا له بكل شىء مادي فلم يعاجوه بالرقية فقط , وهذه المسألة تقارب مسألة الكرامة للمؤمن , فأنت يا أخي تجد أكثر من أكرمه الله بكرامة وخرق السنن الكونية لأجله هو حينما يكون قد استنفذ جميع الأسباب الطبيعية وبذل وسعه في ذلك , ولا تجد كرامة واحدة جاءت لأحد من عباد الله والأسباب الطبيعية متاحة أمامه وسر المسألة والله أعلم حتى لا يكون المسلم كأنه يمتحن ويختبر قدرة ربه على أنه على كل شىء قدير .
    أتمنى أن تكون الفكرة اتضحت لك .


  20. #20

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز عبدالرحمن مشاهدة المشاركة

    أخي عبدالله قد تقدم أن العلاج الأمثل هو الجمع بين الرقية والعلاج المادي الطبيعي .
    ويدلك على ما قررناه قوله في الحديث السالف
    وسعينا له
    بكل شيء لا ينفعه فهم هنا سعوا له بكل شىء مادي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا


    ما قاله الأخ الحفيشي عن اللديغ في عصرنا هو الصواب : " لو اختار الرقية فسيموت قبل إتمامها..يا رجل إلى المستشفى بلا خلاف.."
    إستعمال الأسباب الحسية و المادية لعلاج الأمراض العضوية يستوي فيها الكافر و المؤمن و هي خاضعة للبحث و الإستكشاف و الحكم كما قال صلى الله عليه و سلم " ... علمه من علمه و جهله من جهله . "
    أما ما وصلَنا من رقى الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته رضي الله عنهم للأمراض العضوية بالقرآن فهو بمثابة الدعاء المستجاب . و الدعاء المستجاب يقول الله عنه : " إنّما يتقبل الله من المتقين " .
    الصحابي الذي قرأ الفاتحة ـ على سيد القوم الذي لدغته عقرب ـ الله أعلم إن كان طبيبا او راقيا و لكنه كان متيقنا أنه إذا وكل الأمر إلى الله فيُستجاب له و لذلك اشترط عليهم أن يجعلوا له جعلة . دعا الصحابي الله قائلا : " إياك نعبد و إياك نستعين " كما قال صلى الله عليه و سلم : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا "
    أما قولك : " وسعينا له بكل شيء " فأقول كان علمهم بالطب محدود جدا و أنت تعلم أنّ اليوم أبسط ممرض و ليس حتى طبيب يستطيع أن يعطيك تلقيحا ضد السم فتشفى .

    قولك صحيح أن نجمع بين العلاج بالقرآن أي الدعاء (( من أراد أن يُحَدِّث ربه فليدعه و من أراد أن يُحدِّثه ربه فليقرأ القرآن )) و العلاج المادي و لكن علينا أن نبيّن أنّنا لسنا على يقين أنّ القرآن سينفع أي أنّ عندنا شك في الإستجابة لدعائنا و لذلك أضفنا العلاج المادي بمعنى آخر إن لم ينفع القرآن فسينفع العلاج المادي . و هذا راجع لضعف توكلنا على الله . وحالنا ليس كحال الصحابة . قيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه كان يقرأ الفاتحة على المريض فيشفى بإذن الله سواء كان المرض عضوي أو غير عضوي . كما قيل : " الفاتحة هي الفاتحة و لكن أين قلب عمر "
    المسلمون يفضلول علاج الأمراض العضوية في الدول الأروبية و الأمريكية بدلا من العلاج بالدعاء في بلدانهم لأنّ القضية أصبحت بعد نذرة أصحاب الدعاء المستجاب قضية علم و جهل : " علمه من علمه و جهله من جهله "

    أما علاج المس و السحر ... فهذا مفهوم آخر لا علاقة له بالماديات .

    و الله أعلى و أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •