بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
فان علم التفسير من أهم العلوم التي ينبغي لطالب العلم العناية بها إذ أن شرف العلم بشرف المعلوم ، قال ابن عبد البر رحمه الله : "فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب معه ".
وقال ابن عطية رحمه الله : "فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أُعِدُّ أنواره لظُلَمِ رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنواراً علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه" .
وقال ابن تيمية رحمه الله : قد فتح الله علَيَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن .
ولا يتسنى لطالب العلم إحكام هذا العلم وضبط أركانه إلا بمعرفة قواعده المحكمة لفصوله وأصوله.
فتشعب العلوم وكثرت تفاصيلها زاد من صعوبة الإحاطة بجزئيات فن واحد من فنون العلم فضلاً عن جميع العلوم ، لذلك عمد العلماء إلى استقراء الأصول الكلية الجامعة وتدوينها تيسيراً للعلم واختصاراً للجهد والوقت.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجموع (19/203:
:"لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ليتكلم بعلمٍ وعدلٍ . ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت وإلا فسيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات".
وقال الزركشي: " أما بعد : فإن ضبط الأمور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة هو أوعى لحفظها، وأدعى لضبطها، وهي إحدى حكم العدد التي وضع لأجلها، والحكيم إذا أراد التعليم لا بد أن يجمع بين بيانين : إجمالي تتشوَّف إليه النفس، وتفصيلي تسكن إليه " المنثور في القواعد [1/65] .
والحاصل أن من عرف قواعد التفسير انفتح له من المعاني القرآنية ما يجل عن الوصف، وصار بيده آلة يتمكن بها من الاستنباط والفهم مع ملكة ظاهرة تصيره ذا ذوق واختيار في الأقوال المختلفة في التفسير. المنثور في القواعد [1/65].
فلما كانت قواعد التفسير بهذه الأهمية و تلبية لرغبة أستاذنا الفاضل قمت بدراسة قاعدة أجدها من الأهمية بمكان في تفسير كتاب الله عز وجل إذ بضبطها و إحكامها تتضح الكثير من الصعوبات التي تواجه المفسرين وخصوصا في القضايا التفسيرية المختلف فيها.

دراسة قاعدة في التفسير
تعيين القاعدة:"إذا احتمل اللفظ معاني عدة ولم يمتنع إرادة الجمع, حمل عليها"
وتدخل تحت هذه القاعدة, قاعدة في سياقها تقول:"الكلمة إذا احتملت وجوها لم يكن لأحد صرف معناها إلى بعض وجوهها دون بعض إلا بحجة".
إلا أن هذه القاعدة تختلف عن قاعدة الباب, بان الكلمة إذا احتملت أوجها لا يجوز صرف معناها أو تقييده بلفظة بعينا دون باقي الأوجه , إلا اذا تبث دليل أو ظهرت حجة في سبب هذا العزوف وإلا حملناها على باقي الأوجه.
المعنى الإجمالي:
هذه قاعدة من القواعد التي لا غنى لأي مفسر عنها , فأهميتها تكمن في حلها لكثير من الخلافات التي تنشأ عند تفسير الألفاظ واحتمالها لمعان عدة,
فقد ترد في القران الكريم ألفاظ تحمل معان عدة , فيشكل على المفسر أو المجتهد ترجيح إحداها, وخصوصا لو كانت كلها معاني مشتركة يحتملها اللفظ ولا يمتنع إرادة الجمع بينها (المعاني ).
فالعمل هنا عند أهل التفسير هو حمل اللفظ على تلك المعاني جميعها مادام ليس هناك أي تنازع أو امتناع للجمع.

