الموضوع: الاستدلال بإرادة الله القدرية على الإرادة الشرعية ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
نستعرض أمثلة لذلك من كتب أهل العلم ..

قال الله تعالى : ((ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياءً وأمواتاً))

قال ابن جرير الطبري : حدثنا ..... عن عبد الله بن مسعود ، أنه وجد قملة في ثوبه ، فدفنها في المسجد ثم قال : ( ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء ‎وأمواتا ) .
وقال القرطبي : وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه.

من كان عنده أمثلة أخرى من الإخوة ،، فنرجو الإفادة .

عليكم السلام ورحمة الله ويركاته.
الذي يظهر لي أن القرطبي رحمه الله لم يستدل بالآية نفسها، وإنما استدل بفعل ابن مسعود رضي الله عنه (وهو استدلال فيه نظر).
والزعم بأن ابن مسعود أراد الاستدلال بالآية في هذا الأثر بعيد. فإن مجرد ذكر الآية التي فيها خبر كوني، في موافقة ظرفية لفعل يدخل في معنى ذلك الخبر الكوني أو تلك الإرادة القدرية، لا يلزم أن يكون استدلالا من المتكلم بالآية على صحة ذلك الفعل، فضلا عن أن يؤخذ منه وجوبه!
والواقع أن الأرض تبتلع كل ميت وتأكله على أي حال ولو بعد حين (وتحلل جثة الميت وإن لم يوارى تحت الأرض، داخل في عموم معنى كون الأرض كفاتا)، وهذا صحيح سواء دفنه الناس أم لم يدفونه، اللهم إلا من كان موته في البحر فهي تبتلعه. والقصد أنه سواء كانت إرادة الله الشرعية أن يدفن المتوى أو أن يتركوا على ظهر الأرض بلا دفن، فإن الناس يدفنون موتاهم على أي حال، والأرض تبتلع ما لا يدفن من الناس والدواب على أي حال، فمعنى الآية صحيح على أي حال، فلا يؤخذ من مفهومها تشريع وجه من الوجهين!
والله أعلم.

استدل القرطبي بالآية .