تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ايه في سورة البقره لم افهمها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    تبوك الورد
    المشاركات
    6

    افتراضي ايه في سورة البقره لم افهمها

    السلام عليكم
    اثناء قراءتي لسورة البقره استوقفني قوله تعالى
    (وماظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون)
    مافهمتها يعني لو كانت الايه (وماظلمناهم ....) حتكون مفهومه
    ارجو ممن لديه خلفيه افادتي
    وفق الله الجميع
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن)


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: ايه في سورة البقره لم افهمها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    بعد نظر فاحص في الآيات التي بها كينونة هذا الموضوع ( آيات ألفاظ الظلم ) ، تبين أنه يمكن تصنيف معاني الظلم، وسياقاته في الذكر الحكيم إلى محورين رئيسين، تنتظم فيهما جملة من التفريعات:


    فالمحور الأول: انتظمت فيه آيات تنزيه الله ــ جل وعزــ عن الظلم، وقد سُلك في إبراز هذا المعنى سبيلان:


    أحدُهما: تنزيه الله ــ جل شأنه ــ عن الظلم دون أن يثبته لغيره، وقد أُخرج هذا المعنى في ثلاث صور :


    أولها: تنزيه يدل على عدم الانتقاص في الجزاء على العمل الصالح مما يعني: أداءه وافيًا، كقوله تعالى : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون " ( البقرة / 272 ) .


    وثانيها: تنزيه يدل على عدم الانتقاص في الجزاء مع عدم المعاقبة بغير جريرة، كقوله تعالى: " تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلمًا للعالمين " [آل عمران: 108].


    وثالثها: تنزيه يدل على عدم المعاقبة بغير جريرة لمن شاءت إرادته عقابَه، كما جاء في قوله تعالى: " ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد " [آل عمران: 182].


    وثانيهما: تنزيه الله ــ جــــــل شـأنه ــ عن الظلم مع إثباته لغيره، وله صورتان:


    إحداهما: تنزيه عن أن يقع على الله ــ تعـــــالى عن ذلك علوًا كبيرًا ــ ظلم من أحد من خلقه، وعلى هذا جاء قوله تعالى: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " [البقرة:57].


    وثانيتهما: تنزيه عن أن يقع منه ــ تعالى ــ ظلم على أحد من خلقه،
    ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: " مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون " [آل عمران: 117].


    **********


    والمحور الثاني: إثبات ظلم الإنسان لنفسه، وقد استأثر هذا المحور بمعظم آيات ألفاظ الظلم في القرآن الكريم، واتسعت معاني الظلم ودلالاتُه في هذا المحور وفقًا للسياق الذي اقتضاها، وعُبر بالظلم عن مختلف المآثم والكبائر.


    ويمكن حصرُ آيات هذا المحور في نوعين رئيسين:


    النوع الأول: ظلم بين الإنسان وبين الله ــ تعالى ــ ، فتارة يعبر بالظلم عن الشرك والكفر بالله، كقوله تعالى: " إن الشرك لظلم عظيم " [لقمان: 13]


    وتارة ينتظم الظلم في سلك الافتراء على الله، فيطالعنا قوله تعالى: " فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون " [آل عمران: 94].


    وتارة يطلق الظلم على المكذبين الجاحدين بآيات الله، كقوله تعالى: " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " [الأنعام: 33] .


    وتارة يراد بالظلم: المخالفةُ لأوامر الله، والاجتراء على حدوده، كما قال ــ تعالى ــ معبِّرًا عن الزنا بلفظ الظلم: " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " [يوسف: 23].


    النوع الثاني: ظلم بين الإنسان وأخيه .


    وقد أُخرج هذا الظلم في صور عدة، تتراوح عظمًا وشدة، منها: الظلم الناشئ بسبب التمسك بالعقيدة الصحيحة، والإيمان الحق، كما في قوله تعالى: " وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليًّا واجعل لنا من لدنك نصيرا " [النساء: 75].