دليل القاعدة:
أورد الإمام الطاهر بن عاشور في تفسيره"التحرير والتنوير" جملة من الدلائل على صحت هذه القاعدة قال:
ويدل لتأصيلنا هذا ما وقع إلينا من تفسيرات مروية عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لآيات ، فنرى منها ما نوقن بأنه ليس هو المعنى الأسبق من التركيب ؛ ولكنا بالتأمل نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما أراد بتفسيره إلا إيقاظ الأذهان إلى أخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن مثال ذلك:
• ما رواه أبو سعيد بن المعلى قال : دعاني رسول الله وأنا في الصلاة فلم أجبه فلما فرغت أقبلت إليه فقال ما منعك أن تجيبني فقلت : يا رسول الله كنت أصلي ، فقال : ( ألم يقل الله تعالى استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) ، فلا شك أن المعنى المسوقة فيه الآية هو الاستجابة بمعنى الامتثال ، كقوله تعالى (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) ، وأن المراد من الدعوة الهداية كقوله (يدعون إلى الخير) ، وقد تعلق فعل دعاكم بقوله (لما يحييكم ) أي لما فيه صلاحكم ، غير أن لفظ الاستجابة لما كان صالحا للحمل على المعنى الحقيقي أيضا وهو إجابة النداء حمل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الآية على ذلك في المقام الصالح له ، بقطع النظر عن المتعلق وهو قوله ( لما يحييكم ).
• وكذلك قوله ( صلى الله عليه وسلم ) "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ، كما بدأنا أول خلق نعيده" إنما هو تشبيه الخلق الثاني بالخلق الأول لدفع استبعاد البعث ، كقوله تعالى (أفعيينا بالخلق الأول ، بل هم في لبس من خلق جديد) ، وقوله (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) ، فذلك مورد التشبيه ، غير أن التشبيه لما كان صالحا للحمل على تمام المشابهة أعلمنا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن ذلك مراد منه ، بأن يكون التشبيه بالخلق الأول شاملا للتجرد من الثياب والنعال .

تطبيقات على القاعدة:
ذكر الدكتور خالد السبت لهذه القاعدة سبع صور تتفرع عنها مع ذكر تطبيقات على كل صورة منها , وكلها يحمل اللفظ فيها على جميع المعاني, وهي:
الأولى :أن تكون المعاني المحتملة متساوية أو متقاربة في الاحتمال مع انتفاء المانع من إرادتها جميعا.
التطبيق:
أورد الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله جملة من الأدلة على هذه القاعدة من بينها قوله تعالى:
{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ} الآية [6/3]، في هذه الآية الكريمة ثلاثة أوجه للعلماء من التفسير وكل واحد منها له مصداق في كتاب الله تعالى:
الوجه الأول: أن المعنى ، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ}، أي وهو الإله المعبود في السماوات والأرض، لأنه جل وعلا هو المعبود وحده بحق في الأرض والسماء.
الوجه الثاني: أن قوله: {فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} ، يتعلق بقوله: {يَعْلَمُ سِرَّكُمْ}، أي: وهو الله يعلم سركم في السماوات وفي الأرض ويبين هذا القول ويشهد له قوله تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية .
قال النحاس: وهذا القول من أحسن ما قيل في الآية نقله عنه القرطبي.
الوجه الثالث: وهو اختيار ابن جرير، أن الوقف تام على قوله في: {السَّمَاوَاتِ}، وقوله {وَفِي الْأَرْضِ} يتعلق بما بعده، أي {يعلم سركم وجهركم في الأرض}، ومعنى هذا القول: إنه -جل وعلا- مستو على عرشه فوق جميع خلقه، مع أنه يعلم سر أهل الأرض وجهرهم لا يخفى عليه شيء من ذلك .
فكل هذه المعاني تحتملهما الآية الكريمة وليس تمت مانع يمنع من الجمع بينها.
الثاني:أن تكون بعض تلك المعاني المحتملة أرجح من بعض مع كون المانع من حملها على الجميع منتفيا.
التطبيق:
1.قال تعالى :"قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم" الفرقان:اية:77,فق له:"لولا دعاؤكم"يحتمل معنيين:
الأول:أي:دعاؤكم إياه, فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل.
الثاني:أي دعاؤه إياكم إلى عبادته, فيكون المصدر مضافا إلى المفعول.
قال الدكتور خالد السبت :"والأول أرجح كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله, لكن لا مانع من الحمل على المعنيين فيقال به في هذه الآية والله اعلم".
الثالثة:ان تكون المعاني المحتملة متلازمة في المعنى, ولا مانع من الحمل على الجميع.
