‏09/‏جمادى الأولى/‏1428 الموافق ‏25 ‏مايو, ‏2007

فوضى الفضائيات والفتاوى









فقه البداوة أو البادية





احتدام الصراع بين الوطنيين والقوميين العرب





بغى المفتى لمواجهة المدِّ السلفى





إرضاع الموظفة لزميلها بالعمل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد ، فإن المتتبع للصحوة الاسلامية يجد أنها فى تقدم وأن الأمة تستيقظ ، وأنا فى الحقيقة مستبشر خيراً بل ومنبهر لما أراه من رجوع الناس إلى دينهم ومن تدين الشباب والتزامهم بدين الله تبارك وتعالى ،












أما التشكيك والارجاف والهجوم على دين الله فهذا دليل إفلاس والمستقبل للاسلام ولا يضرنا ما تبثه تلك الفضائيات من تشويه لصور المتدينين والملتزمين وكذلك تلك المسميات والثنائيات التى يفرضونها علينا ومن ذلك :







· فقه البداوة او البادية :



وهذا المصطلح يقصدون به الرجوع الى الكتاب والسنة وسلف الامة وقد يقصدون به اعفاء اللحية ولبس المرأة للنقاب أو الجلباب ويقولون أن هذا الفهم أو هذا الفكر انما هو مستورد من الجزيرة العربية وذلك لما هاجر كثير من الناس الى دول الخليج بعد طفرة البترول والنفط وقد رجعوا متشبعين بهذا الفكر ، وكأن هذا الفكر ليست له أية مرجعية من كتاب أو سنة !!







وهل ننفى انتمائنا للسلف ؟ فالانتساب للسلف تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه بل الواجب على كل مسلم أن يلتزم بهذا المنهج المعصوم والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها ، والانسان أسير الحق ، والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مدود على صاحبه كائناً من كان ، وليست المسألة أن اتبع هذا العالم البدوى أو العالم المصرى أو غيره ولكن اعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من اقتفاه



أنا مسلم وأريد أن أطبق اسلامى سواء كان من علمنى ، أريد الرجوع الى الكتاب والسنة والاعتراف بالجميل ، ولا يصح التهكم بعلماء الأمة المعتبرين فلحومهم مسمومة ، وإن لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله ولى ، ومن عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب ، وطاعة العلماء متقدمة على طاعة و توقير الوالدين ، ولولا العلماء لصار الناس مثل البهائم



أما الملاحدة والزنادقة فانهم يريدون الغاء الآيات والتحريف والتبديل وهم الذين يطعنون فى علماء المسلمين ، وشيوخ الجزيرة العربية فى مجملهم يرجعون الى الكتاب والسنة وغالبيتهم مذهبهم مذهب الامام احمد بن حنبل وليسوا معصومين وكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم







· احتدام الصراع بين الوطنيين والقوميين العرب



دائما يستخدمون هذا الفخ وهذه الثنائيات ليسقطوا الاسلام من حساباتهم ومن الصراع القائم فتجدهم يقولون : هل أنت ديكتاتورى أم ديمقراطى ؟


لا !! ، أنا مسلم لست هذا ولا ذاك ، لى دينى ومعتقدى ، ولا تختر أنت لى من هذا العفن شيئاً ، أنا أرفض الرأسمالية كما أرفض الاشتراكية كذلك الديمقراطية والديكتاتورية ، والقومية العربية ابنة لهذا العفن والضلال ولدت فى بيت المندوب السامى البريطانى وليست لها أعمال أو انجازات سوى الموسيقى العربية ،


وإلا ففى أوربا يتنقلون بين الدول بالقطارات وبسهولة وبدون تأشيرات أو تعقيدات وكان أولى بها نحن أصحاب الدين الواحد واللغة الواحدة والظروف المحيطة بنا واعدائنا هم اعداء ديننا


ورواد القومية الاوائل هم ابو جهل وابو لهب واشباههم مثل مشيل عفلق وغيره الذين يقولون " إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثرهم مقتدون " أما المسلمون فعندهم الأخوة الايمانية تكفيهم وتجمعهم :


أبى الاسلام لا أبا لى سواه اذا افتخروا بقيس أو تميم


عندهم الرابطة التى جمعت بين سلمان الفارسى وبلال الحبشى وصهيب الرومى وابى بكر القرشى ، نحتاج الى رابطة اسلامية لا عربية ولا غيرها ، رابطة لا إله إلا الله عليها يكون الولاء والبراء " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو اخوانهم .." وأىرابطة أخرى قومية أو وطنية مرفوضة ، فالانسان يهاجر من الأرض التى يعصى الله فيها حتى وإن كانت وطنه ويرحل الى الارض التى يعبد الله فيها وان كانت غير وطنه ولنا شاهد فى حديث قاتل المائة


