الموضوع: إنَّا لله..ماتت الهمم

الحمد لله جليل الثناء..جميل البلاء..جزيل العطاء..قدَّر فهدى..وأمات وأحيا..
له من الحمد جميلُه..ومن الشكر وفيرُه..ومن الثناء مزيدُه.
وصلاةً وسلامًا أُوتيهما عبدهُ وحبيبُه..العطـر طيبُه..المسدَّد قيلُه..r.
وبعـــد :
فقد حكى بعض السالفين عن نفسه ؛ فقال :
كنت يومًا أسير فى صحْراء جرداء..وبينما أنا فى طريقى أسير..وإذا بى أرى أمامى عجبًا..رأيت حيةً قد خرجت من جحرها..تتحسس الأرض رويدًا رويدًا..وكأنها تتفقد ضائعًا..أو تطلب غائبًا..فاقتربت منها فإذا بها عمياء لاترى..فأدركت أنها إنما تبحث عن طعامها..فقلت فى نفسى : سبحان الله !! مَن يرزق هـذه ؟ وظللت أتعجب لذلك..
فما هى إلا لحظات .. وهَالَنى ما رأيت !! رأيت صقرًا يحلق فى السماء..وإذا به يهبط من علياءه..ويقترب ويدنو..ولازال يقترب ويدنو..حتى كان فوق رأس الحيَّة..فلما دنى منها أكثر..رفعت رأسها إلى أعلى ..وإذا بها تفتح فاهَا..فألقمها الصقرُ فى فمها طعامًا..ثم راح وتركها ..
فقلت فى نفسى : سبحان الله !! ليتنى مثل هذه الحيَّة فى توكلها على الله !!
فلما رجعت إلى شيخى..أخبرته بما كان من أمرى..وذكرت له قولى : " ليتنى مثل هذه الحيَّة فى توكلها على الله !!".
فقال لى شيخى : والله ماوفَّيتَ وما أحسَنت..ولمَ تمنيتَ أن تكون الأدنى ؟!
ألا سألتَ اللهَ أن تكون الأعلى !! وقد قال r : ( اليد العليا خير من السفلى )..
** أظنكم إخوانى قد بلَغتْكُم رسالتى..ووعَيتم مَأْرَبى..وتفهَّ متم مقصدى ..
إننا بحاجة ماسَّة..إلى أن نعلُوا بهمَمنا..ونسمُوا بأرواحنا..ونرتقى بأهدافنا..حتى نناطحَ لا الثرى ولكنْ السُّريَّا..
إننا نأملُ معاشرَ الصالحين..فى عُلوّ الهمَم وسمُوّها..وتخلُّ صها من ربق الدناءة ورقّها..
ورحم اللهُ القائل : ( مَن كانت همَّتُهُ مايأكلُهُ..فقيمت ُهُ مايُخرجُهُ ).
واللهُ يحبُ معَالى الأمُور ويَكرهُ سفسافَها..والهمم ُ العاليَة لاتعرفُ التَّوْرية..ولاي ُصيبُها يومًا سهمُ العدُوّ..لأنها لاتلتفتُ عن مَقصدهَا وهدَفها..وتعلمُ تمامًا أن الالتفاتَ عنوانُ الفَوات..وأن الظبىَ أسرعُ من الثعلب..إلا أن الثعلب دومًا يدركُها فيأكلها..لأنها كثيرةُ الالتفات..فاللهَ اللهَ..فى البذل والتضحية..وعدم الالتفات إلى مُخذل أو مُرجف..وصاحبُ الهمة العالية يعلمُ تمامًا أنه لايُرمَى بالحجارة إلا الثمرُ العَالى..وكلما طُعنْتَ من الخلف فاعلمْ أنك تسيرُ فى المقدمَة..فبشراك ثم بشراك .. يامَن اللهُ مَقصدُكَ ومُبتغَاك..