يوجد تشابه كبير بين هذه القاعدة وسابقتها وقد أوضح هذا الفرق الدكتور خالد السبت:
"والفرق بين هذه الصورة والتي قبلها :أن تلك الصورة يكون النظر فيها في المعاني المحتملة من حيث التفاوت في قوة الاحتمال وضعفه, مع إمكان الحمل على الجميع , وبصرف النظر عن قضية التلازم بين تلك المعاني وجودا او عدما .
أما هذه الصورة فان المنظور فيها هو موضوع التلازم بين تلك المعاني التي يحتملها اللفظ, سواء كانت متفاوتة في القوة والضعف ام متساوية".
التطبيق:
1.قال تعالى:"أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل"الإسراء:اي ة78
قال شيخ الإسلام رحمه الله:"فسر"الدلوك" بالزوال.وفسر بالغروب.وليس بقولين, بل اللفظ يتناولهما معا, فان الدلوك هو الميل, ودلوك الشمس ميلها.
2.قال تعالى:"ومن شر غاسق إذا وقب"الفلق:أية 3
وقد فسر"الغاسق"باللي ل,كما فسر بالقمر, وهذان المعنيان متلازمان, فان القمر آية الليل,فاللفظ يتناول الأمرين معا.
الرابعة:أن تتعدد القراءات المتواترة في اللفظة, مع اختلاف المعنى في كل قراءة,مع إمكان الحمل على الجميع, فإنها تحمل على كل المعاني التي نتجت عن اختلاف تلك القراءات .
التطبيق:
قال تعالى:"وجدها تغرب في عين حمئة"الكهف:اية86
وقد قرئت:"حامية" وقرئت"حمئة".
قال ابن زنجلة رحمه الله:"وهذا القول-إشارة إلى قصة وقعت لمعاوية مع ابن عباس رضي الله عنهم في قراءتها بـ "حمئة" – ليس ينفي قول من قرأها"حامية"اذا كان جائزا ان تكون العين التي تغرب الشمس فيها حارة. وقد تكون حارة وذات حمأة وطنية سوداء , فتكون موصوفة بالحرارة , وهي ذات حمأة.
وقال ابن جرير:"و الصواب من القول في ذلك عندي ان يقال:أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار, ولكل منهما وجه صحيح, ومعنى مفهوم, وكلا وجهيه غير مفسد احدهما صاحبه ,وذلك انه جائز أن تكون الشمس تغرب في عين حارة ذات حمأة و طين , فيكون المقرئ "في عين حامئة" واصفها بصفتها التي هي لها وهي الحرارة, ويكون القارئ" في عين حمئة"واصفها بصفتها التي هي بها, وهي أنها ذات حمئة وطين"
الخامسة:المعاني الناتجة عن اختلاف مواضع الوقف والوصل والابتداء (المعتبرة) في الآية,حال إمكان إرادة تلك المعاني جميعا.
وقولنا "المعتبرة" قيد لا بد منه, لان تلك الأمور إذا كانت مفضية إلى خلاف المقصود من السياق وأفسدت المعنى لم يلتفت إليها.
التطبيق:
1. قال تعالى"وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون..."الآية.(آ ل عمران:أية 7)
فإذا وقف على اسم الجلالة كان له معنى , وهو انحصار العلم بتأويل المتشابه بالله عز وجل , وانتفائه عن غيره.
وذا وصل مع قوله:"والراسخون في العلم" كان له معنى آخر, وهو إن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه.
وكلا المعنيين حق, ولا مانع من أن تكون الآية دالة عليهما معا. والله اعلم.
السادسة :حمل اللفظ المشترك بين معان مختلفة على جميع معانيه إذا تجرد عن قرينة تصرفه لأحد تلك المعاني ما لم يوجد مانع من ذلك.
والمقصود في هذه الصورة أن المعاني الداخلة تحت اللفظ المشترك إذا لم يمكن اجتماعها وإرادتها جميعا ,فانه لا يحمل عليها كما لا يحمل على احدها إلا بدليل.
