لُغتي في غربتي


ياطُلّاب العلم، الرّاجين للفهم
وياسُعاةً للمعالي، المُبتغين للفضل
إذاشطّت بأذهانكم المواد، وبعُدت بأفكاركم الدروس،
فلاتنسوا دراسة لُغتكم
وفقهَ ألفاظكم
وإعجاز بلاغتكم
ففي دراسة ألفاظها السِّرّ المصون،وفي معرفة فقهِها الدُّر المَكنون،
هل رأيتم أشملَ منها لُغةً، وأوسعَ منها ألفاظاً،وأكثر بَياناً، وأوجز عبارةً، المُترادفات فيها كثيرة،ومقاصد الكَلِم عندها وفيرةٌ، هي اللُّغة المحفوظة ،والكرامةُ الباقية
جمالُها في سُهولة التحصيل، وبقاؤها ارتبط بحفظ التنزيل، وقُوتُها مُتوارثةٌ مع كل جيل،
اجعل لنفسك مَعها نصيباً، ولسانُك دوماً بها رطيباً،
اللُغات سواها وإن كُمُلت... فهي ناقصة، وقوةُ غيرها وإن انتشرت... فهي ضعيفةٌ
وتحصيل ماعداها حَسنٌ.. مع إجادة الأصل،وعدم الغفلة عن الأساس
لاسيما إذا صدقَ السّاعي والطالب، وأراد نفع الأمة في كل جانب‘
ومع ذلك كُلِّه
فلاتغتّر بلُغةِ القوم وإن كنتَ لها مُجيداً
ولاتُباهي بمعرفتها لتكن عن غيرك بها فريداً
أتَظُن لغة القرآن بالشأنِ الأدنى
وقد نَطقَ بها خيرَ الورى،
ابحث عن مايُقيم اعوجاج اللسان، واخترلذلك أسهل المصنفات،
وكُن مُلازما" له في وقت،لترى الأثر قريبا"
واللهُ خيرُ مُعين للصّادقين
تحريرا" بقلم:أحمد المُغيِّري