كنا نعتقد ان ممارسة عادات التخلف والجهل التي تواكب ذكرى عاشوراء هم من الجهلة والذين يعيش على موائدهم جيش جرار من لمعممين مستغلين بذلك عواطفهم ومن خلال مبالغ هائلة لاجل سكب دموعهم بروايات ملفقة موضوعة عن قتل سيد الشهداء - يصل بعضا منها الى انكار وظيفة العقل البشري في التفكير - والغرض من ذلك كله اذكاء روح الحقد والكراهية بين بني البشر لذين طالما عايش بعضهم البعض على اساس التسامح والمحبة ولكن تبين ان مؤسسات تدير وتدبر من اجل ان تعيش بلاد الرفدين في مستنقع من الطائفية البغيضة ففي هذا العام اختلف الوضع وتغير النهج وتعدد الاسلوب في احياء مقتل الحسين عليه السلام حيث تجاوز ما كان يعمله العوام من مواكب تذكر بمقتل الحسين رضي الله عنه - مع كونه مخالفا لتعاليم الاسلام من كون المحبة تكون بالقتداء والعمل - الى مظاهر وعادات تحط من قدر الانسان الذي كرمه الله ورفع من شانه في العلياء ومن تلك ما يلي :
- اذلال اهل السنة والتكيل بهم واظهار الهيمنة عليهم والمخالفة لهم والشماتة بهم والتي لاتقتصر عن كونها مخالفة لتعاليم الاسلام الحنيف فحسب بل مفاهيم العقل الانساني الذي يفرض احترام الانسان للانسانية .
- تاسيس صناديق في الدوائر الرسمية لجمع تبرعات لدعم تلك الصناديق بعضها يذهب لجيوب المعممين والاخر للطبخ ومن يفعل ذلك من عوامهم فانه يتعرض للتهمة بكونه يكره الحسين عليه السلام .
- ظاهرة اشتراك المؤسسات التعليمية الاكاديمية بما فيها من عمداء واساتذة ومن ورائهم الطلبة والطالبات للاشتراك جميعا في ضرب الصدور واللطم والنياحة على الحسين فاي قيمة للعلم والعلماء واي صور من صور الاقتداء يمكنها ان تنهض بهذا البلد او ذاك الى التقدم والرقي والاسواء من ذلك الى ظهور المراة في الشوارع وهي تحمل السلاسل لتضرب بها راسها وصدرها حتى في ايام الجاهلية الاولى التي محى الاسلام اثرها لم يكن يمتهنون المراة بمثل هذا القهر والامتهان . .
- تعبئة الجماهير واستغفالهم وافهامهم ان قتلة الحسين رضي الله عنه هم من النواصب وهم من يعيشون في بلادنا وتحت انظرانا والتطلع للثار منهم من خلال التلميح من مرجعياتهم وعلمائهم احيانا والتصريح في احيان اخر .
- مظاهر من الجهل والتخلف في تعذيب النفس البشرية وتسليمها لاغواء الشيطان وصل حدا من الاستخفاف بالعقل والفطرة والدين مثل تطيين الجسم والضرب بالسيف على الراس واللطم الى احمرار الجسد والتمرغ بالتراب والزحف مسافات للوصول الى القبر ونحوها مما ينافي وتكريم الله للبشر الذي رفع من قدره وشانه واسجد له ملائكته الكرام العظام.
ان امة بهذا المستوى من الجهل والتخلف لايمكنها بحال من الاحوال ان تقود الاجيال الى الحياة الامنة السعيدة ذلك لان التخلف فيها اصيل متاصل بما تمارسه من عقائد وممارسات يانف منها حتى الهندوس واهل الجاهلية وفاقد الشئ لايعطاه لانه وباختصار امة قائمة على الغاء الاخر وتهميشه من الحياة بما فيه من خبرات وكفائات والانسان اجتماعي بالطبع وهولاء خالفوا العقل والفطر السليمة ولان الامة انما يقودها بمن يشعر بالمواطنة ويتحلى بروح التسامح والمحبة ويدعو بالحكمة والموعظة اما من يربى النشا والجيل على الكراهية والحقد الاعمى بل يشجع على كراهية من مات من قرون وهم خير القرون فزواله دولته مثل زوال مملكة قارون وعاد وثمود بل اسرع من لمح البصر وفي التاريخ دروس وعبر من ذلك
.........
___________________________
# المقال معانيه مقتبس من بحث لاحد الكتاب ......