أما إذا كان اللفظ الواحد الذي صدر من متكلم واحد, وفي وقت واحد, مشتركا بين معنيين حقيقيين ,ولا يمتنع الجمع بينهما,وتجرد عن القرينة الصارفة لأحد المعنيين فالأرجح جواز حمله على معنيين او معانيه في هذه الحالة.
الاستدلال لهذه الصورة :
1.قال تعالى:"إن الله وملائكته يصلون على النبي" الأحزاب :آية/:56
ومعلوم إن الصلاة من الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم هي بمعنى الثناء عليه في الملأ الأعلى.ومن الملائكة بمعنى الدعاء والاستغفار وهما معنيان مختلفان وقد أريد بلفظ واحد.
السابعة: ما يتعلق بتعدد أسباب النزول.
معناه كما قال الدكتور خالد انه إذا ثبتت الروايات المتعددة في سبب النزول , وكانت القصص فيها متنوعة, فإننا ننظر حينئذ في العبارة التي عبر بها كل واحد عند ذكر السبب , فان كان قد عبر بنحو:"نزلت هذه الآية في كذا" فهذا من قبيل التفسير في الغالب وليس من أسباب النزول. .فان كانت المعاني المذكورة فيه يمكن أن تجتمع تحت مدلول اللفظ حملنا الآية على الجميع كما عرفت من خلال ما سبق.
خاتمة:
خلاصة البحث ان لهذه القاعدة فوائد لا غنى لأي مفسر عنها , فأهميتها تكمن في حلها لكثير من الخلافات التي تنشأ عند تفسير الألفاظ واحتمالها لمعان عدة,
فقد ترد في القران الكريم ألفاظ تحمل معان عدة , فيشكل على المفسر أو المجتهد ترجيح إحداها, وخصوصا لو كانت كلها معاني مشتركة يحتملها اللفظ ولا يمتنع إرادة الجمع بينها (المعاني ).
فالعمل هنا عند أهل التفسير هو حمل اللفظ على تلك المعاني جميعها مادام ليس هناك أي تنازع أو امتناع للجمع.
وكثيرا ما نجد هذه القاعدة في باب مشكل القران , حيث نجد علماء التفسير يوظفونها في الجمع بين ما أشكل على البعض في فهم كتاب الله تعالى .

قائمة المصادر و المراجع
- القران الكريم
- لسان العرب، ابن منظور
_تاج العروس من جواهر القاموس للزَّبيدي_ مادة قعد. دراسة و تحقيق علي الشبري ,دار الفكر ,بيروت,(1414 ه)(1994
_كتاب العين _ للفراهيدي: مادة قعد _دار ومكتبة الهلال تحقيق : د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي
- التعريفات- للقاضي علي الجرجاني،ص:ج1\219 .
_الأشباه والنظائر ـ للإمام تاج الدين السبكى ج:1_21 دار الكتب العلمية _الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991م
_ كشاف اصطلاحات الفنون - للتهانوي ج:2 \1176 \1177 تحقيق:المولوي محمد و المولوي عبد الحق,الناشر:كلكت ه 1862 ع .
- البحر المحيط,محمد بن يوسف الشهير بابي حيان الاندلسي الغرناطي,دار الكتاب الاسلامي,القاهر .ط:الثانية,1413هـ
- البرهان في علوم القران,بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ,ت:محمد ابو الفضل ابراهيم.دار المعرفة,بيروت,ط: لثانية,1391هـ
- التحرير والتنوير ـ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور :ج:1ص:94\95,دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس – 1997م
_ أضواء البيان في ايضاح القران بالقران.محمد الامين بن محمد المختار الشنقيطي,عالم الكتب,بيروت.
- بدائع الفوائد ,ابو عبد الله محمد بن ابي يكر,-ابن القيم-دار الفكر, بيروت.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية احمد بن عبد الحليم بن تيمية,جمع وترتيب:عبد الرحمان بن قاسم العاصمي ط:الرياض.
- جامع البيان في تاويل القران ,ابن جرير الطبري,ت:محمود محمد شاكر,الناشر:دار المعارف, القاهرة,ط:الثاني ة.
- الإحكام في اصول الاحكام –للامدي.
- المحصول في علم اصول الفقه- للرازي,دار الكتب العلمية ,بيروت,ط:الاولى.14 08هـ