ولله درُّ ابن الجوزىّ إذ يقول : ( وما ابتُلى امرأٌ قط بأشقَّ عليه من همَّة عاليَة ) ومتى كانت النفوسُ كبارًا..تعبَت فى مُرادها الأجسادُ ..
وقد علَّمنَا ربُّنا ( وفى ذلك فليتنافس المتنافسون) [المطفِّفين:26
بل والهمةُ العاليةُ..عالية.. حتى ولو كانت فى حيوان-أعزكُم اللهُ-
فالأسدُ لايأكل طعامَ الأمس..والصقرُ لايقعُ على الجيَف..والعنكبو تُ من ساعة أنْ تُولَد تَنسجُ لنفسهَا بيتًا حتى لاتقبلَ منَّة الأمّ..والحيَّة لاتسْكُن إلا جُحرَ غيرها إذ من طبعها الظُلم..والسُّلَ حفاةُ كلما طُردَت تعُود ؛ ولايُثنيها الطَّردُ عن المحاولة والمعاوَدة..
بل والهمة العالية..عالية..و لو كانت فى كافر-أعز الله المسلمين-
فأديسون..مخترع المصباح الكهربى..كان يجلس فى مخترعه ثمانى عشرة ساعة..ولا يرتاح إلا فتاتا.
وجولدامائير اليهودية-تلك المرأة التى سطرت تاريخا لإسرائيل-لم تعرف لها علاقة عاطفية قط..حتى ماتت ولم تتزوج-مع أنها فى مجتمع إباحى-فوجدوا فى مذكراتها..أن أحدا سألها..لم لا تتزوجى ؟
فكانت تقول : لو أننى عشت أى علاقة عاطفية أو تزوجت..فسيعرف زوجى سر إسرائيل وأسرار الموساد..
فيا جيل السلف..وياخيرة الخلف..أين الهمم العوالى..والأهدا ف النوادى..؟
شباب الإسلام..وأهل دار السلام..ماضيكم أنقى من الزهر..وأصفى من الذهب..
ولكم فى سلفنا أسوة..الذين سطروا بهممهم العالية قصصا أشبه بالأساطير..
**فالبخارى الإمام ..لايكتحل بنوم ؛ ولا يعرف جانباه راحة الفراش..
كان يقوم من الليل أكثر من عشرين مرة..كلما تذكر فائدة..قام فأوقد السراج..وكتب ماعن له..ثم يطفأ مصباحه وينام..ثم يعود فيقوم..وهكذا..
**ومسلم..الذى سلم له الكبير والصغير..لذكائه وعلمه..أوااااه أوااااه
حينما يموت بسبب حصر ذهنه فى حديث لم يعرفه.
**والنووى الذى فاق الوصف..وعجز عن فضله الوصف..يموت ولم يتزوج..
فلما سألوه قبل..لماذا لم تتزوج ؟ فقال كلمة قليل عليها أن تكتب بماء الذهب..
قال : ليتنى تذكرت لفعلت.
فيا شباب الإسلام..وياحراس العقيدة..وياحماة الدين..
ألا من مشمر لما شمر عن ساعد الجد فيه القوم ؟
ألا من كبير يجتهد ويرفع عن أمته الملامة واللوم ؟
ظنى فيكم علم الله أنكم أهل لكل خير..فهيا إذًا إلى اجتهاد فى كتاب وسنة..وعلم صحيح تصيرون به أئمة..وركيعات فى الليل تنير فى القبر ظلمة..وأذكار على اللسان تعين على علو همة..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..آناء الليل وأطراف النهار..على الوجه الذى يرضيك عنا..وحمدا لله على ماكان وكفى..وسلاما على عبده المصطفى.

