الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
وبعد ,,,,,,,,
بحمدمن الله ومنة وفضل صدر كتابى (300قصة وقصة من قصص الصالحين )
ومعلن عنه فى هذا الملتقى المبارك
وقد انتخبت بعض القصص من هذا السفر لأضعها فى هذه المشاركة
زهد الحسن بن أبي الحسن البصري
قال علقمة بن مرثد / (1 ) :
فما رأيت أحدًا من الناس كان أطول حزنًا منه ما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة ، ثم قال : نضحك ولا ندري لعل الله ﻷ اطلع على بعض أعمالنا .
فقال : لا أقبل منكم شيئًا ويحك ابن آدم : هل لك بمحاربة الله طاقة ؟ إن من عصى الله فقد حاربه والله لقد أدركت سبعين بدريًا أكثر لباسهم الصوف لو رأيتموهم لقلتم مجانين ولو رأوا خياركم لقالوا : ما لهؤلاء من خلاق ولو رأوا شراءكم لقالوا : ما يؤمن هؤلاء بيوم ولقد رأيت أقوامًا ما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ولقد رأيت أقوامًا يمسى أحدهم لا يجد عشاء إلا قوت .
فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني لاجعلن بعضه لله ﻷ فيتصدق ببعضه وإن كان هو أحوج ممن يتصدق به عليه (2 ) .
قال علقمة بن مرثد ( 3) : فلما ولى عمر بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي فأمر لهما بيت فكانا فيه شهرًا أو نحوه ثم إن الخفى غدا عليها ذات يوم فقال : إن الأمير داخل عليكما فجاء عمر بن هبيرة يتوكأ على عصا له فسلم ثم جلس معظما لهما فقال : إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلى كتب أعرف أن في إنفاذها الهلكة فإن أطعمته عصيت الله ﻷ وإن عصيته أطعت الله ﻷ فهل تريا في متابعتي إياه فرجا ؟
فقال الحسن : يا أبا عمرو أجب الأمير ! فتكلم الشعبي ما نحط في حبل ابن هبيرة ، فقال : ما تقول أنت يا أبا سعيد ؟
..........
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
(1 ) انظر : زهد الثمانية من التابعين لعلقمة بن مرثد بن أبي حاتم (61) .
( 2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/114) .
(3 ) انظر : الحلية (2/149)