الكلام عن الرحمة ينطلق من معرفتنا بخالقنا سبحانه الذي له صفات الكمال والجلال والجمال, جل جلاله سبحانه, ومن هذه الصفات صفة الرحمة التي وصف الله بها نفسه في كثير من آياته ووصفه رسوله الكريم محمد , قال تعالى (الرحمن على العرش استوى), وقال النبي (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء), نعم أردت بهذا أن أبين كم نحتاج الى التراحم بيننا نحن يامن كثيرا ما نشتكي أنا ظلمنا وأخذ حقنا, كم نحتاج أن يعطف بعضنا على بعض ويواسي بعضنا بعضا, ألم يقل الله لنبيه (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر), وأنت يامن أراد أخوك التراحم معك لا تسئ بأخيك فتتهمه بنيته وتصفه بكل وصف لايليق به وهو يريد أن يمد لك يد العون والرحمة بل تقبل منه واشكر له عسى الله أن يأخذ بايدكم للخير, كثيرا ما ننقل من صفات النبي ورحمته بخلق الله من بشر وجن ودواب حتى الجمادات ولا أدل على ذلك من حنين الجذع الذي كان النبي يسند ظهره اليه, عندما تركه كيف حن وأن, فرجع اليه النبي فاحتضنه حتى سكن, أحتاج ونحتاج الى التراحم بيننا قال النبي (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر), أو كما قال النبي والله أعلم.