وكتبه حريصا على إخوانه ..
الفقير لعفو ربه وامتنانه :

أخوكم : أبو عمر محسن

جزاك الله كل خير وبارك فيك شكرا

لقد وفق الشيخ العفاني حينما ألف كتابا ماتعا أسماه (صلاح الأمة في علو الهمة) إذ لا تجد ميدانا من ميادين البر والخير اقتحمه أولئك العظماء إلا بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل مارزقوا من همم تناطح السحاب فلله درهم !
بصراحة كتاب رائع أنصح بقراءته فهو بإذن الله معين على شحذ الهمم وبعث العزائم

بوركت أخي ووفقت

الأخ أبوعمر محسن أحسنَ الله إليك, شكرَ اللهُ لكَ جهدكَ لاشكَ أنّ الهممَ ضعيفةٌ نسأل الله القوة والعزيمة على فعل الخيرات, أخي الكريم وأنا أقرأُ مشاركتكَ قلت لو لم يكن لنا مثلُ أمنا عائشةَ من سينقل لنا هديَ النبي في بيته, ولو لم يكن لنا مثلُ أمِّ سلمة كيف أشارت على النبي يوم الحديبية بأن يحلق أمامَ الناسِ ويحلوا منْ عمرتهم كيف سينتهي حالهم, أظنُ أن هديَ النبي هو أكملُ الهدي والنبيُ كان أكثرُ الناسِ شغلاً وهماً فإنهُ كان يؤسس لإمةٍ كاملة, ومع هذا ما انشغل عن الزواج والأكل والنوم, فقد قال (فأنا آكلُ وأنامُ وأتزوجُ النساءَ فمن رغب عن سنتي فليس مني), واللهُ أعلم.

الف شكر على الطرح الرائع والقيم
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
وتقبلوا خالص تحياتى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياكم الله جميعا إخوانى..مولاى أحمد ؛ وربا ؛ وأبا عبدالعزيز ؛ وأبا محمد..وجزاكم الله خيرا على ردودكم الطيبة..وكلماتكم المهذبة.
وإلى أخى ربا..أقول: إشارتك لكتاب الشيخ العفانى-حفظه الله -إشارة طيبة..والكتاب حقا عمدة فى بابه..وقد جمع الشيخ مادته من أكثر من 1000 مرجع..فهو فى بابه فريد حقا..إلا أنه فى غير بابه أتى بعجائب..والكمال عزيز.
وأما أخى أبوعبدالعزيز..فل له درك..ليس ثم تعارض أبدا بين ماكان عليه الأئمة المتقدمون من اجتهاد وبذل وعلو همة..وبين ماكان عليه نبينا r من هدى وسمت..وباب الاجتهاد فى الطاعات باب واسع..ويختلف باختلاف الأحوال والأشخاص..ألا ترى أن عثمان-رضى الله عنه-قد صلى بالقرآن كله فى ركعة أوتر بها من الليل ؟!! -والإسنادصحيح إليه-ولم يرد أن نبينا r فعل ذلك..ولا أنكره..وعبدالله بن عمرو-رضى الله عنهما-كان يختم القرآن كل يوم-وحديثه مشهور-ونبينا r لم ينكر عليه لمخالفته الهدى..وإنما لالتزام سائر الحقوق..ومثل هذه الأخبار أكثر من أن تحصر..وأشهر من أن تذكر..وللشيخ العفانى-حفظه الله فى كتابه المشار إليه آنفا..بحث ممتع فى هذه المسألة..راجعه إن شئت..فهذه الاجتهادات ليست خروجا عن هديه r بل هى من عموم الاتباع والامتثال لعمومات الشريعة -كتابا وسنة-الآمرة بالاجتهاد فى الطاعات والقربات..كما فى قوله تعالى(فاستبقوا الخيرات)؛وقوله(و سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة)وقوله(وفى ذلك فليتنافس المتنافسون).وقول ه r بادروا بالأعمال...)إلخ.م� � اتفاقنا طبعا جميعا..على أن هذه العمومات مقيدة بالثابت من هديه r وطريقته وتطبيقه..وطالما أن هذه الاجنهادات لها أصول فى الشرع تدل عليها..ولم تحدّ بحدّ أو عدد..ففيها سعة-والحمدلله-وأعلم طبعا أن أخانا أبا عبدالعزيز..ماحمل ه على قوله ذاك..غفلة عما ذكرته..وإنما فقط أردت أن أفصل مجمل كلامه..حتى يوضع فى قالبه اللائق..وهذه فقط إشارة لطيفة..يكتفى بمثلها عن طولها..والله أعلم.

[quote=أبو عمر محسن;560346]
وإلى أخى ربا..أقول: إشارتك لكتاب الشيخ العفانى-حفظه الله -إشارة طيبة..والكتاب حقا عمدة فى بابه..وقد جمع الشيخ مادته من أكثر من 1000 مرجع..فهو فى بابه فريد حقا..إلا أنه فى غير بابه أتى بعجائب..والكمال عزيز.

ماذا تقصد أخي بآخر ماذكرت في كلامك السابق ؟ هل تقصد مانقله في بعض المواضيع من كتاب منازل السائرين للهروي؟

السلام عليكم أخى ربا..ماعنيته فى كتاب الشيخ-حفظه الله-مسائل لاأستحب ذكرها على وجه التفصيل..لأن هناك من المتصيدين-عافانا الله وإياكم؛وهدانا الله وهداهم_من مثله كمثل الغراب..يحلق فوق الحديقة الزاهرة اليانعة..ولاتقع عينه منها إلا على موطن الدود-أعزكم الله-وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.

=أبو عمر محسن;560373السلام عليكم أخى ربا..ماعنيته فى كتاب الشيخ-حفظه الله-مسائل لاأستحب ذكرها على وجه التفصيل..لأن هناك من المتصيدين-عافانا الله وإياكم؛وهدانا الله وهداهم_من مثله كمثل الغراب..يحلق فوق الحديقة الزاهرة اليانعة..ولاتقع عينه منها إلا على موطن الدود-أعزكم الله-وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.

وعليك سلام الله ورحمته وبركاته
أخي الفاضل : صحيح ماذكرت لكن يجدر بالمسلم أن يبين الخطأ وينبه على مواطن الزلل ويقول الحق إذا علمه لأن الناس كما تعلم متفاوتون في العلم والفهم فلربما قرأ بعضهم جملة أو عبارة من كتاب فطار بها فرحا وأنسا وقرأها غيره فلم يزدد بها إلا أسفا وحزنا لكونها تخالف نصا صريحا أوعقيدة صحيحة ولعلك ياأخي قد تنبهت لأمور تخالف الحق والصواب لم يتنبه إليه غيرك فما الضير في أن تبصر غيرك بالزلل ليحذر وترشده للخير ليعمل به فيسلم؟
تذكر بارك الله فيك أنك بإذن الله مأجور على بيانك وتوضيحك فلا تبخل علينا بما تعلم.

جزاك الله خير الجزاء

لا يخلوا كتاب من نقص إلا كتاب الله سبحانه وتعالى ولكن بعض الاخطاء لا يلتفت إليه إذا كان في الفروع ولا حرج من بيان مواطن الخطاء بارك الله فيك بأسلوب للتوضيح للأخوة وجزآك الله خير الجزاء على ما كتبت ونفع الله بك الإسلام وأهلة

السلام عليكم
قول من قال لا بد من البيان صحيح
وأنا ممن أنتفع بالكتاب وأحبه وإن كان هناك من يآخذني على ذلك
وإن مما لا يعجبني فيه نقله عن بعض من لا يليق أن ينقل عنهم ممن رد عليهم أهل العلم الكبار ، بل هم معدودون من أهل البدع ، واللبيب بالإشارة يفهم
فليحذر القارئ في هذا الكتاب وأنا أهيب بكل من له القدرة العلمية أن يكتب نصيحة لجامع هذا الكتاب وفقني الله وإياه فالذي ظهر أنه من محبي الخير والسلام عليكم

هل لكم بارك الله فيكم أن توضحوا بمثال على ماتقصدون؟ فبالمثال يتضح المقال
وماتعلمونه وفقكم الله قد لا يعلمه غيركم من طلبة العلم المبتدئين , فلا تحرمونا من علمكم وابتغوا في ذلك الأجر أحسن الله إليكم