مشارق الشمس ومغاربها ثلاثمائة وستّون
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى في هذه الآية الكريمة وَرَبُّ الْمَشَارِقِ لم يذكر في هذه الآية إلا المشارق وحدها ولم يذكر فيها المغارب وقد بيَّنا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب وجه اختلاف ألفاظ الآيات في ذلك فقلنا فيه في الكلام على قوله تعالى وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ما لفظه أفرد في هذه الآية الكريمة المشرق والمغرب وثناهما في سورة الرحمان في قوله تعالى رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ وجمعهما في سورة سأل سائل في قوله تعالى فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وجمع المشارق في سورة الصافّات في قوله تعالى رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ .
والجواب أن قوله : هنا وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ المراد به جنس المشرق والمغرب فهو صادق بكل مشرق من مشارق الشمس التي هي ثلاثمائة وستّون وكل مغرب من مغاربها التي هي كذلك كما روي عن ابن عباس وغيره ، قال ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة ما نصّه وإنما معنى ذلك وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ الذي تشرق منه الشمس كل يوم وَالْمَغَارِبِ الذي تغرب فيه كل يوم فتأويله إذا كان ذلك معناه وللَّه ما بين قطري المشرق وقطري المغرب إذا كان شروق الشمس كل يوم من موضع منه لا تعود لشروقها منه إلى الحول الذي بعده وكذلك غروبها انتهى منه بلفظه وقوله رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ يعني مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغربهما كما عليه الجمهور وقيل مشرق الشمس والقمر ومغربهما وقوله بِرَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ أي مشارق الشمس ومغاربها كما تقدم وقيل مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها والعلم عند اللَّه تعالى . أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 6/ 304 .