من عرف من نفسه ثقل النوم فعليه أن يشدد في الأسباب التي تعينه على القيام حتى لا يأثم .. ومن كان لا يستطيع القيام من نومه مباشرة فليستيقظ قبل الوقت حتى يضمن انه ينشط وهو داخل الوقت .
يمكن تغيير هذه العادة بالاستعانة بالله تعالى والتعويد ، حيث يقوم أحد بتنشيطه كلما استيقظ .. وكان شقيقي الأصغر إذا استيقظ رقد قليلا على الفراش شاخصا ببصره ، وكانت هذه عادته ، قال لي الوالد - حفظه الله وأرشده وأصلح حاله - : أين أخوك ستفوته الصلاة ؟ قلت : هو كذا وكذا مما تعرف من حاله .. ولما رجعنا من الصلاة كان شقيقي قد استيقظ ، فصفعه الوالد .. فوالله صار أنشطنا استيقاظا "ابتسامة" .. جربها !
وما دام لا يقدر ان يقوم بسبب ثقل جسمه ، ولكن يمكنه تغيير هذه العادة فيه ، فنرجو من الله العفو ، لكن عليه أن يحرص على تغيير العادة فيه ، وان يستيقظ مبكرا قبل الصلاة حتى ينشط في وقت الصلاة .
=======
وأما الحال الثانية : أن يكون ثقل النوم طبعاً في الرجل ، وليس له تعلق بسهر أو عمل ، وقد عرف هذا عن بعض الأقوام والأشخاص ، فإن كان كذلك : فهو معذور إن كان قد أخذ بالأسباب ولم يستيقظ .
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت : يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ، قال : وصفوان عنده ، قال : فسأله عما قالت ، فقال : يا رسول الله إنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال : ( فإذا استيقظت فصلِّ ) .
رواه أبو داود ( 2459 ) وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 65 ) .
الإسلام سؤال وجواب ..
=======
( قَالَ فَإِذَا اِسْتَيْقَظْت فَصَلِّ )
: ذَلِكَ أَمْر عَجِيب مِنْ لُطْف اللَّه سُبْحَانه بِعِبَادِهِ وَمِنْ لُطْف نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِفْقه بِأُمَّتِهِ ،
وَيُشْبِه أَنْ يَكُون ذَلِكَ مِنْهُ عَلَى مَعْنَى مَلَكَة الطَّبْع وَاسْتِيلَاء الْعَادَة فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْمَعْجُوز عَنْهُ ، وَكَانَ صَاحِبه فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُغْمَى عَلَيْهِ ، فَعُذِرَ فِيهِ وَلَمْ يُثَرَّبْ عَلَيْهِ . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ يُصِيبهُ فِي بَعْض الْأَوْقَات دُون بَعْض ، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ بِحَضْرَتِهِ مَنْ يُوقِظهُ وَيَبْعَثهُ مِنْ الْمَنَام فَيَتَمَادَى بِهِ النَّوْم حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس دُون أَنْ يَكُون ذَلِكَ مِنْهُ فِي عَامَّة الْأَحْوَال
فَإِنَّهُ يَبْعُد أَنْ يَبْقَى الْإِنْسَان عَلَى هَذَا فِي دَائِم الْأَوْقَات وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِ أَحَد لَا يُصْلِح هَذَا الْقَدْر مِنْ شَأْنه وَلَا يُرَاعِي مِثْل هَذَا مِنْ حَاله وَلَا يَجُوز أَنْ يُظَنّ بِهِ الِامْتِنَاع مِنْ الصَّلَاة فِي وَقْتهَا ذَلِكَ مَعَ زَوَال الْعُذْر بِوُقُوعِ التَّنْبِيه وَلِإِيقَاظِ مِمَّنْ يَحْضُرهُ وَيُشَاهِدهُ وَاللَّهُ أَعْلَم
[عون المعبود]..
ما رأي الأكارم فيما قيل أعلاه ؟