اعتاد الكثير من الناس صحافيين وغيرهم - حتى بعض الطلبة والوعاظ - أن يقولوا لمن توفي إنه
:
"شيع لمثواه الأخير" .
وهل القبر هو المثوى الأخير ؟
إنه دار جواز لا نهاية مطاف ، والقبر مرحلة وسط بين العمل والجزاء ، قد يكون فيه نوع من الجزاء لكن ليس هذا هو يوم المثوبة والعقوبة .
إنه بداية الطريق للدار الآخرة وومثوى الرجل الأخير إما في الجنة حيث النعيم والرضوان ، وإما في جهنم حيث الشقاء والخسران .
والله تعالى أعلم .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
السؤال: بارك الله فيكم له فقرة أخيرة يقول عبارة حمل إلى مثواه الأخير هل في هذه العبارة شيء يا فضيلة الشيخ؟
الجواب
الشيخ: نعم هذه فيها الشيء الكثير لو كان الناس يفهمون معناها وأرادوها لأن قول القائل إنه حمل إلى مثواه الأخير يفيد أن القبر هو آخر مرحلة وآخر منزلةٍ للإنسان وليس الأمر كذلك بل إن القبر يعتبر ممراً ومزاراً والمثوى الأخير هو إما الجنة وإما النار وهذه العبارة لو أخذنا بظاهرها لكانت تتضمن إنكار البعث وإنكار البعث كفر لأن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره لكن غالب الناس يطلقها وهو لا يدري ما معناها أو يريد ما يفهمه المسلمون كلهم من أن هذه القبور ممرٌ وزيارة وليست مثوىً أخيرا ولذلك نرى أنه لا يجوز للإنسان أن يطلقها حتى وإن كان يريد بها ما يعلمه المؤمنون بالضرورة من الدين وهو أنه لا بد من البعث ولا بد من الخروج من هذه المقابر وأنا قلت إن المقابر مزار لقول الله تبارك وتعالى (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) يذكر أن إعرابيٌ سمع قارئٌ يقرأ بهذه الآية يقول (حتى زرتم المقابر) فقال الأعرابي والله ما الزائر بمقيم والله إن هناك شيئاً وراء هذه المقابر
فتاوي نور على الدرب للشيخ رحمه الله
وقال شيخنا الشيخ الجليل محمد ناصر الدين الألباني :
قلت : و أما قولهم في الإذاعات و غيرها : " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي
على الأقل ، و أنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة ،
فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير ، بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة
، فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير ، كما قال تعالى *( فريق في الجنة
و فريق في السعير )* ، و قال في الأخير : *( فالنار مثوى لهم )* ، و ما ألقى
هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد ، ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة
غريبة ! *( فهل من مدكر )* ؟ . اهـ .
السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 182)
فاحــــــــــــ ـــــــــذروا حفظكم الله
========