أما الثنائيات ( تكون رأسمالى أو اشتراكى ، تكون ديكتاتورى أو ديمقراطى ، تكون وطنى أو قومى ) فكل هذا وأشباهه مرفوض " ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين"


· بغى المفتى لمواجهة المدِّ السلفى


أما المفتى فالثورة كبيرة عليه الآن من هنا ومن هناك ، ومن سل سيف البغى قتل به


فقد أجاز تقبيل ضريح الحسين ، وهذا لا يجوزكما لا يجوز تقبيل الاحجار والاشجار وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقبل الحجر الأسود ويقول إنى أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، والحجر الأسود هذا من الجنة ولكن باقى الاحجار فى الكعبة والاستار لا يجوز تقبيلها او التمسح بها ، أما التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فوارد ومشروع مثل شعره ونخامته وفضل وضوءه وعرقه ونحن نقف على ما ورد به الشرع والنصوص ولا نغالى


أما الضلال المبين والتناقد الصارخ فيقول المفتى على جمعة : " الختان مكرمة للنساء كما ورد فى الفقه ، وأنا أرى عدم مشروعيته !!!! ؟؟"































































فكلامه هذا مصيبة وكأنه يشرع مع الله .. هذا دليل على انتكاسة عقل


فالادلة الشرعية على ثبوت ختان الاناث كما قال صلى الله عليه وسلم " اذا التقى الختانان وجب الغسل " وقال " أشمى ولا تنهكى " للمرأة الخافضة ، الى غيره كثير من الادلة ثم يذهب هذا المفتى إلى تجريم الختان وهذا تهريج واضطراب وسفه وهو غلو وبغى من المفتى يواجه به المد السلفى وهذا دليل إفلاس


· فتاوى ارضاع الكبير والبحث عن الشهرة


ومن الاشياء العجيبة والاحداث المريبة تلك الفتوى التى صدرت من رئيس قسم الحديث بالازهر بخصوص ارضاع الموظفة لزميلها بالعمل حتى لا تكون خلوة بين رجل وامرأة أجنبية عنه ، وهذه الفتوى ولدت ميتة ورفضها كل الناس والعلماء وهى بمثابة تكريس للواقع السيء والمفترض أن الواقع لا يبرر ، وهى فتوى لا تحتاج الى رد


كيف ترضع الموظفة زميلها ؟ ومن يرضى بذلك ؟


وكيف تتكشف لزميلها ؟ واين زوجها ؟


وماذا تفعل لو نقلت لمكان آخر ؟ هل سترضع الزميل الآخر ؟


وإذا دخل عليها أحد وهى ترضع هذا الزميل ماذا يكون الحال ؟


وشأن هذا الدكتور كمن صعد لأعلى البناية ليرمى نفسه من فوقها طلبا للشهرة وهو مرض عضال ، فلا عقل ولا فهم ، قال تعالى " ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً " وكان ابن تيمية اذا استشكل عليه امر دعا " اللهم يا معلم ابراهيم علمنى ويا مفهم سليمان فهمنى ، فالحق ابلج والباطل لجلج ، أما الرضاع الذى يحرم به ما يحرم من النسب هو ما كان فى السن الصغير : السنتين الرضاع الذى ينبت اللحم وينشز العظم كما قرر جمهور العلماء والحديث الذى استشهد به حالة خاصة كحالة الاضطرارلأن سالم مولى ابى حذيفة كان متبنيه ابو حذيفة وكان يعتبرها أمه وقد كان غلاماً يتيماً لا ملجأ له ولا مكان يؤيه فأين يذهب ؟ ولا قياس للموظفة مع هذه الحالة


فلا داعى للتدليس واضفاء هالات حول الحديث ويقول أنه فى البخارى ومسلم ويريد توثيق عقد الرضاعة ويقول لا بد من أن يلتقم من الثدى ؟


من أين جاء بهذا ؟ وأين درس هذا؟ لا ندرىوقد قال الامام النووى : أن سالم قدم له اللبن ولم تكشف عليه ولم يرى ثديها ، وللعلماء قواعد وأحكام للرضاعة يجب الرجوع اليها ولا داعى للهزيمة النفسية


فمن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس


ومن أرضى الله بسخط الناس رضى الله عليه وارضى عليه الناس
منقول من موقع شيخنا سعيد عبد العظيم