    ومنها: الظلم الدال على التعدي على الحقوق، والاستطالة على الناس، ومن هذا النوع: عبر عن الربا بلفظ الظلم في قوله تعالى: " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون " [البقرة: 279].


    وعُبر عن قتل النفس بغير الحق بالظلم في قوله تعالى: " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا " [الإسراء: 33] .


    وأورد أكل أموال اليتامى بالباطل معبرًا ــ كذلك ــ عنه بالظــــلم، قال تعالى: " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرا " [النساء: 10].

    والله - تعالى - أعلم .
    والنوع الثاني من المحور الثاني : فيصل في بيان الفارق بين الخالق الكامل الغني ، عز وجل ، والمخلوق الناقص الفقير ، فإن الظالم لا يظلم إلا لافتقاره إلى ما في يد المظلوم ، فلن يأكل مال أخيه ظلما بالربا إلا لافتقاره إليه ، ولن يأكل مال اليتيم إلا لذلك ، ولن يقتل المظلوم إلا لغرض يفتقر إليه من أخذ ماله ، أو للثأر منه ......... إلخ ، فهو في كل الأحوال فقير لا يسد فاقته إلا استيلاؤه على ما في يد المظلوم .

    أما الباري ، عز وجل ، فهو الغني عمن سواه ، بل كل الخلق مفتقر إليه ، فهو الحي ، الذي أمد الكائنات بأسباب الحياة ، القيوم : الذي أقام خلقه بأسباب حياة الأبدان التي يشترك فيها الإنسان والحيوان والنبات ، وحياة الأرواح التي لا يباشر أسبابها إلا المؤمن الذي أسلم قياده لرب العالمين .

    وفي التنزيل : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) .
    فلم يخلقهم ليأنس بهم من وحشة ، أو ليستكثر بهم من قلة ، أو ليتقوى بهم من ضعف ، تعالى وتنزه عن كل نقيصة ، وإنما خلقهم ليعبدوه ، ففي الآيات نص على علة خلق الكائنات ، والنفي في قوله تعالى : (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) ، مؤكد بلازمه : (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) ، فلازم انتفاء حاجته إلى الرزق والطعام ، أنه هو الرزاق المطعم لعباده ، مصداق قوله تعالى : (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) ، وقد أكد هذا اللازم بـــ : "إن" وضمير الفصل : "هو" ، واسمية الجملة ، وتعريف جزأيها : "الله" و "الرزاق" ، والحصر في هذا السياق : حقيقي ، فالله ، عز وجل ، هو الرزاق حقيقة ، فلا يملك الخلق رزق بعضهم ، وإن كانوا أسبابا في ذلك ، فإن السبب لا يعمل إلا بإذن خالقه ، جل وعلا ، باستيفاء شروطه وانتفاء موانعه ، ولو شاء خالقه لأبطله ، فهو مفتقر في عمله إلى :
    إذن الله ، عز وجل ، الكوني أولا .
    واستيفاء أسباب تعضده ، وانتفاء موانع تعطله ثانيا .

    والله أعلى وأعلم .

    منقول من موقع شبكة الفصيح
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38032&

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    سلطنة عمان
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: ايه في سورة البقره لم افهمها

    جزاكم الله خيرا ..لعلها تدور في هذا المعنى الذي ورد في الحديث القدسي (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني..)رواه مسلم ، فالظلم منهم لا يقع على الله تعالى فهو الرب وهو غني عنهم بمعنى انهم ان عصوه لا يضره بل يضرون ويظلمون انفسهم
    و عند البغوي:
    ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )أي وما بخسوا بحقنا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون باستيجابهم عذابي وقطع مادة الرزق الذي كان ينزل عليهم بلا مؤنة في الدنيا ولا حساب في العقبى .
    مرجع تفسير البغوي:http://www.islamweb.net/newlibrary/d...d=48&startno=7
    والله اعلم
    والكلام لاهل العلم و المشائخ هنا ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    تبوك الورد
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: ايه في سورة البقره لم افهمها

    شكري لمن رد
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن)


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •