الحمد لله عالم السر واخفى,والصلاة والسلام على النبي المصطفى
ثم اما بعد
فقد سبق مني قبل اكثر من شهر أن نشرت على صفحتي الشخصية في الفيس بوك وكذا في بعض المنتديات موضوعا بعنوان:لهذه الأسباب على الشيخ يحيى الحجوري وطلابه أن
يرحلوا عن دماج.
ووالله ما أردت من وراء نشره إلا المصلحة لأهل السنة جميعا وأهل دماج خاصة. فقد بينت فيه من الحقائق
ما فيه الكفاية لتجنيب آلاف النساء والأطفال و كثير من الشباب الذين لم يعرفوا حتى اشكال الأسلحة ويلات الحروب خاصة وان عدوهم قد بلغ من الحقد على أهل السنة اشد من حقد اليهود والنصارى.
ولقد كنت اتمنى أن يلقى موضوعي القبول لدى أصحاب الشأن قبل فوات الأوان لكن وبكل اسف ما كان منهم إلا أن تناولوه في شبكة معلوماتهم السلفية بعد أن خانوا الأمانة العلمية في النقل بتغيير العنوان ونسبة ذلك إلي وما هو كذلك وانما من فعل انفسهم كما حرفوا الموضوع كاملا مع العنوان في موضع اخر من منتداهم ثم ساقوا سيلا من التهم والشتائم بأنني حزبي مفتري و خائن خائف وغير ذلك كثير.
وما كتبت هذه الأحرف لأعزي إخواني في مصيبتهم بضياع الأمانة العلمية في النقل - وان كان ذلك مصاب جلل -فلقد حافظ عليها أهل السنة على مدى العصور كما أنني لم اكتب ايضا لأعزيهم في مصابهم بالخوض في النيات فقد ألفوا هذا منذ سنين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن الذي دعاني لان اكتب هو مايحدث في دماج مما جعلني ازداد يقينا بصحة ما ذهبت إليه من أن الرحيل عن دماج هو الحل الأفضل لأهل السنة وان كان هذا هو ما تتمناه الرافضة!
- أليس من العار على مشائخ اهل السنة ودعاتهم وعامتهم أن تترك مئات الأسر تموت جوعا ونعجز عن نصرتهم لا بفك الحصار ولا بإقناع أهل دماج بالرحيل إن كان لازال الرحيل ممكنا؟
أليس من العار أن تمر قرابة الشهرين على هذا الحصار ولازالت قوافل النصرة من أرجاء اليمن لم تصل بعد بحجة إعداد العدة المادية التي غفلنا عنها في مراكزنا لسنين؟
ورغم ان كفار قريش كانوا ارحم بالمسلمين من هؤلاء الفجرة بل حتى لما حوصروا في شعب ابي طالب كانوا يخرجون في الأشهر الحرم وكان حكيم بن حزام يخترق الحضر فيحمل قمحًا إلى عمته خديجة رضي الله عنها ..
ومع ذلك هاجررسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة أقدس بقاع الأرض واحب بلاد الله إليه عليه الصلاة والسلام وهو يرى الشرك الصراح على جدران الكعبة خرج كونه وصحابته في حالة استضعاف ويلاقوا من الاذى الكثير ولولا ذلك ماخرج ومع ذلك فلم يمنعوا عنه الماكل والمشرب مثلما يحدث اليوم لاهل دماج...
لقد خرج عليه الصلاة والسلام ليعود إليها فاتحا معززا مكرما فهو القائل عليه الصلاة والسلام:[ لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه قالوا : وكيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء ما لا يطيق ] . ( السلسلة الصحيحة ) .
أما الرافضة الحوثيون فرغم أنهم منعوا الحجاج من أداء فريضة الحج ومنعوا الطعام وضربوا مضخات الماء ثم انتقلوا إلى مرحلة القتل بمدافع الهاون عن بعد فبلغ عدد القتلى العشرات والمصابين المئات ومع ذلك كله لا يزال فقهاء دماج ومن يدفع بهم من الخارج يرون أن الصمود وتعريض آلاف الأطفال والنساء للموت جوعا او حتى خوفا من هدير المدافع أهون من الرحيل وترك دماج!
فبالله عليكم يا فقهاء دماج ومن شجعكم على تعريض آلاف الأطفال والنساء للموت جوعا بسم الصمود أي مقصد شرعي حققتموه خلال الأيام الماضية وقد فقدتم العشرات من الأبرياء ولازلتم على مواقفكم غير الموفقة؟
بالله عليكم ماذا قدم لكم العالم كله علاوة على إخوانكم أهل السنة خلال الخمسين يوما الماضية وظني بكم انكم لم تتوقعوا الصمت العالمي الرهيب وقد كنت اظن ظنكم ؟فهل انقذوكم بشي؟أم أنكم اخطاتم حساباتكم؟!
نعم لقد دخلت معونة الصليب الاحمر التي لن تكفي لا كثر من اسبوع وما ذاك برحمة من الرافضة ولا باجبارهم على ذلك ولكن للفت انظار العالم بان الحصار قد انتهى!.
لقد كشفت مأساة دماج عن ماسٍ أهل السنة في اليمن وخارجها وان كانت دون تلك التي يعيشها أهل دماج
فبين مكفر للحوثيين موجب جهادهم وآخر متوقف عن التكفير ويرى قتالهم من باب دفع الصائل فقط وثالث لم تحرك هذه المأساة شعرة في جسده...
وأعجب من ذلك أن تكون مأساة الحصار على شدة جرمها دليلا لآخرين على كفر الحوثيين وأما قبل ذلك فهم إخواننا في الدين؟!
وإذا كانت هذه الاختلافات جارية اليوم على الساحة وتمثل جزءا من المأساة التي أصابت أهل السنة فان الخطب يهون إذا ما قورن بحقيقة مأساة أهالي دماج ذلك أن الجميع يتفقون على أن نصرة المظلوم واجبة حسب الاستطاعة ولن يبرر مواقفهم السلبية تجاه مأساة دماج خطأ الشيخ الحجوري ومن ايده في ذلك بالزج بأهل دماج في حرب غير متكافئة ماديا وما ذلك إلا بقصور في التعامل مع فقه النوازل ولن يبرر هذا ايضا الصمت المريب لكثير من مشائخ اهل السنة في اليمن.
فعذرا يا دماج لقد قُدمتِ فداء لبقاء مركز علمي لا ننكر فضله لكن امثاله كثير وفي الأرض متسع له وهو اولا واخيرا مرهون بقرار ولي الامر الجديد الذي قد يغلقه وغيره من المراكز مثلما اغلقت معاهد الاخوان في يوم ما فنكون بذلك لا المراكز ابقينا ولا الارواح حفظنا. ودفعتِ عشرات الشهداء ومئات المصابين ولازالت الأعداد في ازدياد.
عذرا يا دماج لقد قُدمتِ ضحية لا نجس الخلق وما ذلك إلا بسبب الجهل بعواقب الامور.
عذرا يا دماج انكِ تموتين جوعا وأهل السنة يستكملون ما تركوه خلال عشرات السنين من إعداد العدة المادية..فاصبري
على الجوع والعطش حتي يستكمل الإعداد؟!
عذرا يا دماج لو أن يهودصعدة في اماكنهم ولاقوا جزءا بسيطا من هذا الحصار لاستخدم ولي الأمر كل ما يملك لفك الحصار لأزعجنا الإعلام بحقوق الإنسان .
عذرا يا دماج لقد سقطتِ ضحية لفقه سقيم لا يجيد التعامل مع النوازل والفتن فدفع بكِ إلى مواجهة لستِ مؤهلة لها مع عدو لئيم لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.
اخيرا يادماج:
إن الحيوانات تأبى الظلم وتدافع عن نفسها مهما كانت قوة العدو لكنها لا تلجأ إلى ذلك إلا عندما يكون الانسحاب مستحيلا ..ولعله قد فات الأوان ولن ينفع الندم فان كنتِ قد آثرتِ امرا كان يسعكِ ما هو خيرا منه نتيجة لفهم سقيم اوقع بكِ بين براثن عدو لئيم فلن يعذرنا ذلك امام الله سبحانه وتعالى في التهاون عن نصرتكِ فنسال الله لكِ الثبات ولشهدائكِ الجنة وان تكون قذائف العدو بردا وسلاما على اهلكِ وان يفتح لكِ المولى عز وجل من بركات السماء ما يغنيكِ عما عجز اهل الارض من ايصاله اليكِ ووالله ماذلك على الله بعزيز