بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . .أما بعد : -
فإني أحمد الله الذي شرفني بالانضمام لهذا الصرح العلمي و أسأله سبحانه أن ينفع به عموم المسلمين إنه جواد كريم .
فمن مدة طويلة و هذا السؤال يحيرني و لم أجد له جواباً شافياً , و أسأله أن يمن عليَّ بحسن الصياغة و تمام الأدب .
أقول : قد عرف القاصي و الداني و الموافق و المخالف ما لأهل السنة من فضل و خصيصة قد امتازوا بها عن كل الملل و النحل و أُعجِـب العالم أجمع بتلك الجهود الجبارة لسلفنا الصالح عليهم رضوان الله في خدمة السنة و صيانة جناب الشريعة من وضع الوضاعين و كذب الكذابين بل و من وهم الثقات الأثبات !
و قد حصل لنقاد هذا العلم و صيارفته من الفتوحات شيء عظيم تحار له العقول و تعجز عنه الأجيال المتعاقبة , فلله درهم !
و الذي أعجبُ منه , أنهم لم يتعرضوا لبحث ( ضبط الصحابة رضوان الله عليهم ) فعند دراسة أي سند لا يُـتطرَّق فيه إلى الصحابي بل إن البحث يسري فيمن دونه مع أنه من شروط توثيق الراوي أن يتوافر فيه أمران لا غنى لأحدهما عن الآخر : العدالة و الضبط , و العدالة متحققة فيهم كلهم بتعديل رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم و بقي الضبط !
و عامة من أسألهم من المشائخ الفضلاء يرجعون الأمر إلى عاملين :
1- إما إلى عدالتهم و أنهم عدول , و تحفظي على هذا الأمر : أن الجهة منفكة , فكون الرجل عدلاً صالحاً في نفسه لا يستلزم كونه ضابطاً حافظاً (!) فهل تعديلهم يسري إلى تزكية حفظهم أيضاً ؟
2- أن يرجعوا الأمر إلى أن جيلهم جيل حفظ و ضبط , و تحفظي على ذلك : أن هذا يخالف ما عليه أصحاب الصنعة من سبر مرويات الراوي و عرضها على روايات الأثبات و إخراج حكم نهائي مبني على يقين , و قد ضبط العلماء أوهام على كبار الرواة كمالك و معمر و غيرهم , أضف لهذا أن ملكات الحفظ تتفاوت بين بني البشر !
أسأل سؤال المستبين لا سؤال الشاك المرتاب - عياذاً بالله - و الله من وراء القصد .